إيران

إسرائيل تمنع جنودها من السفر إلى دول قريبة من طهران


منذ اغتيال قائد حركة حماس الفلسطينية في طهران. وتزيد مأساة منطقة الشرق الأوسط بعد توعد إيران بالرد على إسرائيل عسكرياً. مما فتح أبواب جديدة نحو تصاعد الصراع في المنطقة مع زيادة حدة جبهة حزب الله التي تتراشق بالصواريخ والمسيرات بشكل يومي علي شمالي إسرائيل.

الرد الإيراني حتى الآن لم يتحدد ملامحه، في ظل تكهنات عالمية حول ماهية الرد. وصمت إيران المتزايد حول موعد الضربة التي ينتظرها العالم مع مراسلات عالمية لطهران بالتوقف عن الرد على إسرائيل. كونها تدخل المنطقة في صراع لحرب شاملة قد تصل إلى أن تكون الحرب العالمية الثالثة. ومع ذلك فقد تنتهج إيران رؤية جديدة في الحرب وهي “الاغتيالات”.

تخوف إسرائيلي

إسرائيل بدورها تخشي على مواطنيها وبشكل خاص الجنود من لدغات طهران، ولذلك أصدر الجيش الاسرائيلي تعليمات تقضي بمنع جنود القوات النظامية وقوات الاحتياط من زيارة الدول القريبة من إيران مثل جورجيا وأذربيجان.

وقالت قناة “كان العبرية”، إن الجيش الإسرائيلي أمر جنوده الموجودين في تلك الدول وغيرها في المحيط بمغادرتها والعودة على الفور، وأوضحت القناة أن الجيش الإسرائيلي منع جنوده من السفر أو الإقامة في هاتين الدولتين، حتى لو كانوا في إجازة سياحية، “خشية أي انتقام إيراني”، قد يطالهم.

استعدادات إيرانية عسكرية

ومؤخراً كشف موقع “والا” العبري، أن إسرائيل رصدت استعدادات عسكرية تجريها إيران، وأن وزير الدفاع يوآف غالانت أبلغ بها نظيره الأمريكي لويد أوستن، وقال الموقع: إن غالانت أبلغ أوستن بأن استعدادات إيران العسكرية تعزز تقديرات حول نيتها شن هجوم على إسرائيل في الأيام المقبلة.

وأضاف الموقع العبري، أن الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو رفعا حالة التأهب على ضوء التقديرات بشأن رد إيراني وشيك، وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد نقلت – في وقت سابق- عن مسؤولين أمنيين، قولهم: إن إيران تقترب من قرار بشأن هجوم مباشر من أراضيها على إسرائيل.

وأضاف المسؤولون الأمنيون، أن التقديرات في إسرائيل تقود إلى أن رد إيران سيكون محدوداً لا يقود لحرب شاملة، بالتوازي مع ذلك، ذكر موقع “والا” أن هناك اختلافات بين رئيس إيران والحرس الثوري حول شكل الهجوم، وقال الموقع: إن الرئيس الإيراني يريد تجنب الرد الشديد، في حين يريد “الحرس الثوري” هجوماً واسع النطاق.

ويقول الباحث السياسي مختار غباشي: إن الأزمة في إن طهران من الممكن ان تقوم بعدة ضربات مختلفة للرد وعلى رأسها الضربات السيبرانية، كذلك الضربات التي بدورها تؤثر بشدة هي اختطاف الجنود الإسرائيليين مثلما تقوم حماس وهو ما يضغط على الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، ولذلك نهج حماس في خطف الجنود وأسرهم قد يكون متزامناً مع الضربات الإيرانية.

وأشار غباشي إن الاغتيالات للجنود ليس ذو أهمية لإيران أو إسرائيل، والاهم هو اغتيال قادة ليكون الرد بالمثل وفي الغالب طهران لن تستطيع ذلك في وجود تفوق إسرائيلي مدعوماً من أمريكا بشكل كبير، ولذلك فقط يكون هناك عمليات اسر للجنود والمواطنين من الدول المجاورة لإيران أو حتى من محاور قريبة من النزاع لديها علاقات جيدة مع طهران.

ويقول الباحث السياسي الإيراني، حسن هاشميان: إن من المحتمل لعدم وجود رد إيراني إلى الآن بعد مقتل هنية هو تواجد خلاف جدي حتى بين كبار المسؤولين في المؤسسات العسكرية والأمنية وكبار صناع القرار حول نوع هذا العمل وتوقيته ونطاقه وأدواته العسكرية. مثل إطلاق الصواريخ من قبل النظام الإيراني، والهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ من قبل الميليشيات التابعة لفيلق القدس، بشكل متزامن، أو منفصل. أو ضبط النفس وعدم الهجوم او حتى الاغتيالات والتي لا تنتهجها ايران في الأساس.

وأضاف هاشميان إن خيارات الرد لدى النظام الإيراني محدودة. بسبب تركيزه على الطائرات المسيرة والصواريخ، وهي أصبحت أكثر محدودية. لأن إرسال أكثر من 300 طائرة لم يسفر سوى عن فضيحة، ولا يستطيع أيضًا استهداف القادة العسكريين. وبالتالي التوسع الإضافي في الحرب يمكن أن يؤدي إلى إضعاف أو التضحية بالمزيد من الميليشيات التابعة لفيلق القدس، مثل حزب الله اللبناني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى