تركيا

أردوغان يعلن دعمه لمبادرة تهدئة مع المتمردين الأكراد


أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء عن دعمه الكامل لدعوة حليفه زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف دولت بهجلي لإنهاء النزاع مع المتمردين الأكراد في تركيا، قائلا إنها تتيح “فرصة تاريخية”.

وقال في كلمة ألقاها أمام نواب حزبه العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان الأربعاء، إن الشعب التركي يرى في دعوة زعيم حزب الحركة القومية “نافذة تتيح فرصة تاريخية انفتحت أمامنا، وهو متحمس”.

وتابع “إخواني الأكراد الأعزاء، نتوقع منكم أن تمسكوا بيد بهجلي الممدودة بصدق” وحثهم على الانضمام للجهود الرامية إلى بناء ما أسماه “قرن تركيا”، مضيفا “إذا أعطانا الله الفرصة فإننا نعتزم إزالة النزاع مع الأكراد كليا من الأجندة الوطنية”، معربا عن أمله في أن يكون ذلك “الإنجاز الأبرز” في مسيرته السياسية ومؤكدا أن النداء ليس موجها إلى “بارونات الإرهاب” في العراق وسوريا.

والأسبوع الماضي، دعا بهجلي زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبدالله أوجلان للقدوم إلى البرلمان ونبذ الإرهاب وحلّ حزبه المحظور. ويقبع أوجلان في الحبس الانفرادي في سجن بإحدى الجزر التركية منذ العام 1999.

ويشن حزب العمال الكردستاني تمردا ضد تركيا منذ عقود وتعتبره أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية.

وقال بهجلي إنه يحق لزعيم حزب العمال الكردستاني “أن يأمل”. وقد فسر العديد من المراقبين تعليقاته على أنها تمهد الطريق لإفراج مبكر محتمل.

وغداة هذا النداء، شهدت تركيا هجوما على مقر شركة “تاي” للصناعات الجوية والفضائية المملوكة للدولة، أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 22 آخرين. وأعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن الهجوم.

وبعد أيام، تحدث بهجلي عن الأخوة بين الأتراك والأكراد قائلا “يجب على الأتراك والأكراد أن يحبوا بعضهم البعض وهذا واجب ديني وسياسي لكلا الجانبين”.

تصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني “منظمة إرهابية”، ويخوض الأخير تمردا ضد الدولة التركية منذ العام 1984.

وردا على الهجوم الذي وقع الأربعاء الماضي، قصف الجيش التركي أهدافا لحزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا.

وفي تبنيه للهجوم الجمعة، حرص حزب العمال الكردستاني على الإشارة إلى أن الهجوم تقرر قبل نداء رئيس حزب الحركة القومية.

وغداة مبادرة زعيم حزب الحركة القومية المعروف بعدائه الشديد للأكراد، سُمح لعبدالله أوجلان بزيارة عائلته للمرة الأولى منذ مارس/اذار 2020. وبعد بوادر التهدئة هذه، قال حزب العدالة والديمقراطية المنشق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، الأربعاء إنه أجرى نقاشات مع وزارة العدل التركية حول تخفيف شروط اعتقال أوجلان.

وقال أحد رؤساء الحزب تونجر باكيرهان للصحافيين بعد اجتماع في البرلمان “عقد اجتماع مع وزارة العدل بشأن رفع الحبس الانفرادي”، مضيفا أن “رفع الحبس الانفرادي سيعود بالفائدة علينا جميعا لأن أوجلان يعبر عن أفكار (…) ستساهم بوضع أسس السلام والديمقراطية”.

وتتوجس أنقرة من تصاعد التوترات في المنطقة والمخاطر المحدقة بها وتريد على ما يبدو احتواء المتمردين الأكراد على الجبهتين السورية والعراقية وهو ما يفسر إلى حد كبير المبادرة التي أطلقها بهجلي قبل أيام من هجوم أنقرة الذي تبناه حزب العمال الكردستاني وأكد انه مخطط له منذ فترة طويلة وأنه منفصل عن التطورات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى