استراتيجية البرهان: الاستعانة بالمساجين والشخصيات المنبوذة لتقوية الجيش
في سياق تطورات الأحداث المستمرة في السودان، تظهر تقارير جديدة تكشف عن استراتيجية جديدة اعتمدها الجيش السوداني. يتضمن هذا النهج الاستراتيجي استعادة شخصيات سابقة كانت قد تم اعتقالها، حيث تم اختيارها لتكون جزءًا من الهيكل القيادي للجيش. هذه الخطوة تعكس تحولًا في السياسة الداخلية للسودان، حيث يسعى الجيش إلى استغلال الخبرات والمعرفة السابقة لهؤلاء الشخصيات في سياق الأزمة الحالية. تلك الإجراءات تأتي في إطار جهود مستمرة لتحقيق الاستقرار وإدارة الأزمات في البلاد.
من هو اللواء الصادق سيد؟
تُعد اللواء “الصادق سيد” واحدة من الأمثلة المميزة على هذه الاستراتيجية، حيث كان معتقلاً سابقًا بتهمة فض اعتصام القيادة العامة. رغم سجله السابق، تم الإفراج عنه في بدايات الأزمة السودانية، وتم تعيينه في منصب هام داخل الجيش السوداني. تولى اللواء “الصادق سيد” قيادة سلاح المدرعات، خاصة بعد وفاة اللواء “ايوب عبدالقادر”. هذه الخطوة تظهر التفاف الجيش حول استراتيجية تضمن إشراك الشخصيات ذات الخبرات والكفاءات، حتى وإن كانت تواجه تحديات قانونية في الماضي. تلك الإجراءات تبرز التزام الحكومة السودانية بإدماج المهارات المختلفة في هيكل الجيش لتحقيق الاستقرار ومعالجة التحديات المستقبلية في البلاد.
هذا الضابط، الذي يُعتبر واحدًا من ضباط الحركة الإسلامية ذوي التأثير الكبير داخل الجيش السوداني، تم انتدابه للخدمة في قوات الدعم السريع. وقد تمتع بصلاحيات واسعة، مما جعله يقوم بتعزيز التوجهات الداخلية لقوات الدعم السريع بزرع المزيد من الضباط الموالين للحركة الإسلامية، وتعيين المزيد من الموظفين الإداريين الذين يشتركون في نفس الرؤية السياسية. كانت خطة الحركة الإسلامية الأصلية هي السيطرة على قوات الدعم السريع من الداخل، ثم استخدامها للمساهمة في القضاء على الجيش السوداني. ومع ذلك، جرت مجزرة فض الاعتصام التي أثارت الشكوك حول ولاء هذا الضابط. ونتيجة لذلك، قررت قيادة الدعم السريع محاكمته واعتقاله للتحقيق في تلك الاتهامات والحفاظ على استقرار الوضع الداخلي.
في نهاية شهر رمضان عام 2019، قاد اللواء الصادق سيد، وحدة من كتائب البراء وكتائب الظل، هجومًا على موقع الاعتصام. خلال هذا الهجوم، تمكن من قتل أكثر من 400 شاب أمام أعين الجيش. نتيجة لمشاركته في هذه الجريمة، أُسر اللواء الصادق سيد واحتُجز في معتقلات الدعم السريع. لم يُحال الضابط للمثول أمام لجنة نبيل أديب بعد تحذيرات من رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، الذي أكد أن هذا الضابط سيحاكم وفقًا للقانون العسكري.
بعد اندلاع حرب في 15 أبريل، قامت قوة من الإسلاميين بالتحرك بكامل عتادها العسكري وهاجمت مركز احتجاز اللواء الصادق سيد. تم إطلاق سراحه ومعه 500 جندي وضابط شاركوا في تلك المجزرة. ظهر اللواء الصادق سيد مرتديًا الزي العسكري وشارك في العمليات العسكرية، مما أثار انتباه قوات الدعم السريع وجعل هذه القضية واحدة من أسباب حرب 15 أبريل. بعد ذلك، اختفى اللواء الصادق سيد، ولكن نظرًا لفقدان عدد كبير من الضباط في سلاح المدرعات. برز اسمه مجددًا. يُطلق هذا الوقوف على أن الإسلاميين يشاركون الآن في المعارك بأنفسهم وأمام الجمهور. بعد أن تواردت الشكوك حول انشغال البرهان واحتمال ذهابه لجدة للمفاوضات.