الشرق الأوسط

آخر مستجدات التقارب السوري التركي


تدخل لعلاقات بين أنقرة ودمشق مرحلة جديدة، حيث يسعى نواب وزراء الخارجية في طي الصفحات القديمة. وبدء صفحة جديدة بين البلدين من خلال اجتماع رباعي في موسكو يضم إيران وروسيا وتركيا وسوريا، ويعد هذا أول لقاء رسمي يعقد على مستوى وزاري بين تركيا وسوريا منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين الجارتين.

التواجد التركي على أرض سوريا

المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا ميخائيل بوغدانوف أكد على أمله في أن تكون مهمة الوساطة الروسية تهدف إلى تحقيق هدف إستراتيجي مهم للغاية وهو تطبيع العلاقات السورية – التركية.

الوفد السوري سيبحث خلال اجتماعاته في روسيا إنهاء “التواجد العسكري التركي على الأراضي السورية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية”.

الأسد يهاجم أردوغان بشدة: “إخواني متعاطف مع داعش” 

وكان قد أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن نظيره التركي، رجب طيب أردوغان هو “عضو بجماعة الإخوان المسلمين” الإرهابية.  لافتا إلى أن الأخير متعاطف مع جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة بسوريا) وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش”.

وأضاف الأسد: “أردوغان الرئيس التركي عضو في الإخوان المسلمين، إنه مرتبط أيديولوجياً بداعش والنصرة ومتعاطف معهما، والجميع يعرف هذا في منطقتنا، كما أنه ساعدهما إما عبر تقديم الأسلحة أو لوجستيا أو من خلال تصدير النفط”.

وقال الأسد: “أي قوات أجنبية تدخل سورية دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قوات غازية، سواء كانت أميركية أو تركية أو أي قوات أخرى، ولا نعتقد أن هذا سيكون مفيدا، ما الذي سيفعلونه؟ هل سيحاربون داعش؟. 

وحول إذا كان الرئيس الأسد مستعداً للحوار مع أردوغان، قال الرئيس السوري: “لذلك بدأنا المفاوضات على المستوى الأمني وعلى مستوى وزراء الدفاع، والآن نناقش اللقاء على مستوى معاوني وزراء الخارجية، وربما نصل إلى وزراء الخارجية، وهذا يعتمد على تفاصيل الحوار بيننا وبينهم”.

واستطرد: “في هذه الحالة لا بد من الفصل بين المشاعر الشخصية والمصلحة الوطنية، فإذا كان هناك أي لقاء مع أي طرف هو أو غيره يحقق مصلحة سورية وينهي الحرب ويوقف نزيف الدماء، فمن الطبيعي أن نسير في اتجاهه، هذا الشيء غير قابل للنقاش، ولا يجوز أن ننطلق من الغضب أو من غير ذلك من المشاعر، هذا خطأ”.

مسار تطبيعي جدي للعلاقات

ويقول المحلل السياسي السوري سلمان شيب: إنه لا يمكن حتى اليوم الكلام عن مسار تطبيعي جدي للعلاقات السورية – التركية بالرغم من تواجد رغبة تركية مُعلنة.

وأضاف أن هناك لقاءات أمنية وعسكرية عقدت بين الطرفين، لكن الموقف السوري لا يزال متحفظاً بشكل واضح لأسباب كثيرة منها الشكوك العميقة بأردوغان وسياسته وعدم الثقة بأي وعود أو ضمانات يقدمها والتفاهمات التي أبرمها مع الجانب الروسي حول الشمال الغربي السوري وعدم تنفيذ أي منها رغم مرور سنوات هي دليل واضح على مراوغته ومناوراته. 

وأكد شيب أن بالرغم من الإلحاح الروسي والتمنيات الإيرانية إلا أن هناك تحفظاً من جانب سوريا، وتطالب بضمانات حقيقية لتنفيذ عدد من الشروط التي وضعتها وأهمها جدول محدد لانسحاب القوات التركية من الأرض السورية. 

التقارب التركي- السوري يأخذ مساحة كبيرة

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية الدولية، إن التقارب السوري – التركي يأخذ مساحة كبيرة في هذا التوقيت بالاجتماع الرباعي في موسكو، وتمهيد للقاء القادة الأربعة، وإن هناك انفتاحاً بين سوريا وتركيا وهو مدعوم بالأطراف المعنية، وروسيا وراء التقارب، وتريد عودة الدور السوري بالمنطقة، وكذلك طرح الخروج للقوات التركية من شمال وشمال شرقي سوريا، خاصة وأن تركيا كانت ستقوم بعملية إستراتيجية كبرى وأوقفتها الدول الكبرى، ولا توجد سوى بعض الاعتراضات على حزب العمال الكردستاني، وإن هذا الأمر مهم للغاية للأتراك، وسوريا وتركيا لهم مصالح مشتركة في النهاية. 

وأضاف أن أردوغان يريد أن يحقق نجاحات كبيرة في الإقليم وتبدأ في مصر وتمر بالأطراف الإقليمية الأخرى، كما تم التطبيع مع إسرائيل واستئناف العلاقات وأعتقد أنه انعكاس على الانتخابات الجارية في تركيا، وأشار إلى أنه من المتوقع بعد لقاءات وزراء الخارجية أن يكون هناك لقاء على مستوى القادة الأربعة وموسكو وراء كل ما يجري، وهناك قبول من كافة الأطراف لتسريع وتيرة ما يجري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى