الخليج العربي

قصة يوم زايد للعمل الإنساني


تحيي الإمارات، “يوم زايد للعمل الإنساني” الذي يصادف 19 رمضان سنويا الموافق لذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ما قصة إحياء يوم زايد للعمل الإنساني؟

فما هي قصة إحياء ذلك اليوم؟ وكيف ومتى ولماذا بدأ إحياؤه؟ وماذا يعني ذلك اليوم لأهل الإمارات وللعالم أجمع؟

منذ رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2 نوفمبر 2004 الموافق 19 رمضان 1425 هـ، حرصت الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على إحياء تلك الذكرى للسير على نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير التي غرسها في نفوسهم، وفاء لسيرته واستلهاما لحكمته.

تخليد نهج المؤسس

وحرصا على تخليد نهج قائد سخّر حياته لمنفعة الناس وخيرهم، واستدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على ديمومتها، أقر مجلس الوزراء الإماراتي في جلسته التاريخية التي عقدت بدار الاتحاد في اليوم الوطني الـ 41 لدولة الإمارات عام 2012، تسمية يوم الـ19 من رمضان من كل عام والموافق لذكرى رحيل مؤسس الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بـ”يوم العمل الإنساني الإماراتي”، وذلك إحياء لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعرفانا بدوره في تأسيس مسيرة العطاء الإنساني في دولة الإمارات وتخليد مآثر الخير لرائد العمل الإنساني.

وعلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على هذه المبادرة، آنذاك، قائلا: “إن زايد هو منبع الجود وأصله، وهو من غرس في شعبه حب العطاء والبذل دون مقابل ولا بد لصاحب هذا الفضل أن يذكر في هذا اليوم.. وخير ما نذكره به رحمه الله إنسانيته وعطاؤه وكرمه الذي لم يميز به بين قريب وبعيد والذي جعل الإمارات محطة إنسانية عالمية للعطاء”.

أول احتفاء

وفي مطلع شهر رمضان التالي، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 11 يوليو 2013 حملة “يوم العمل الإنساني الإماراتي” التي استمرت حتى يوم 19 رمضان بهدف كسوة مليون طفل محروم حول العالم.
وفي 28 يوليو 2013/ 19 رمضان 1434 هـ، أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتغيير مسمى يوم العمل الإنساني الإماراتي إلى “يوم زايد للعمل الإنساني” تخليدا لذكرى الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
جاء ذلك خلال رعايته لأول فعالية للاحتفاء بـ”يوم زايد للعمل الانساني” في مركز دبي التجاري العالمي.
وألقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كلمة أوضح فيها أن إطلاق هذا اليوم جاء “تخليداً لما كان يحبه الشيخ زايد رحمه الله من البذل والعطاء واستذكاراً لمآثر الخير التي كانت جزءا رئيسيا من سيرته ونشرا وترسيخا لثقافة إنسانية إماراتية وضع لها رحمه الله الأساس بعمله وبسيرته وبسجيته المحبة للخير والحريصة على منفعة الإنسان أينما كان”. 

كما شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات مساء اليوم نفسه ليلة الوفاء لزايد الخير والعطاء التي أقيمت في جامع الشيخ زايد الكبير ضمن فعاليات “يوم زايد للعمل الإنساني”.

عاصمة الخير

وبين أن هذا اليوم سيكون “محطة سنوية سنتوقف فيها لاستذكار سيرة المؤسس الإنسانية وترسيخ قيم الخير والبذل والعطاء في نفوس الأجيال الجديدة والتخطيط لسنة كاملة قادمة من العمل الإنساني الإماراتي ترسيخا لوضع دولة الإمارات كعاصمة عالمية لعمل الخير ومحطة دولية رئيسية لإغاثة الملهوف والمحتاج”.
وقوبلت المبادرة الإماراتية بترحيب أممي ودولي وإقليمي، بعد إضافة فعالية إنسانية هامة لأجندة المناسبات الإنسانية على مستوى العالم، لصالح الفقراء والمحتاجين حول العالم.
وتحولت الإمارات بالفعل إلى عاصمة عالمية لعمل الخير ، وها هي اليوم بفضل إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تحتل الصدارة عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية.
وتمضي القيادة الإماراتية ممثلة في الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات على طريق المؤسس في مد يد العون والمساعدة والعمل على مكافحة الفقر والجوع ومساعدة المعوزين حول العالم دون النظر إلى جنسياتهم أو لونهم أو ديانتهم.

استدامة الخير

واستطاعت الإمارات تحويل الأعمال الإنسانية والخيرية إلى مؤسسات نظامية بهدف استدامة الخير واستمراريته وضمان فاعليته ووصوله لكل محتاج.
وأضحى “يوم زايد للعمل الإنساني” مناسبة سنوية للاحتفال بما حققته الإمارات منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإلى اليوم من إنجازات على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى.
 كما أصبح يمثل موعدا سنويا للإعلان عن العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية الحيوية والنوعية عبر مئات الفعاليات الحكومية والمجتمعية التي تنظمها المؤسسات العامة والخاصة والأهلية.
وتحل المناسبة هذا العام للعام الثاني على التوالي في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” والتي تتطلب الاقتداء بالإرث الإنساني للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أجل مزيد من التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات الناجمة عن أزمة “كورونا”.
وأكدت الإمارات خلال جائحة كورونا التزامها بالرؤية والرسالة الإنسانية التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك من خلال جهودها ودورها في مساعدة دول العالم على التصدي لهذه الأزمة حيث أرسلت نحو 2000 طن من المساعدات الطبية إلى 130 دولة، في إطار سعيها لنشر قيم الخير والتعاون والتضامن بين البشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى