تركيا

أردوغان تحت المجهر المعارضة.. اتهامات وانتقادات


واصلت المعارضة التركية هجومها على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان على خلفية فضائح وجرائم المافيا التي تم الكشف عنها مؤخرا.

وقال كمال قليجدار أوغلو، زعيم المعارضة، إن الرئيس أردوغان يعرف جيدًا السياسي الذي يتلقى 10 آلاف دولار شهريًا من زعيم المافيا، سادات بكر.

وكان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، صرح خلال مقابلة تلفزيونية، بأن هناك سياسيًا (لم يذكر اسمه) يتلقى من زعيم المافيا، 10 آلاف دولار شهريًا، وذلك ردًا على اتهامات وجهها بكر له بارتكاب جرائم وفضائح، ما تسبب في مطالبة أعضاء بالحزب الحاكم بإقالته من منصبه.

قليجدار أوغلو خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، الثلاثاء، قال إن “أردوغان يعرف متلقي الرشوة جيدًا، وإذا لم يكشف عنه فهو جزء من عجلة الرشوة”.

وشدد زعيم الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، على أن “الشعب متعطش للعدالة، بينما ابتعدت الحكومة عن هذا المفهوم تمامًا”.

وزاد: “نحن نريد العدالة، إذا كانت سجون تركيا مكتظة، وإذا كان يعيش من 25 إلى 30 شخصًا في زنازين تتسع فقط لعشرة أشخاص، فهذا يعني أن هناك حقًا مشكلة، وإذا ابتعد حكام عن العدالة، وإذ لم يحققوا، فهذا يعني أن هناك مشكلة في هذا البلد”. 

وتطرق أيضا زعيم المعارضة إلى تراجع دور تركيا في حماية البيئة، قائلا، إن الحكومة “لا تقوم بواجباتها، أحضرت صورتين للمياه، واحدة منهما للماء الذي نشربه من نهر أرجنا، والأخرى للماء الذي نلوثه، تفضلوا هذه الصورة التُقطت للمياه، من تسبب في أن يصبح المياه هكذا؟!”.

وأردف قائلا “من تسبب في أن يتحول هذا الماء من هذه الحالة إلى تلك، من هو المسؤول عن هذا؟ تفضلوا يا سادة!”.

أفغانستان

في سياق آخر حذّر قليجدار أوغلو من مواجهة الجنود الأتراك المكلفين بحماية مطار كابول في أفغانستان لعناصر حركة طالبان.

ولفت إلى أن “طالبان أعلنت رسميًا عن رفضها وجود أي حماية من دول حلف الناتو لبلادها، الأمر الذي يقلق تركيا من ردود أفعال طالبان تجاه تواجد الجنود الأتراك”.

وعرضت تركيا مؤخرًا على الولايات المتحدة، اقتراح بحماية وإدارة مطار كابول، بعد انسحاب الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي “الناتو” من أفغانستان.

زعيم المعارضة عاتب في حديثه من يصوتون لحزبي العدالة والتنمية، الحاكم، والحركة القومية المعارض، مشيرًا إلى أن “الحكومة التركية تخطت كل الحدود”.

انتخابات مبكرة

بدوره اتهم فائق أوزتراق، المتحدث باسم الشعب الجمهوري، أردوغان، وحكوماته المتعاقبة بـ”التسبب في كافة المشاكل التي تغرق فيها تركيا”، داعيًا إلى “ضرورة عقد انتخابات مبكرة، في ظل عدم قدرة السلطة الحالية التعامل مع المشاكل القائمة”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أوزتراق، خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة أنقرة عقب اجتماع المجلس التنفيذي المركزي لحزبه، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “جمهورييت” المعارضة، وتابعته “العين الإخبارية”، الثلاثاء.

وقال أوزتراق في تصريحاته “من الذي جمع 2 تريليون و311 مليار دولار ضرائب من الأمة في السنوات الـ19 الماضية؟ من اقترض 109 مليارات دولار من الخارج و63 مليار دولار محلياً؟ من باع 62 مليار دولار من ممتلكات للأمة؟”.

وأردف “باختصار من استخدم 2 تريليون و544 مليار دولار من الموارد في هذا البلد؟ هذه الأموال أنفقها أردوغان والحكومات التي يرأسها، أين ذهب هذا المال؟ اليوم، أمتنا غارقة في الأزمات. من يدير هذا البلد؟ ألا توجد حكومة؟”.

واستطرد متحدث الحزب المعارض قائلا “إذا خرج علينا من كان يحكم الدولة منذ 19 عامًا (في إشارة لأردوغان) ويقول للمعارضة: هيا أطعموا الجياع، إذا لم يتحمل مسؤولية إيجاد حل لمشاكل الأمة، فعندئذ هذا الرجل عليه أن يترك منصبه أيضًا”.

واستطرد “نعم عليه أن يترك المنصب لمن سيقومون بوظائف ومتطلبات الكرسي الذي يجلس عليه. الشخص الذي يرتكب الكثير من الأخطاء لن يشعر بالعار أبدًا. أردوغان يرتكب نفس أخطاء حكومته”.

وزاد “الآن أصبح من الواضح ما يجب القيام به. هو الاحتكام إلى صناديق الاقتراع بشكل عاجل. أمتنا مستعدة لسحب الثقة من هذه الإدارة التي لا تتمتع بأي كفاءة. نحن جاهزون لتلك المهمة. لدينا سبلنا وسياساتنا جاهزة حتى لا ينام أي من أطفالنا جياعًا في هذه الأرض. جاهزون لتأمين دعم الأسرة”.

الكلام فقط

على نفس الشاكلة هاجم علي باباجان، رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، أردوغان، على خلفية تصريحات أدلى بها عقب مقابلته لنظيره الأمريكي جو بايدن، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي الناتو في بروكسل، التي قال فيها “الحمد لله لم نناقش قضية الإبادة الجماعية للأرمن”.

وقال باباجان لأردوغان “أعتقد أنها زلة لسان، لكن كان يجب عليك أن تفتح أنت الموضوع وتضعهم تحت ضغط، كان على بايدن أن يقول هو (الحمد لله لم يفتحوا قضية الأرمن)، لكن للأسف الوضع محزن للغاية”.

وتابع “أصبحت كلمة تركيا بلا أي معنى في الساحة الدولية في الوقت الحالي، إن القضية الفلسطينية لم تكن وحيدة بهذا القدر قبل ذلك، حتى الصحافة الغربية لم تتحمل الظلم الإسرائيلي للفلسطينيين، لكن هنا في تركيا لا نجد إلا الكثير من الكلام، لا يفعل أردوغان سوى الكلام”.

وأضاف باباجان، في مؤتمر حزبه بمدينة أرداهان “هناك أزمات في الاقتصاد والزراعة وتربية الحيوانات والعلاقات الخارجية. أزمات تركيا متعددة، هناك أزمة في كل مجال”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى