في يوم زايد للعمل الإنساني.. التاريخ يسجل جهود الإمارات لإغاثة المحتاجين بالعالم
يوم زايد للعمل الإنساني، الذي يصادف 19 رمضان من كل عام، الموافق لذكرى رحيل مؤسس دولة الإمارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يعد مناسبة سنوية للاحتفال بما حققته البلاد منذ عهد الشيخ زايد وإلى اليوم، من إنجازات على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى، حيث يسجل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور، هذا العام، جهود الدولة لإغاثة المحتاجين بالعالم في ظل جائحة كورونا.
يوم زايد للعمل الإنساني
ويحل هذا اليوم، للعام الثاني على التوالي، في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، والتي تتطلب الاقتداء بالإرث الإنساني للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من أجل مزيد من التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات الناجمة عن أزمة كورونا، حيث أكدت الإمارات التزامها بالرؤية والرسالة الإنسانية التي رسخها القائد المؤسس، وذلك من خلال جهودها ودورها في مساعدة دول العالم على التصدي لهذه الأزمة، إذ أرسلت نحو 2000 طن من المساعدات الطبية إلى 130 دولة، في إطار سعيها لنشر قيم الخير والتعاون والتضامن بين البشر.
إشادة منظمة الأمم المتحدة
وتوجت جهود الإمارات بتقدير وعرفان دولي، حيث إشادة منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف، في 28 إبريل الماضي، بالدور الريادي الذي يقوم به الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ودعمه المتواصل للجهود الرامية إلى مكافحة وباء كورونا وإلى استئناف عمليات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال والأمراض الأخرى المسببة للوفاة بين الأطفال، حيث تمكنت الحملة من تجاوز تحديات تفشي وباء كوفيد– 19، واستأنفت الحملات وإيصال اللقاحات إلى الأطفال، ونجحت خلال 2020 والأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، في إعطاء 83 مليون جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال لتصبح أول حملة في العالم تستأنف التطعيم ضد شلل الأطفال في ظل الوباء.
جهود الإمارات لمكافحة كورونا
أيضا توجت جهود الإمارات لمكافحة كورونا بتقدير وعرفان دولي، باختيار المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير ديهاد منتصف مارس الماضي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021 لعطائه ودعمه في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، وذلك تقديرا لدعمه وجهوده المخلصة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي، وعرفانا لما تقوم به البلاد من دور ريادي في مجال تقديم المساعدات الطبية ودعم المحتاجين حول العالم خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة كورونا.
وقامت الإمارات بعدد من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، لدعم الجهود العالمية في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.
مساعدات لأكثر من 130 دولة
تجاوزت الإمارات حسابات السياسة الضيقة، وأعلنت التضامن الإنساني، مؤكدة أنها ستبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها وأصدقائها وللإنسانية جمعاء، إيمانا منها أن التضامن الإنساني بين الشعوب راسخ، والخلاف السياسي عابر مهما امتد، وفي ترجمة عملية لتلك المبادئ والقيم، جاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس السوري بشار الأسد في مارس 2020 مع بدء تفشي الفيروس، لبحث دعم الشعب السوري جراء تفشي جائحة كورونا، في مبادرة هي الأولى من نوعها لمد يد العون للشعب السوري الشقيق في تلك الظروف الحرجة، تقدم بها الإمارات للعالم رسالة بشأن إعلاء القيم الإنسانية على المسائل السياسية مهما كانت الخلافات والاختلافات.
كما أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالات مكثفة مع عدد من قادة العالم والشخصيات المؤثرة حول العالم، لبحث جهود احتواء انتشار فيروس كورونا، عبر خلالها عن دعم بلاده لتلك الدول لمواجهة كورونا، وحظيت تلك المبادرات والاتصالات بتقدير وشكر من قادة العالم وشعوبه للإمارات قيادة وحكومة وشعبا على جهودها الخيرة لدعم الإنسانية في مواجهة هذا الوباء.
مساعدات الإمارات
ومنذ بدأ أزمة تفشي فيروس كورونا حتى اليوم، قدمت دولة الإمارات أكثر من 2000 طناً من المساعدات لأكثر من 130 دولة، استفاد منها نحو 1.8 مليون من العاملين في المجال الطبي، كان أحدثها إرسال 3 طائرات مساعدات إلى سوريا خلال شهر إبريل الماضي، كان آخرها يوم 27 من الشهر نفسه على متنها كميات كبيرة من لقاحات كوفيد-19 والأدوية والمواد الطبية، سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر السوري، لدعم قدرة القطاع الصحي هناك، على مواجهة تداعيات جائحة كورونا وتعزيز الإجراءات الوقائية للحد من تفشيها.
وفي 21 مارس الماضي، أرسلت الإمارات ثاني طائرة مساعدات تحتوي على 7.7 طن من الإمدادات الطبية وأجهزة الفحص إلى جمهورية القمر المتحدة، لدعم جهود 7700 من العاملين في مجال الرعاية الصحية لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار كوفيد-19، وقبلها بأيام، أرسلت شحنة ثانية من اللقاح الروسي سبوتنيك – في المضاد لفيروس كورونا، إلى قطاع غزة تحتوي على 38700 جرعة، وتسلمتها وزارة الصحة الفلسطينية، عبر معبر رفح، التي عبرت عن في بيان صحفي عن شكرها وامتنانها للإمارات على هذا الدعم والذي يعزز من الإجراءات الصحية في مواجهة الجائحة في قطاع غزة، وثمنت الوزارة دور كل من ساهم في تسهيل وصول هذه الشحنة إلى قطاع غزة.
وكانت دولة الإمارات أرسلت في فبراير الماضي 20 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك-في الروسي المضاد لكوفيد-19.
وتأتي هذه المساعدات في إطار التزام دولة الإمارات المستمر في دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز جهود الكوادر الطبية في مكافحة الجائحة، حيث أرسلت دولة الإمارات في هذا الصدد 3 طائرات مساعدات طبية تحمل 36.6 طن بالإضافة إلى 10 آلاف جهاز فحص كورونا و10 أجهزة تنفس، ليستفيد منها 36.6 ألف من الكوادر الطبية.
ائتلاف الأمل
ومن أبرز المبادرات الإماراتية لدعم الجهود العالمية لمكافحة كورونا، مبادرة ائتلاف الأمل، التي أعلنت الإمارات عن إطلاقها من أبوظبي في 25 نوفمبر الماضي، التزاما منها بدعم الجهود العالمية في توزيع لقاحات كوفيد-19 لجميع أنحاء العالم.
وائتلاف الأمل، وهو شراكة بين القطاعين العام والخاص تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، وتهدف إلى الإشراف على تنسيق عملية التوزيع الآمن لمليارات الجرعات من لقاح كوفيد-19 حول العالم.
ووسّع الائتلاف، منذ إطلاقه، نطاق تغطيته العالمية عبر شراكات جديدة مع شركات شحن إقليمية وعالمية رائدة لتعزيز قدراته اللوجستية، حيث قام منذ تشكيله بتوريد وتخزين وتوزيع ملايين الجرعات من لقاح كوفيد-19 من الشركات المصنعة إلى المراكز الطبية في جميع أنحاء العالم.
وفي خطوة تسلط الضوء على ريادة أبوظبي في مكافحة الجائحة، والدور الحيوي للائتلاف في شحذ الجهود العالمية، استضاف ائتلاف الأمل، القمة العالمية للتحصين والخدمات اللوجيستية التي عقدت افتراضياً في أبوظبي يومي 29-30 مارس الماضي، تحت رعاية وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات، والتي أكدت أهمية العمل والتعاون والشراكة لسد فجوة التحصين العالمية بأسرع وقت ممكن، وقد أجمع المشاركون في القمة على أن الابتكار والإبداع والشمولية هي السبيل الحقيقي لإيجاد حل عالمي لمكافحة وباء كوفيد -19 وضمان إيصال اللقاح بشكل عادل للجميع.
إنجاز عالمي
وفي سياق متصل، أصبحت الإمارات للشحن الجوي الأولى على مستوى العالم، التي تنجح في نقل أكثر من 59 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 على رحلاتها، حيث تمكنت منذ أكتوبر 2020، من نقل وتسليم نحو 5 بالمائة من إجمالي لقاحات كوفيد-19 بسرعة وأمان في مختلف أنحاء العالم.
ونقلت ذراع الشحن في طيران الإمارات نحو 59 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 من مواقع الإنتاج إلى أكثر من 50 وجهة حول العالم ضمن شبكة خطوطها عبر دبي وتوزعت اللقاحات التي نقلتها على 6 أنواع مختلفة.
مبادرات إنسانية
وبرز العمل الإنساني للإمارات خلال أزمة كوفيد- 19 في العديد من المبادرات منذ بداية الأزمة على الصعيدين الوطني والدولي، عبر تسيير رحلات عاجلة لإجلاء رعايا الدول الصديقة من المناطق المصابة واستضافتهم والتكفل بعلاجهم وعودتهم لدولهم.
ولا ينسى العالم مبادرة الإمارات وطن الإنسانية حيث قامت دولة الإمارات في مارس 2020 مع بدء تفشي كورونا بإجلاء 215 من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا إلى مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، ومن ثم نقلهم إلى دولهم بعد وضعهم تحت الحجر الصحي للتأكد من سلامتهم.
ودشنت الإمارات جسور المساعدات الإنسانية لتصل أياديها البيضاء إلى أكثر من 130 دولة حول العالم حملت مساعدات طبية وإنسانية عاجلة على الرغم من جميع التحديات التي أفرزتها الظروف.
كما أسست الإمارات صناديق دعم ضمن جهودها الوطنية الإنسانية منها “صندوق الإمارات – وطن الإنسانية” لتوحيد الجهود الوطنية للتصدي لوباء كوفيد-19.
وفي الوقت الذي شهد فيه العالم صراعا خفيا على شحنات الكمامات والمعدات الطبية بين الدول، كانت الإمارات تسير طائرات مساعدات طبية في إطار التزامها بتقديم يد العون للجميع، ومن هذه المساعدات 10 أطنان لإيطاليا و13 طنا لكازاخستان و10 أطنان لكولومبيا وإنشاء مستشفى ميداني بسعة 4000 سرير في بريطانيا و11 طنا لأوكرانيا.
على خطى زايد
وعلى الصعيد المحلي، أثبت تعامل الإمارات مع أزمة كوفد-19 نجاعة الإجراءات التي اتخذتها منذ ظهور الجائحة، فاليوم ومع تخطي عدد اللقاحات حاجز 10.6 مليون جرعة، تسير دولة الإمارات بخطى ثابتة نحو تحقيق الهدف المنشود بقرب تحقيق مرحلة التعافي.
ويكتسب توزيع لقاحات كورونا في الإمارات ميزة إنسانية فريدة خاصة مع وجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها الأمر الذي يجعل عملية التطعيم تشمل أشخاصا من جميع المناطق الجغرافية بالعالم ومن مختلف الأديان والأعراق والأجناس، بلا تفرقة، وهو ما ينسجم مع نهج الدولة التي تعد حاضنة عالمية لقيم التسامح والاعتدال وتقبل الآخرين.
وعلى خطى المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مع كل أزمة يواجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، كانت الإمارات حاضرة دائما لتقديم يد العون والمساعدة.