تركيا

أردوغان يضع الأكراد في سوريا أمام خيارين: السلاح أو الموت


خيّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجماعات الكردية السورية المسلحة بين إلقاء السلاح أو الموت، في أوضح تهديد منذ سقوط نظام بشار الأسد وبعد إعلان القيادة الجديدة في سوريا حل الفصائل المسلحة ودمجها في قوات الجيش الجديد التي تعتزم تشكيله، مؤكدة في الوقت ذاته أنها ستعمل على حصر السلاح بيد الدولة بما في ذلك في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.

وجاءت تصريحات أردوغان بعد يوم تقريبا من تحذير واشنطن من أي هجوم تركي على قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المسلحون الأكراد عمودها الفقري، مؤكدة أن أي هجوم على حلفائها الأكراد سيخلق فراغات أمنية، ما يتيح عودة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وشكلت قوات ‘قسد‘ رأس الحربة في العملية العسكرية للتحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف بقيادة الولايات المتحدة، فيما سبق لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بحث في أنقرة ملف المسلحين الأكراد في سوريا من دون أي اتفاق مع الأتراك حول نزع أسلحة تلك التنظيمات التي تصنفها أنقرة منظمات إرهابية وتعتبرها امتدادا لحزبي العمال الكردستاني الذي يقاتل الدولة الكردية منذ عقودا من أجل إقامة دولة كردية مستقلة.

وقال الرئيس التركي الأربعاء، إن على المسلحين الأكراد في سوريا إلقاء أسلحتهم وإلا “سيُدفنون” في الأراضي السورية، وسط أعمال قتالية بين مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا ومسلحين أكراد نشبت منذ سقوط بشار الأسد هذا الشهر.

وأصرت أنقرة مرارا على ضرورة حل وحدات حماية الشعب عقب سقوط الأسد، مشددة على أن الجماعة المسلحة لا مكان لها في مستقبل سوريا. وأدى تغير القيادة في سوريا إلى أن تكون الفصائل المسلحة الكردية الرئيسية في البلاد في موقف ضعيف.

وقال أردوغان لنواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان “إما أن يلقي القتلة الانفصاليون أسلحتهم أو يدفنوا في الأراضي السورية مع أسلحتهم”، مضيفا “سنقضي على المنظمة الإرهابية التي تحاول بناء جدار من الدماء بيننا وبين أشقائنا الأكراد”.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية منذ 1984. ووحدات حماية الشعب هي العنصر الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة.

وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. ودعت أنقرة مرارا واشنطن، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، وأطرافا أخرى إلى التوقف عن دعم وحدات حماية الشعب.

وقالت وزارة الدفاع التركية في وقت سابق إن القوات المسلحة قتلت 21 مسلحا من الوحدات الكردية وحزب العمال الكردستاني في شمال سوريا والعراق.

وأقر مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية لأول مرة خلال مقابلة مع رويترز الأسبوع الماضي بوجود مقاتلين من حزب العمال الكردستاني في سوريا، قائلا إنهم أسهموا في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وسيغادرون إذا تم الاتفاق على وقف كامل لإطلاق النار مع تركيا، وهو مطلب رئيسي لأنقرة. ونفى وجود أي روابط تنظيمية مع حزب العمال الكردستاني.

وذكر أردوغان أن تركيا ستفتح قنصليتها في حلب قريبا وأنها تتوقع زيادة في حركة المرور على حدودها في صيف العام المقبل مع بدء عودة بعض اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم ويقدر عددهم بالملايين.

وكانت أنقرة أول دولة ترسل وفدا رفيع المستوى إلى دمشق بعد سقوط الأسد ترأسه مدير المخابرات إبراهيم كالين الذي كان يشغل في السابق مستشارا للرئاسة في فترة الولاية الرئاسية الأولى لأردوغان.

كما التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مؤخرا قائد القيادة السورية الجديدة أحمد الشرع الذي كان معروفا باسم أبومحمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم المباغت من حلب زحفا إلى دمشق، ما دفع الرئيس السوري بشار الأسد للفرار إلى موسكو بترتيبات روسية.

وتراهن تركيا على علاقاتها المتينة مع القيادة السورية الجديدة لحل ملف المسلحين الأكراد سلما أو بالقوة، بينما لم تبدأ الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع ولا الإدارة الكردية حوارا أو مفاوضات حتى الآن حول القضايا التي تطالب أنقرة بحسمها ومنها نزع أسلحة الفصائل الكردية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى