يظهر أن الإرهابيين في سوريا قد وصلوا إلى مرحلة من العبث حتى أصبحوا أصحاب نفوذ عسكري وحدهم بل ويحاربون بعضهم البعض. ومؤخرا رصدت الولايات المتحدة الأميركية أموالا مقابل معلومات عنهم وأيضًا فرض عقوبات مالية على البعض منهم بعد اتهامهم في قضايا متعلقة بالإرهاب.
وآخر هؤلاء هو القيادي في “هيئة تحرير الشام”، صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، أبو أحمد زكور، المعروف بعمر أو جهاد الشيخ. وقد فرضت واشنطن عقوبات أميركية عليه وهو ما عبر عنه بالاستغراب لإدراج اسمه بتصنيفات مرتبطة بمكافحة الإرهاب.
القيادي الإرهابي خرج عبر تويتر وأكد أن العقوبات المالية الصادرة بحقه، “لا معنى لها”، وأنه لا يملك دولاراً واحداً خارج سوريا.
من هو أبو أحمد زكور؟
زكور نشأ في بقعة في جنوب شرقي مدينة حلب في بيئة قبلية صارمة؛ إذ كان والده شخصية قيادية في قبيلة البقارة والمدينة، وبعد سنوات من التعلم في المدارس العادية.
بدأ بتلقي دروس دينية من محمود قول آغاسي الملقب بأبو القعقاع الذي تبين فيما بعد أنه كان يعمل في الجهاز الاستخباراتي السوري من أجل تجنيد المقاتلين الأجانب للقتال في العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003.
الجماعات الجهادية وانضمامه إليها
انضم زكور إلى أنصار السنة وهي الجماعة الجهادية التي يقودها الأكراد، بعد عام 2003، ولاحقاً انضم إلى جماعة التوحيد والجهاد، المنظمة التي رأسها زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي.
كما أصبح زكور مسؤولاً عن تنسيق مساكن المقاتلين العابرين سوريا في طريقهم إلى العراق وتلبية احتياجاتهم الأخرى.
وبعد وقت قصير، سقط زكور في كمين في حلب وتم اعتقاله، وبعد احتجازه في سجون مختلفة لمدة عام، نقل إلى سجن صيدنايا في عام 2004.
ومن هناك أعاد الاتصال بعفرين السورية وتولى دورين رئيسيين في هذه الفترة هما رئيس فصيل شباب “القاعدة” في المنشأة، ومسؤول عسكري قاد تمرداً للسجناء في عام 2008 استمر لأكثر من ثمانية أشهر وأودى بحياة عمه.
وأُطلق سراح زكور في عام 2012 بعد الظهور العلني للجماعة الجهادية السورية جبهة النصرة، سلف هيئة تحرير الشام وكان أول منصب له في جبهة النصرة نائباً لأمير حلب ليصبح أميراً عاماً في وقت لاحق.