الشرق الأوسط

إسرائيل تستعد لعملية برية في لبنان: تحليلات تكشف التفاصيل


تشير التحليلات السياسية والعسكرية إلى أن إسرائيل تُعد العدة لعملية برية محتملة في جنوب لبنان. مع تصاعد الضربات الجوية التي تشنها على مواقع “حزب الله“. ويُعتقد أن هذه الضربات، التي تستهدف البنية التحتية العسكرية لحزب الله هي خطوة نحو تهيئة الأرضية للتدخل البري. يأتي هذا التطور في ظل التوتر السياسي المتزايد في لبنان ومحاولات الحكومة اللبنانية التواصل مع المجتمع الدولي لتجنب اجتياح إسرائيلي.

التحركات السياسية اللبنانية

في هذا السياق، بدأت الحكومة اللبنانية لأول مرة بالإعراب عن استعدادها للتفاوض مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار. ويرى المراقبون أن هذا التحرك غير المسبوق قد تم بإيعاز من “حزب الله“. في محاولة لاحتواء الوضع المتدهور ومنع الوصول إلى حرب شاملة مع إسرائيل.

من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ السياسية الدولية: إن تصريحات وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، التي جاءت بعد اجتماعه بسفراء الدول الكبرى. تؤكد أن الحكومة اللبنانية مستعدة للتفاوض بشكل غير مباشر مع إسرائيل لخفض التوتر.

ووصف فهمي، هذا التطور بأنه محاولة لاحتواء الوضع المتدهور. مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الحكومة اللبنانية عن رغبتها في التفاوض مع الإسرائيليين حول وقف إطلاق النار.

وأضاف أن البعض قد يرى أن هذا الموقف يعكس تباينًا بين الحكومة اللبنانية و”حزب الله“. مشيرًا إلى أن معظم الدلالات تؤكد أن الخطوة جاءت بتنسيق بين الطرفين لوقف التصعيد.

الضربات الإسرائيلية وأهدافها

في الأسابيع الأخيرة، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على مواقع “حزب الله” في الجنوب اللبناني. حيث استهدفت مستودعات أسلحة ومنصات صواريخ وبنية تحتية عسكرية.

ويرى مراقبون، أن هذه الهجمات تأتي في إطار حملة عسكرية. تسعى من خلالها إسرائيل إلى القضاء على القدرات العسكرية لتنظيم حزب الله اللبناني.

وأوضحوا، أن هذه الهجمات الجوية المكثفة. التي تمت خلال الليالي الخمس الماضية، هي جزء من الاستعدادات لعملية برية قد تشمل اجتياح جنوب لبنان. وذلك بالتزامن مع التصريحات المتكررة من كبار المسؤولين الإسرائيليين. بمن فيهم زعماء المعارضة، الذين يؤكدون ضرورة التعامل مع التهديدات التي تشكلها “حزب الله“، مؤكدين أن الوقت قد حان لشن هجوم بري.

الأزمة السياسية في لبنان وتأثيرها

يأتي هذا التصعيد العسكري في وقت حساس سياسياً بالنسبة للبنان. حيث تواصل الحكومة اللبنانية محاولاتها للتعامل مع الفراغ الرئاسي المستمر والتحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة.

 ومع تفاقم الأوضاع في الجنوب اللبناني. يبدو أن الجهود الرامية إلى حل الأزمة الرئاسية قد تعطلت مؤقتاً، حيث إن نشاط اللجنة الخماسية العربية الدولية المعنية بحل الأزمة الرئاسية في لبنان قد انخفض نتيجة التصعيد في الجنوب.

 

سيناريوهات المواجهة المحتملة

من جهته، يعتقد المحلل السياسي محمد المنجي، أن الحرب الدائرة في الجنوب اللبناني قد تُحل عبر تسوية سياسية بين إيران والولايات المتحدة. حيث تلعب الدولتان دوراً مهماً في تهدئة الصراع.

وأشار المنجي إلى أن الطرفين، رغم بعض الخروق الإسرائيلية. ما زالا ملتزمين بما يُعرف بـ”قواعد الاشتباك”، ما يحد من احتمال اندلاع حرب شاملة في الوقت الحالي.

 

ومع ذلك، حذر المنجي من أن أي اجتياح بري إسرائيلي للبنان لن يكون محدوداً بمواجهة مع “حزب الله” فقط، بل سيؤدي إلى تورط اللبنانيين جميعاً في الصراع. مشيراً إلى أن الوضع الراهن قد يتدهور بسرعة إذا ما قررت إسرائيل التقدم براً.

التوقعات بشأن العملية البرية

في هذا السياق، أكد فايز عباس، خبير الشؤون الإسرائيلية. أن التوقعات تشير إلى أن إسرائيل قد تشن هجوماً برياً في أي لحظة، بهدف القضاء على القدرات العسكرية لـ”حزب الله“. 

ووفقاً لعباس، فإن هذه العملية تأتي كجزء من خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي بدأها في أكتوبر الماضي. في إطار محاولات إسرائيل الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأشار عباس أن “حزب الله” يُعتبر جزءًا من استراتيجية إيران الأوسع التي تسعى لاستغلال التناقضات الدولية لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية. وبناءً على ذلك، فإن استهداف “حزب الله” من قبل إسرائيل لا يُعد مجرد خطوة عسكرية، بل هو جزء من صراع إقليمي أوسع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى