سياسة

أمريكا وإسرائيل: الفرصة الأخيرة لغزة وسط الأزمات المتزايدة


أمريكا تحدد مهلة 30 يوما لإسرائيل لمعالجة الوضع الإنساني في غزة، القطاع المدمر جراء حرب مستعرة منذ أكثر من عام.

واليوم الثلاثاء، أعربت واشنطن عن قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة بهذا الخصوص.

الدعم العسكري على المحك؟

ألمح وزيرا الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن. في رسالة إلى ارتباط تنفيذ إسرائيل لهذا الأمر مع الحصول على تمويل عسكري أمريكي.

ووجه بلينكن وأوستن الرسالة إلى وزيري الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، والشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.

وأكد المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي نص الرسالة وقال: “كتب وزير الخارجية مع وزير الدفاع أوستن إلى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يوم الأحد لتوضيح مخاوفنا بشأن مستويات المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة”.

وأضاف: “أعتقد أنه يتعين وضع هذه الرسالة في سياق اتصالاتنا المستمرة وطويلة الأمد ومخاوفنا بشأن مستويات المساعدات الإنسانية. التي وصلت إلى المدنيين الفلسطينيين”.

وأشار ميلر إلى أن “ما رأيناه على مدى الأشهر القليلة الماضية هو أن مستوى المساعدات الإنسانية لم يكن مستداماً، بل لقد انخفض بنسبة تزيد على 50% عن ذروته”.

وتابع: “لذلك، فقد رأى الوزير، إلى جانب أوستن. أنه من المناسب أن يوضح لحكومة إسرائيل أن هناك تغييرات تحتاج إلى إجرائها مرة أخرى لضمان عودة مستوى المساعدات .التي تصل إلى غزة إلى مستوياتها المنخفضة للغاية التي هي عليها اليوم”.

وبخصوص العواقب في حال عدم التنفيذ أجاب ميلر: “لن أتحدث عن ذلك اليوم. من الواضح أننا أوضحنا عندما أصدرنا تقريرنا الذي تم تكليفنا به .بموجب مذكرة الأمن القومي رقم 20 أن هناك أحكاماً بموجب قانون الولايات المتحدة بشأن المساعدات الإنسانية”.

وأشار إلى أن “القانون الأمريكي يتطلب منا تقديم شهادات معينة. ولكي نتمكن من تقديم هذه الشهادات يتعين علينا أن نتأكد من أن إسرائيل .لا تمنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى غزة بشكل تعسفي”.

وإزاء الإصرار على السؤال، قال ميلر: “هناك آثار بموجب القانون الأمريكي بموجب السياسة لن أتحدث عنها هنا إلى حد كبير لأننا نأمل أن تقوم إسرائيل بإجراء التغييرات التي حددها وزير الخارجية في الرسالة”.

ومضى يقول: “لقد رأينا إسرائيل تجري تغييرات من قبل، وعندما تجري تغييرات. يمكن أن تزيد المساعدات الإنسانية”.

وتابع: “ونعلم أنه يمكن التغلب على العقبات اللوجستية والبيروقراطية المختلفة. وبالتالي يقع على عاتق حكومة إسرائيل التغلب على هذه التحديات وإدخال المساعدات”.

وحذرت الرسالة من أن “الوضع الإنساني لأكثر من مليوني مدني في غزة يزداد سوءا”.

ولفتت إلى أنه “رغم التحول الذي حدث في يوليو/تموز (الماضي) من العمليات القتالية إلى العمليات الخاصة في غزة. فإن أوامر الإخلاء المتعددة أجبرت 1.7 مليون شخص على النزوح إلى منطقة ساحلية ضيقة من المواصي إلى دير البلح”.

و”أدى الاكتظاظ الشديد إلى تعريض هؤلاء المدنيين لخطر العدوى القاتلة”، وفق الرسالة.

وأضافت: “يفيد منفذو المساعدات الإنسانية بأنهم غير قادرين على تلبية الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة للمدنيين المعتمدين على المساعدات. كما تتأخر الشاحنات التي تحمل السلع الإنسانية، بما في ذلك السلع القابلة للتلف التي تمولها الولايات المتحدة، عند أرصفة المعابر”.

مهلة

وبحسب الرسالة نفسها: “نحن نشعر بقلق خاص إزاء الإجراءات الأخيرة. التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ــ بما في ذلك وقف الواردات التجارية. ورفض أو إعاقة ما يقرب من 90% من التحركات الإنسانية بين شمال وجنوب غزة في سبتمبر/أيلول” الماضي.

والقلق نابع أيضا من “استمرار القيود المفرطة والمرهقة على السلع ذات الاستخدام المزدوج، وفرض عمليات فحص جديدة ومتطلبات جمركية مرهقة ومسؤولية جمارك على العاملين في المجال الإنساني والشحنات ــ إلى جانب زيادة الفوضى والنهب. مما يساهم في تدهور متسارع للظروف في غزة”.

وأشارت الرسالة إلى أنه “لعكس مسار التدهور الإنساني، وبما يتفق مع تأكيداتها لنا. يتعين على إسرائيل، بدءاً من الآن وفي غضون 30 يوماً، أن تتخذ التدابير الملموسة التالية”.

وحذرت من أنه “قد يترتب على الفشل في إظهار التزام مستدام .بتنفيذ هذه التدابير والحفاظ عليها آثار على السياسة الأمريكية بموجب آلية الأمن القومي رقم 20 والقانون الأميركي ذي الصلة”.

1. قبل حلول فصل الشتاء، يجب زيادة كافة أشكال المساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء غزة من خلال:

– تمكين ما لا يقل عن 350 شاحنة يومياً من دخول غزة من خلال الوفاء بالتزاماتكم السابقة بالسماح للمساعدات بالدخول إلى غزة. بشكل مستمر من خلال المعابر الأربعة الرئيسية (إيرز/ غرب، وإيرز/ شرق، وبوابة 96، وكرم أبو سالم)، فضلاً عن فتح معبر خامس جديد.

– وضع فترات توقف إنسانية كافية في مختلف أنحاء غزة حسب الضرورة لتمكين الأنشطة الإنسانية. بما في ذلك التطعيمات والتسليم والتوزيع، لمدة أربعة أشهر على الأقل.

– السماح للأشخاص في المواصي والمنطقة الإنسانية بالتحرك إلى الداخل قبل فصل الشتاء.

– تعزيز الأمن للمواقع والحركات الإنسانية الثابتة.

– إلغاء أوامر الإخلاء عندما لا تكون هناك حاجة تشغيلية.

– تسهيل التنفيذ السريع لخطة برنامج الغذاء العالمي الشتوية واللوجستية لإصلاح الطرق. وتركيب المستودعات، وتوسيع المنصات ومناطق التجمع.

– ضمان قدرة ضباط التنسيق والاتصال الإسرائيليين على التواصل مع القوافل الإنسانية عند نقاط التفتيش وتعيين ضباط اتصال على مستوى الفرقة من القيادة الجنوبية لمجلس التنسيق المشترك،

– إزالة القيود المفروضة على استخدام الحاويات والشاحنات المغلقة وزيادة عدد السائقين المعتمدين إلى 400.

– إزالة قائمة متفق عليها من العناصر الأساسية من قائمة الاستخدام المزدوج المحظورة.

– توفير معالجة سريعة للتخليص في ميناء أشدود للمساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة.

 2- ضمان عمل الممرات التجارية وممرات القوات المسلحة الأردنية بكامل طاقتها وبشكل مستمر من خلال:

* التنازل عن متطلبات الجمارك على ممر القوات المسلحة الأردنية حتى تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ عمليتها الخاصة.

* السماح للقوات المسلحة الأردنية بالدخول إلى قطاع غزة عبر المعابر الشمالية. وغيرها من المعابر المتفق عليها.

* إعادة إدخال ما لا يقل عن 50-100 شاحنة تجارية يومياً.

3. إنهاء عزل شمال غزة من خلال:

• التأكيد على أن الحكومة الإسرائيلية لن تتبنى سياسة الإخلاء القسري للمدنيين من شمال غزة إلى جنوبها.

• ضمان وصول المنظمات الإنسانية بشكل مستمر إلى شمال غزة عبر المعابر الشمالية ومن جنوب غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى