اخترنا لكم

اقتصاد المعرفة والريادة الإماراتية


لم تعد الإمارات بحاجة إلى من يتحدث عن أبرز معالم نهضتها المعاصرة، لأن مظاهر هذه النهضة باتت محط اهتمام الجميع وتفصح عن نفسها في كل مناحي الحياة.

تقدم الإمارات البراهينَ على أن الاستثمار في الإنسان هو المعيار الذي تبنته في استراتيجيتها التنموية الشاملة.. لم تترك أمرا يخدم استراتيجيتها التنموية ضمن هذا الخيار إلا سلكته.. قدمت للعالم نموذجا فريداً في نظرية تنمية الإنسان كونه معياراً لجميع الأشياء ومقياسا لمدى تطور المجتمعات وازدهارها.

يتفق خبراء الاقتصاد على أن الإمارات تتمتع بقوانين اقتصادية مرنة وسهولة في ممارسة الأعمال في جميع الاختصاصات واستقرار في عملتها، كما تتميز ببيئة استثمارية واقتصادية وأمنية وسياسية مستقرة، وكلها ركائز راسخة تسمح بالبناء عليها ومواصلة تشييد الصروح الاقتصادية بشتى صنوفها، فضلا عن موقعها الجيوسياسي والاستراتيجي الهام بين مراكز الأعمال الرئيسية في أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا وأمريكا الشمالية، تعززها شبكة مواصلات برية وجوية وبحرية تمنحها القدرة والسرعة في التواصل مع مختلف قارات العالم.

إن الثقة التي حازتها الإمارات من جانب دول العالم لم تأت من فراغ أو شعارات، كانت نتيجة منطقية لتمحيص دقيق أجرته تلك الدول الضالعة في إدارة الاقتصادات وتنميتها وتوجيهها وحسابات الربح والخسارة وقياس مؤشر المصالح المتحققة من جراء السياسات الاقتصادية التي تنتهجها الإمارات ومردودها على الشركاء. 

هذا الأمر لا يقتصر على حسابات الربح والخسارة في موازين التبادل الاقتصادي والتجاري وحسب، إنه يمتد ليغطي مجالات الاستثمار الأخرى العلمية والبشرية والتكنولوجية، وينسحب على مجمل المنتج العام للدولة شكلا ومضمونا. 

لقد شكّل الحضور الخاص لدولة الإمارات في المحافل الدولية بصمة متعددة المناحي والسياقات، في السياق العلمي تربعت على ذروته بوصول طلائع علمائها إلى المريخ. أسهمت في تعزيز بنية البحث العلمي فلاقت الكبار في الفضاء عبر مسبار الأمل. 

في البعد الإنساني شكلت إسهاماتها الإنسانية في جميع أنحاء المعمورة عنوانا لقيمها الحضارية والتاريخية حين حشدت طاقاتها وإمكاناتها المتنوعة للتخفيف معاناة من تضرر من البشر بفعل كوارث الطبيعة دون تفريق أو تمييز بين عرق ولون، ولعل أعمق البراهين دلالة على قيمها الأصيلة هو وقوفها على رأس الدول في مواجهة وباء كورونا من خلال العمل الفعلي والجاد لتخفيف أضراره على الشعوب كافة وتحديدا تلك التي لا تمتلك الإمكانيات والقدرة على مكافحته أو الحد من مخاطره.

سجلت دولة الإمارات سبقاً في انتهاجها سبيل الاقتصاد القائم على المعرفة. هيأت مستلزمات الانتقال بكثير من البحث والتدقيق والدراسة العلمية المؤهلة للولوج إلى هذا المضمار العلمي فاتخذت قرارها بوجوب اتباع سياسة التنويع الاقتصادي بعيدا عن النفط. شجعت المبادرة لدى الإنسان أيّاً كان اختصاصه أو قطاعه المهني أو الوظيفي.. حفزت الابتكار والتجديد في جميع مناحي الحياة فجاءت ثمار هذه السياسة يانعة في جميع الاختصاصات. 

في الخلاصة، الاقتصاد الإماراتي أشد صلابة وتماسكا من أن تؤثر عليه أو فيه تخرصات من هذا الجانب أو محاولات تشويش من جانب طرف آخر. 

قطاعاته الاقتصادية واعدة في مختلف المجالات وميزتها التكيف مع أي أزمة وعبورها بسلاسة وبمنهج علمي. 

دولة تقتحم سوق الاستثمار في الفضاء بكل ثقة نابعة من مشروعها العلمي والاقتصادي العالمي المتكامل لن تهزها قذيفة حقد، ولن تعيقها مهاترات أحد وهي تخطو على طريق التنمية والتقدم نحو الريادة العالمية وفق رؤيتها الخمسينية.

استقرار دولة الإمارات العربية المتحدة ونصاعتُها ونموذجها الملهم بفرادته للعالم أجمع من حيث الإنجازات العلمية والتكنولوجية والحضارية والإنسانية، وخطواتها وقراراتها السيادية في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية تتحدث عن نفسها. 

إن الوقفة التي أبداها المجتمع الدولي تضامنا مع الإمارات، والإدانة العالمية للعدوان الحوثي على منشأة مدنية يعكس موقفين جوهريين، الأول هو احترام العالم لسيادة الإمارات وحقها في الدفاع عن نفسها حيال عدوان كهذا، والثاني الثقة الراسخة بركائز وبنية دولة الإمارات السياسية والاقتصادية، والدفاع عنها كواحدة من واحات الاستقرار في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى