أمريكا

أفريقيا على خط التنافس الدولي.. روسيا تكسب المزيد من الأرض مع انسحاب واشنطن


تدرس إدارة الرئيس الأميركي  دونالد ترامب إغلاق ما يقرب من ثلاثين سفارة وقنصلية في الخارج منها ست سفارات في دول افريقية، فى إطار سعيها لإجراء تغييرات جوهرية على حضورها الدبلوماسي في الخارج، فيما يرى متابعون أن الولايات المتحدة تخاطر بخسائر كبيرة لصالح منافسين في المنطقة وخاصة روسيا التي التي استغلت فراغات خلفها انسحاب قوى غربية من دول افريقية .لتوسيع نفوذها في القارة من خلال الشراكات الاقتصادية والعسكرية والمساعدات الإنسانية والدعم السياسي.

وتوصي وثيقة نشرتها نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” بتقليص حجم البعثات الدبلوماسية الأميركية في الصومال والعراق وهما دولتان لهما دور محوري في جهود واشنطن لمكافحة الإرهاب .وإعادة تحديد حجم المواقع الدبلوماسية الأخرى. كما تشمل القائمة سفارات جمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا وغامبيا وليسوتو وجمهورية الكونغو وجنوب السودان. حيث تقترح الوثيقة نقل مهام هذه السفارات إلى سفارات أميركية أخرى في دول مجاورة. فيما سيتم إغلاق عشر سفارات وسبع عشرة قنصلية، بالإضافة إلى تقليص عدد الموظفين أو دمج عدة بعثات دبلوماسية أخرى في أنحاء العالم.

وستؤدي عمليات الإغلاق إلى تقليص الوجود الدبلوماسي الأميركي في جميع القارات تقريباً. حيث تأتي هذه الخطوة في إطار سياسة إدارة ترامب الرامية إلى خفض الإنفاق الفيدرالي في جميع الوكالات الحكومية للسنة المالية المقبلة التي تبدأ في الأول من أكتوبر/تشرين الأول. بما في ذلك المقترح الذي تدرسه قيادات وزارة الخارجية لخفض ميزانيتها بنحو خمسين بالمائة.

وفي 20 يناير/كانون الثاني الماضي كان ترامب قد وقع مرسوما يأمر فيه. بتجميد المساعدات الخارجية الأميركية لمدة 90 يوما ريثما يتم إجراء مراجعة كاملة.

وكشفت وثائق تخطيط داخلية، عن اقتراح تقدم به مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض بإلغاء التمويل الأميركي المخصص لبعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في خطوة تعكس استياء واشنطن من أداء عدد من تلك البعثات، لا سيما في مالي ولبنان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تخاطر بخسائر كبيرة نتيجة انسحابها أو تقليص مشاركتها في أفريقيا، ما من شأنه أن يمنح لقوى عالمية منافسة .وخاصة منها روسيا فرصا أقوى لتعزيز نفوذها في القارة السمراء من خلال التعاون العسكري في ظل توترات أمنية تعاني منها دول السحل .والقرن الافريقي بسبب تهديدات الجماعات المتطرفة والمتمردين.

وأدى انسحاب القوات الأميركية من النيجر إلى إضعاف جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، بالإضافة إلى أن الجماعات الإرهابية مثل الشباب تعمل على تعزيز العلاقات مع الحوثيين في اليمن. مما قد يؤدي إلى توسيع نطاق وصولها إلى مناطق تهدد المصالح الأميركية بشكل مباشر.

وتحظى القارة السمراء بمكانة كبيرة في الإستراتيجية الروسية. وتعمل على تحقيق مد نفوذها فيها من خلال الشراكات الاقتصادية والعسكرية والمساعدات الإنسانية والدعم السياسي في المحافل الدولية، ويأتي افتتاح السفارات ضمن هذه الاستراتيجية. حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن خطط لافتتاح سفارات جديدة في النيجر وسيراليون وجنوب السودان.

وتسعى روسيا لاستغلال حالة الاستياء في افريقيا من النفوذ الغربي من خلال التعاون مع الأنظمة المناهضة له، وتعتبر موسكو شريكاً لعدة دول إفريقية تسعى للتخلص من النفوذ الاستعماري الجديد والاعتماد المفرط على القوى الغربية. كما تقدم لعدد من الدول الافريقية الدعم السياسي في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بما في ذلك الدفاع عن سيادتها وحقوقها في تقرير المصير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى