سياسة

حماس تحذر من مخطط لتهجير الفلسطينيين إلى أرض الصومال


 شددت حركة حماس اليوم السبت على رفضها القاطع لجميع المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهجير فلسطينيي قطاع غزة قسرا، بما في ذلك ما وصفته بمحاولات استخدام “أرض الصومال” الانفصالي وجهة محتملة لهذا التهجير بعد اعتراف الدولة العبرية بالإقليم، ما أثار رفضا عربيا وإسلاميا واسعا.  

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إن الأخير “أعلن الاعتراف الرسمي بجمهورية أرض الصومال دولة مستقلة ذات سيادة”، وردا على ذلك، قالت حماس في بيان، إنها ترفض “تبادل الاعتراف بين الإقليم والكيان الصهيوني المجرم”.

واعتبرت هذه الخطوة “سابقة خطيرة، ومحاولة مرفوضة لاكتساب شرعية زائفة من كيان فاشي محتل لأرض فلسطين، ومتورط بجرائم حرب وإبادة جماعية، ويواجه عزلة دولية متصاعدة”.

ولاقى إعلان إسرائيل اعترافها باستقلال أرض الصومال، رفضا عربيا وإسلاميا شدد على أن ذلك “يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي”.

وجاء ذلك في مواقف رسمية منفصلة ومشتركة صادرة عن تركيا ومصر والعراق والأردن وفلسطين والسعودية والكويت وقطر واليمن وجيبوتي، ومنظمات التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، بجانب رفض الصومال.

وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية برهان الدين دوران، الجمعة، إن إعلان إسرائيل اعترافها باستقلال إقليم أرض الصومال يُعد “انتهاكا صارخا للقانون الدولي”.

وفي تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة “إن سوسيال” التركية، شدد دوران على أن “هذا الموقف هو واحد من المواقف غير المسؤولة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تمتلك سجلا مظلما كالإبادة الجماعية والاحتلال، وتقوّض جهود السلام والاستقرار في المنطقة”.

وعبّر دوران عن اعتقاده بضرورة أن “يتخذ المجتمع الدولي موقفا مشتركا تجاه مثل هذه الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر وزيادة المخاطر الأمنية في منطقة القرن الإفريقي”، مشددا على أن تركيا ستواصل بحزم دعمها لسيادة الصومال ووحدة أراضيه.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كتشالي، عبر حسابه على منصة شركة “إكس”، إعلان إسرائيل اعترافها باستقلال إقليم أرض الصومال، بأنه “مثال جديد على الأعمال غير القانونية” التي تنتهجها حكومة تل أبيب.

وأشار إلى أن هذه الخطوة من جانب تل أبيب، التي تواصل سياساتها التوسعية وتبذل كل جهد ممكن لمنع الاعتراف بدولة فلسطين، تمثل تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية للصومال.

وبيّن أن القرارات المتعلقة بمستقبل جمهورية الصومال الفيدرالية وإقليم أرض الصومال يجب أن تُتخذ بما يعكس إرادة جميع الصوماليين، لافتا إلى أن تركيا “تدعم بحزم” وحدة أراضي البلد الواقع في القرن الإفريقي، وأنها ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الصومالي.

كذلك، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، محادثات هاتفية مع نظرائه المصري بدر عبدالعاطي، والسعودي فيصل بن فرحان، والأردني أيمن الصفدي.

وتلقى عبدالعاطي، الجمعة، اتصالات هاتفية من نظرائه بعدة دول أكد خلالها الوزراء إدانة اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال الانفصالي، وشددوا على الدعم الكامل لوحدة الأراضي الصومالية.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن “الاتصالات تناولت التطورات المرتبطة باعتراف إسرائيل بإقليم صومالي لاند (أرض الصومال)، حيث أكد الوزراء على الرفض التام وإدانة اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال، وشددوا على الدعم الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية”.

كما أكدوا “رفض أي محاولات لفرض واقع جديد أو إنشاء كيانات موازية تتعارض مع الشرعية الدولية وتقوض فرص تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية”.

بدورها، قالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إن المملكة تعرب عن تأكيد “دعمها الكامل لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة ووحدة وسلامة أراضيها”.

وعبرت عن رفضها “لإعلان الاعتراف المتبادل بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإقليم أرض الصومال، باعتباره يكرس إجراءات أحادية انفصالية تخالف القانون الدولي”.

كذلك، أعربت الكويت عن رفضها إعلان الاعتراف المتبادل بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وما يُعرف بإقليم “أرض الصومال”، واصفة الإجراء بأنه “أحادي ومخالف للقانون الدولي”.

واختتمت بالقول “نجدد رفضنا لهذا النهج المقوض لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة من جهة، ودعمنا التام للمؤسسات الشرعية التابعة للدولة من جهة أخرى”.

أما قطر فأكدت عبر وزارة خارجيتها، في بيان اليوم السبت، “رفضها لأي محاولات تهدف إلى إنشاء أو فرض كيانات موازية من شأنها تقويض وحدة الصومال”.

واعتبرت الاعتراف المتبادل بين السلطات الإسرائيلية وإقليم أرض الصومال “سابقة خطيرة وإجراء أحاديا يتنافى مع مبادئ القانون الدولي، يشكل مساسا بسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة ووحدتها وسلامة أراضيها”.

وأشارت الخارجية القطرية إلى دعمها الكامل لمؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، وحرصها على حفظ أمن الصومال واستقراره، وصون مصالح شعبه الشقيق.

وأكدت أن “الأحرى بسلطات الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف بدولة فلسطين، التي أجمع المجتمع الدولي على حقها في إقامة دولتها المستقلة على ترابها الوطني، والعمل على إنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل مستدام، بدلًا من الاستمرار في تقويض الشرعية الدولية التي تسهم في تأجيج التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة والإقليم”.

وأعربت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان مساء الجمعة، عن موقفها الثابت والداعم بشكل كامل لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، ووحدتها وسلامة أراضيها، مؤكدة رفضها أي إجراءات أو ممارسات من شأنها المساس بوحدتها الوطنية أو محاولة فرض أمر واقع يتعارض مع سيادتها.

وأدانت وزارة الخارجية العراقية بشدة اعتراف إسرائيل بأرض الصومال، معتبرة هذا الإجراء “تعديا سافرا على سيادة الدول ومخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

بدورها عبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، مساء الجمعة، عن رفضها للاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال، معتبرة أنه يمثل تهديدا للأمن الإقليمي والعربي.

وفي بيان، أعربت الوزارة عن دعم فلسطين المطلق لوحدة الصومال وسيادته واستقلاله السياسي، “بما يضمن لشعب الصومال الشقيق حقه في العيش الكريم والأمن والاستقرار، اتساقا مع القانون الدولي وقرارات الإجماع العربي والدولي، وقرارات منظمة التعاون الإسلامي”.

ونبهت إلى أن “إسرائيل كانت قد استخدمت اسم ’صومالي لاند’ كوجهة لتهجير أبناء شعبنا الفلسطيني، وخاصة من قطاع غزة”.

وفي معرض تعليقه على الاعتراف الإسرائيلي، قال حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني “نعبّر عن رفضنا لإعلان الاعتراف المتبادل بين إسرائيل وإقليم أرض الصومال باعتباره يكرس إجراءات أحادية انفصالية تخالف القانون الدولي”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

وفي خطوة مماثلة، أكد الأردن “رفض المملكة المطلق أي محاولات لفرض كيانات موازية تهدد وحدة الصومال وسلامة أراضيه”، وفق وكالة الأنباء الرسمية “بترا”.

وأكدت عمان دعمها لمؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، وحرصه على حفظ استقرار الصومال وشعبه الشقيق، ورفضه أي إجراءات تستهدف وحدته والمساس بأمنه.

وأعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في بيان، عن إدانتها ورفضها القاطع لاعتراف إسرائيل، قوة الاحتلال، بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة، معتبرة ذلك انتهاكاً لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها.

وشددت الأمانة العامة مجددا على تضامنها الكامل مع جمهورية الصومال الفيدرالية ودعمها الثابت لسيادتها ووحدة أراضيها، وتأييدها المطلق لمؤسساتها الشرعية.

أما مجلس التعاون الخليجي فرفض اعتراف إسرائيل باستقلالية الإقليم، معتبرا ذلك “تجاوزا خطيرا لمبادئ القانون الدولي وانتهاكا صريحا لسيادة الصومال”.

وشدد على أن “الاعتراف يمثل سابقة خطيرة من شأنها تقويض ركائز الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وفتح الباب أمام مزيد من التوترات والنزاعات، بما يتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمن والسلم الدوليين في المنطقة”.

من جانبه أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، الجمعة، الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الانفصالي أرض الصومال، معتبرا أن خطوة تل أبيب “مستفزة ومرفوضة”، وقد تخل بأمن المنطقة.

وشدد على أن “أي محاولة لفرض اعترافات أحادية الجانب ستشكل تدخلا مرفوضا في الشؤون الداخلية للصومال”، و”سابقة خطيرة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي”.

واعتبر أن “إسرائيل التي ترتكب انتهاكات جسيمة بحق الشعب الفلسطيني ودول الجوار، تمارس اليوم أيضا اعتداء على سيادة دولة عربية وإفريقية، من خلال هذا الاعتراف”.

واتهم الأمين العام للجامعة العربية، تل أبيب بالعمل مع “أطراف ثالثة لتقويض استقرار المنطقة بعيدا عن أي التزام بالقواعد المنظمة للاعتراف بالدول وفق القانون الدولي”.

وحثّ الاتحاد الأوروبي على ضرورة صون سيادة الصومال ووحدة أراضيه، وذلك عقب الإعلان الرسمي الصادر عن إسرائيل بالاعتراف بمنطقة أرض الصومال كدولة مستقلة.
وفي بيان صادر عنه، شدّد المتحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، على أن الاتحاد يجدد تأكيده على التمسك بمبدأ وحدة وسيادة وسلامة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية، مؤكداً أن هذا الموقف ينسجم مع أحكام الدستور الصومالي، وكذلك مع القواعد والمواثيق المعتمدة لدى الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى