الشرق الأوسط

إيران تتصدر المشهد: مصرع رئيسي في تفجيرات لبنان وأثره على الأزمة


الأسئلة التي جرفت في طريقها طبقات من السرية التي تحيط تنظيم حزب الله اللبناني، على خلفية تفجيرات أجهزة النداء “البيجر” الأسبوع الماضي، واصلت طريقها حتى عتبات العاصمة الإيرانية طهران.

والثلاثاء الماضي، انفجرت آلاف من أجهزة البيجر الموزعة على عناصر حزب الله على مساحة لبنان وتجاوزتها إلى سوريا في أوسع وأعقد خرق أمني في تاريخ المواجهة بين الحزب وإسرائيل، وغداة الحادث انفجرت أجهزة لاسلكي تستخدمها عناصره أيضا وإن بصورة أقل.

وأثار الحادث الأمني غير المسبوق أسئلة بشأن عمق الاختراق وطبيعته، خاصة في ظل اغتيال إسرائيل الرجل الثاني في التنظيم قبل ذلك بأسابيع.

لكن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني النائب أحمد بخشايش أردستاني كشف الأحد، عن معلومات تفصيلية عن الجهة التي قامت بتوريد وشراء أجهزة الاتصالات إلى حزب الله في لبنان والتي تمكنت إسرائيل من تفجيرها، ما فتح ملفات أخرى كان يعتقد أنها أغلقت بما في ذلك ملف مصرع الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي.

وقال النائب أردستاني في مقابلة مع موقع “ديدبان” الإيراني إن “إيران تورطت في شراء أجهزة النداء لحزب الله، وإن الإسرائيليين تسللوا إلى طبقات حزب الله في لبنان واطلعوا على اجتماعات قيادات الحزب”.

والجمعة الماضي، شنت إسرائيل غارة على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت حينما كان نحو 20 من قادة “قوة الرضوان” وهي قوات النخبة في حزب الله يجتمعون طابق تحت الأرض، ما أدى مقتل نحو 15 من قادتها.

ورأى النائب الإيراني أن مقتل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في شمال غرب إيران في 19 مايو/أيار الماضي جراء تحطم مروحيته الرئاسية يعود إلى تمكن إسرائيل من تفجير جهاز البيجر، وقال “الرئيس السابق إبراهيم رئيسي استخدم أيضاً نوعاً من هذا الجهاز ونحن لا ننكر نفوذ إسرائيل داخل إيران وحزب الله“.

ويقول عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان إن معلومات وصلته من بعض الشخصيات الاستخباراتية والعسكرية.

إلا أن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية إبراهيم رضائي قال في تعليق للموقع نفسه إن “أحد زملائنا تحدث بخصوص مسألة تدخل إيران في شراء بعض معدات لبنان وحزب الله هو رأي شخصي وليس موقف لجنة الأمن القومي البرلمانیة”. دون نفي المعلومات.

وأشار النائب أردستاني إلى أن إصابة السفير الإيراني في لبنان في انفجارات البيجر يضفي مصداقية على تلك المعلومات.

وأضاف أنه “بحسب المعلومات التي وصلته فإن إبراهيم رئيسي استخدم أيضاً جهاز النداء، وهو بالطبع ربما يكون مختلفاً عن جهاز النداء الذي تستخدمه قوات حزب الله، لكن أحد السيناريوهات المحتملة فيما يتعلق بالحادثة (سقوط مروحية رئيسي)، هو تفجير جهاز النداء الخاص به، ومن المؤكد أن القوات الإيرانية لعبت أيضًا دورًا في شراء أجهزة الاستدعاء الخاصة بحزب الله، وبالتالي، يجب على وكالات استخباراتنا أيضًا أن تتدخل في هذه القضية”.

وأوضح “أن جهاز النداء الخاص بالرئيس الراحل إبراهيم رئيسي انفجر. بالطبع، نحن متأكدون من أن رئيسي كان يستخدم جهاز النداء، لكننا لسنا متأكدين مما إذا كان انفجار جهاز النداء هو الذي تسبب في الحادث، ومن الممكن أنه عندما ذهب رئيسي إلى حدود جمهورية أذربيجان، سيطر الإسرائيليون على الأمر. وتلقوا معلومات باختراق جهاز النداء (البيجر)”.

وقالت التحقيقات الإيرانية إن حادث سقوط مروحية رئيسي لا تشير إلى فعل متعمد وإنما بسبب الطقس السيء.

وتابع أردستاني قائلا: أنا شخصياً لا أزال أختلف مع تصريحات وزير الاستخبارات إسماعيل خطيب الذي قال أنه لا يوجد أي تقصير إيراني فيما يتعلق باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، لأنني غير مقتنع بذلك، وسؤالي كيف تم الكشف عن مكان إقامة هنية بالتحديد وطابق إقامته في ذلك المسكن وتوقيت تواجده بالتحديد، وهذا يعني وجود اختراق لأجهزة المخابرات الإيرانية وهو أمر طبيعي، وكما نتجسس على العدو، فهم يفعلون كذلك. لذلك لا ينبغي أن ننكر الاختراق، بل يجب أن نغلق الثغرات التي تتسبب في اختراق الأعداء قدر الإمكان”.

واغتيل هنية في طهران نهاية يوليو/تموز الماضي حينما كان يشارك في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

فرق الإنقاذ في موقع تحطم مروحية الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي

 

ولم تتبن إسرائيل العملية لكن إيران حملتها المسؤولية وتعهدت برد قاس.

وفي وقت سابق قال تقرير لموقع “رجاء نيوز” الإيراني المقرب من معسكر التيار المتشدد إن شركة “إيران سيل” متورطة في صفقة شراء أجهزة (بيجر) لحزب الله اللبناني.

وتعد شركة “إيران سيل” (Irancell) هي المزود الرئيسي لخدمات الاتصالات النقالة عالية الجودة في إيران، وتأسست سنة 2005 باستثمار مشترك بين مجموعة “إم تي إن” وشركة إيران للتطوير الإلكتروني.

وفي 3 ديسمبر/كانون الأول 2014، أطلقت “إيران سيل” رسميًا أول شبكة “4G LTE” في إيران في 9 مدن من بينها العاصمة طهران.

وبحسب تقرير الموقع فإن “مديري وخبراء شركة إيران سيل من الفنيين والتقنيين المتخصصين قدموا استشارات لقيادة حزب الله اللبناني بشراء منظومة (بيجر) للاتصالات كما أكدوا أنها خالية من أي عملية اختراق”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى