اقتحام الجيش الإسرائيلي لمقار حماس جنوب غزة وتوجيهه نحو محور فيلادلفيا
أعلن الجيش الإسرائيلي إنه تمكن من اقتحام مقار لحركة حماس في مدينة خان يونس في جنوب شرقي قطاع غزة، حيث يسعى بشكل حثيث إلى ملاحقة قيادات حماس وبشكل خاص يحيى السنوار الذي يعتبر القبض عليه أو تصفيته هدفا رئيسيا لإسرائيل التي تحاول أيضا السيطرة بشكل كامل على محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وغزة لضمان “نزع السلاح” في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري في وقت متأخر من مساء السبت “إنه خلال العملية البرية في خان يونس، داهمت القوات الإسرائيلية مقار حركة حماس في قلب المدينة، بما في ذلك مركز قيادة المخابرات التابع للحركة”.
وتشتبه إسرائيل في أن يحيي السنوار القيادي بحركة حماس يختبئ حاليا في الأنفاق تحت خان يونس. ويعد معقل حماس حاليا أيضا نقطة محورية في الهجوم البري الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه بصدد السيطرة أيضا على شمال القطاع المنطقة التي بدأ منها الهجوم.
كما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إعلان الجيش الإسرائيلي أن قواته عثرت على شقة استُخدمت كمخبأ تابعة لزعيم حماس يحيى السنوار في شمال غزة وهدمتها بالإضافة إلى شبكة أنفاق كبيرة تحتها، مضيفة أن الجيش يدعي أنه يقترب من السنوار منذ أسابيع، لكن زعيم الحركة يواصل تفادي القبض عليه مما يحرم إسرائيل من النصر العملياتي الرافع للمعنويات الذي تسعى إليه بشدة منذ بدء الحرب قبل ثلاثة أشهر.
وتم تحديد موقع المخبأ الجمعة على مشارف مدينة غزة من قبل لواء المدرعات الاحتياطي الرابع عشر. وتم التحقيق فيه لاحقا من قبل وحدة الهندسة القتالية “يهالوم”، التي عثرت على فتحة نفق. وقال هاجاري “إنه في شمال قطاع غزة نركز جهودنا في حيي الدرج والتفاح، آخر معقل كبير لحماس في شمالي قطاع غزة”.
وقال إنه عثر على أدلة مهمة في الشقة أدت إلى استنتاج مفاده أن السنوار استخدمها كمخبأ. ويبلغ عمق فتحة النفق حوالي 20 مترا، وتؤدي إلى نفق طوله 218 مترا وله عدة فروع، وتحتوي الممرات تحت الأرض على كهرباء وأنظمة تنقية هواء وأنابيب مياه وغرف راحة وصلاة، وغيرها من المعدات التي تهدف إلى السماح لكبار أعضاء حماس بالبقاء مختبئين لفترات طويلة.
وتنوي إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا الذي يسمى أيضا “محور صلاح الدين”، ويقع على امتداد الحدود بين غزة ومصر ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل عام 1979، ويبلغ طوله 14 كلم.
القتال يتركز في مخيمات البريج والنصيرات وخان يونس مدعوما بغارات جوية اسرائيلية مكثفة، مما تسبب في امتلاء المستشفيات بعدد كبير من المصابين الفلسطينيين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت في مؤتمر صحفي أن “محور فيلادلفيا أو بعبارة أدق نقطة التوقف الجنوبية في غزة، يجب أن تكون تحت سيطرتنا يجب إغلاقه. من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه”.
وتسمح الاتفاقية لإسرائيل ومصر بنشر قوات محدودة العدد والعتاد ومحددة بالأرقام ونوعيات السلاح والآليات التي يتم بالإمكان نشرها على ذلك المحور، وذلك بهدف القيام بدوريات على جانب المحور المصري، لمنع التهريب والتسلل والأنشطة الإجرامية الأخرى.
وتتيح الاتفاقية تواجدا إسرائيليا ضمن هذا الشريط العازل الذي يعرف باسم محور فيلادلفيا، وهو يقع ضمن المنطقة “د” بموجب الملحق الأول، البروتوكول الخاص بالانسحاب الإسرائيلي وترتيبات الأمن، والتي تتيح تواجد قوة عسكرية إسرائيلية محدودة من أربع كتائب مشاة وتحصينات ميدانية ومراقبين من الأمم المتحدة.
ولا تتضمن القوة الإسرائيلية أي تواجد للدبابات أو المدفعيات أو الصواريخ. ما عدا الصواريخ الفردية “ارض-جو”. ويمكن أن تمتلك قوات المشاة الإسرائيلية في هذه المنطقة حتى 180 مركبة عسكرية. وبإجمالي عدد مشاة لا يتجاوز 4 آلاف فردا.
وفي المنطقة “ج” من الاتفاقية تسمح بوجود قوات الأمم المتحدة والشرطة المدنية المصرية. وفي المنطقة “ب” يسمح بوجود وحدات حدود مصرية من أربع كتائب مجهزة بأسلحة خفيفة. والمنطقة “أ” تتواجد فيها قوات عسكرية من فرقة مشاة ولواء مدرع .وكتائب مدفعية بما لا يتجاوز عن 22 ألف عسكري مصري.
وجاءت تصريحات نتنياهو بشأن هذه المنطقة العازلة في الوقت. الذي تمضي فيه القوات العسكرية الإسرائيلية قدما في هجوم أكد رئيس الوزراء مجددا أنه سيستمر “لأشهر عديدة أخرى”.
وتركز القتال في مخيمات البريج والنصيرات وخان يونس وكان مدعوما بغارات جوية مكثفة. مما تسبب في امتلاء المستشفيات بعدد كبير من المصابين الفلسطينيين.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن القصف الإسرائيلي أدى لمقتل 165 فلسطينيا .وإصابة 250 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ونشر الهلال الأحمر لقطات مصورة أظهرت مسعفين يهرعون بطفل صغير يغطيه التراب إلى مستشفى ناصر في خان يونس. أكبر وأهم منشأة طبية في جنوب القطاع. الذي كان مكتظا بينما كان أحدهم يهتف بأن الطفل “فيه نفس.. فيه نفس”.
ونزح جميع سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب الهجمات المدمرة. التي تشنها إسرائيل منذ 12 أسبوعا في أعقاب هجوم حركة حماس .على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول. الذي تقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة. وأعلنت أن 172 من أفراد جيشها قتلوا في المعارك في غزة.
وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حماس إن الهجمات الإسرائيلية. أودت بحياة ما لا يقل عن 21672 فلسطينيا .وإصابة ما يزيد على 56 ألفا فضلا عن فقدان آلاف آخرين تحت أنقاض المباني المدمرة.
وقالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى. الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السبت إن عسكريا إسرائيليا تحتجزه الجماعة في غزة قُتل في غارة جوية إسرائيلية. أدت أيضا إلى إصابة عدد من محتجزيه. وذكر متحدث باسم الكتائب في رسالة صوتية بثها التلفزيون العربي أن الغارة الجوية وقعت. بعد محاولة فاشلة من قوة إسرائيلية خاصة لتحرير العسكري.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير منازل ومبان سكنية وشركات، فيما توقفت المستشفيات عن العمل. وقالت وزارة الثقافة الفلسطينية السبت. إن الضربات الإسرائيلية أصابت حماما من القرون الوسطى. كما تعرض الجامع العمري الكبير للقصف في وقت سابق من الحرب.
وكان زياد وهو مسعف في المغازي بوسط غزة، يخطط للفرار مع أطفاله الثلاثة. وكان الطريق الوحيد الذي لا يزال مفتوحا أمامهم هو الطريق الساحلي الذي يمر بدير البلح المكتظة بالفعل بالنازحين. لكنه قال إنه سيذهب مع أطفاله مباشرة إلى رفح على الحدود مع مصر خوفا من هجوم إسرائيلي .جديد على دير البلح. وقال “نريد وقف إطلاق النار الآن وليس غدا كفى. هذا يكفي ويزيد”.
وقالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في بيانين منفصلين إن مقاتليهما دمروا وألحقوا أضرارا. بعدة دبابات وناقلات جند إسرائيلية في هجمات بأنحاء غزة السبت. وأضافتا أن المقاتلين أطلقوا قذائف المورتر على القوات الإسرائيلية في خان يونس والبريج وأماكن أخرى في شمال غزة.
وهدف إسرائيل المعلن هو القضاء على حماس. وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل تخفيف وتيرة الحرب في الأسابيع المقبلة والتحول إلى شن عمليات تستهدف قادة حماس. وحتى الآن لا تظهر إسرائيل أي مؤشرات على فعل ذلك.
وتغلق إسرائيل جميع منافذ الوصول إلى القطاع باستثناء الطرف الجنوبي .حيث طلبت من جميع المدنيين في غزة الانتقال إليه اعتبارا من أكتوبر/ تشرين الأول. فيما تقول وكالات الإغاثة إن الإمدادات التي يُسمح بدخولها من خلال عمليات التفتيش الإسرائيلية .ليست سوى نزر يسير من الاحتياجات الهائلة للقطاع.