اخترنا لكم

لا تظنن أن الليث يبتسم

محمد المسكري


قالها شاعر العرب أبو الطيب المتنبي يوماً ما: “إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظُنن أن الليث يبتسمُ”،

 وها هي اللحظة الحازمة التي نستعيد فيها هذا الوصف الدقيق بكل ما يحمله المخزون المعرفي العربي من مجد وحزم في الفعل والقول منذ “إذا بلغ الفطام لنا صبيٌّ تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا”، في مواجهة أوهام نظام الملالي في إيران، وقبله نظام أردوغان والتنظيم العالمي للإخوان، في لحظة المجد الموهومة التي يعتقدونها مع رحيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومجيء الرئيس بايدن.

فلا ينكر عاقلٌ ما يعنيه الهجوم على رأس تنورة ومنشآت أرامكو في الظهران، من توجيه إدانة واضحة وصريحة لهذا القادم من الشرق، متسلحاً بعقيدة تصدير الثورة، هادفاً إلى استبدال الحكومات وتفكيك الكيانات الوطنية لصالح مشروع هلاله الشيعي من طهران إلى لبنان.

كما لا ينكر عاقلٌ أنّ الهجمات اليومية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، والهجمات المتلاحقة على الأرض في جبهات اليمن، خصوصاً في مأرب، لا يمكن إلا أن تعبّر عن النوايا الخبيثة في التصعيد من الطرف الذي يُسلّح ويدعم ويوجّه، لا من الطرف الذنب الذي ينفّذ أوامر الولي الفقيه في قم.

وهذا الأمر نفسه ينطبق على الطرف الذنب المعطّل لمشاريع الحل والإنقاذ في لبنان عبر حكومة تخصصية بلا انتماءات سياسية، رغم كل ما يتهدد لبنان من مخاطر تفكيك الدولة وانهيار البلاد ووقوع كل أبنائها تحت خط الفقر الشديد.

ومقابل كل هذا، ومع تبدّل المواقف في ممارسة سياسة النفس الطويل التي التزمها النظام الإيراني طوال فترة حكم ترامب، وفي ظل ممارسة الولايات المتحدة نفسها مع حكم بايدن سياسة النفس الطويل والتفاوض الترغيبي لا الترهيبي مع نظام لا يفهم إلا لغة القوة، بات التحالف العربي بقيادة السعودية، والإمارات معها في نفس الخندق كما قال سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بات التحالف العربي مجبراً على أن يكشّر عن أنيابه حفظا لمصالح دوله في الاستقرار والتنمية وسط منطقة كانت دوما على فوهة البركان، ولا تزال.

وفي حديثنا عن الأنياب، فليعلم النظام الإيراني وأتباعه في المنطقة، أنّ لهذا الليث العربي الشامخ كما جبل طويق في قلب جزيرة العرب، ألف مخلب وناب، وأنه قادرٌ على قلب المعادلات كما فعلها في أكثر من مرة، ودروس مصر والبحرين وتحرير الكويت وثلاثة أرباع اليمن حاضرة ويشهد لها العيان، البعيد قبل القريب.

فلا يظنن هذا الولي الفقيه أن الشعوب العربية والدول العربية رغم تشرذمها وتفرق كلمتها، ستظل خاضعة لتهديداته وعربدته، وخروجه على القوانين الدولية في احتلاله جزر الإمارات، وتدخله السافر في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وإنّ غداً لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى