الشرق الأوسط

الأكاذيب والتقييمات الخاطئة: تأثير الإخوان على الصراعات في غزة ولبنان


تداولت وكالات أنباء ومواقع إخبارية بشكل واسع مقالة للصحفي الفلسطيني أوس أبو عطا نشرت عبر صحيفة (العرب) اللندنية، تعكس التوافق بين جماعة الإخوان المسلمين وسياسة رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والأخطاء في تحليلات قادتها.

وقال أبو عطا في مقالته التي حملت عنوان “الإخوان يصبّون الماء على طاحونة نتنياهو”: “يتفشى طاعون الدمار الإسرائيلي بسرعة كبيرة في أجساد المدن والبلدات والقرى العربية دون وجود أيّ بارقة أمل لعلاجه، أو حتى الحصول على هدنة لالتقاط الأنفاس وإخراج الجثث من تحت الركام والصلاة على الموتى وإكرامهم بدفنهم. والقصف الرهيب الذي يتعرض له لبنان يعيدنا إلى ما كانت تتعرض له فلسطين في الأيام نفسها من العام الماضي، القصف الإسرائيلي العنيف نفسه الذي لم يضعف أو تنخفض قوّته النارية منذ عام، بل يزداد عنفاً ووحشية وعشوائية مع مرور الأيام واستمرار عجلة الحرب في الدوران.”

وأشار إلى أنّ ذاك الجيش الذي كان يُنعت من قبل محللي الإخوان وإعلامهم بأنّه جيش قصير النفس في الحروب، ولا يستطيع خوض الحروب الطويلة، بل يفضّل الحروب الخاطفة وقصيرة الأمد، لأنّه يعتمد على الاحتياط في تعداده البشري من أفراد وضباط عسكريين، لكنّ ما يحدث اليوم قد برهن العكس، وأكد خطأ التقييمات والرهانات التي بثتها الفصائل الإسلامية منذ اليوم الأوّل.

وتابع الصحفي الفلسطيني: إنّه في المحصلة نجد أنّ كل هذه الإعلانات من الحركات الإسلامية لم تعرقل الخطط الإسرائيلية أو توقفها، بل سرّعت تطبيقها على الأرض، وأضرّت بالدول العربية. ومن بالغ الضرورة في الوقت الراهن أن يجلس قياديّو الفصائل الإسلامية على كرسي الاعتراف، وأن يقرّوا بخطاياهم التي لا تغتفر، وأن يكفوا عن ترديد الأكاذيب، فإسرائيل وجيشها أظهرا عكس كلّ ما تفوّه به الإخوان وماكيناتهم الإعلامية، وما أوهموا به الشعوب العربية، فجيش الاحتلال يخوض المعارك تلو المعارك على أكثر من جبهة وأكثر من عام، وهو يتقدم عسكرياً على الأرض، ويخسر الكثير من الضحايا العسكريين دون أن ينهار ويتحمل هذه الخسارات، على النقيض تماماً ممّا أشيع عنه.

وأشار أبو عطا إلى أنّ النازحين الإسرائيليين يقطنون في أفضل الفنادق، وتتكفّل الحكومة بكل نفقاتهم، وحين يحدث قصف ما ينزل كل الشعب الإسرائيلي إلى الملاجئ المجهزّة للحروب، بينما تصير الخنادق العسكرية ملاجئ سكنية للقادة الإسلاميين وعائلاتهم فقط، ويستشهد آلاف الفلسطينيين، وينامون في العراء، ويتشردون ويجوعون ويعطشون.

وأضاف: تحدث كل هذه الفظائع المرعبة، والحركات الإسلامية في المنطقة ما زالت تردد أنّها لم تخسر الحرب، وأنّها ستقاتل حتى آخر رجل ومبنى سكني ومدرسة تعليمية ومستوصف طبي. بل يتشدق بعضهم بالحديث عن وحدة الساحات، هذا العنوان الأثير لليمين الإسرائيلي المتطرف، فهو لا يكفّ عن استخدامه ليثبت به صدق ادعاءاته التي يستعطف بها العالم، وأنّ إسرائيل مهددة بشكل مباشر من قبل الحركات الإسلامية وداعميها في المنطقة، وأنّها تخوض حرباً وجودية.

وفي السياق ذاته استغل حزب الليكود أسوأ استغلال الهجوم الذي قام به شابان ينتسبان إلى تنظيم الإخوان المسلمين، وأدى إلى استشهادهما دون قتل أيّ جندي إسرائيلي، وراحوا يتبجحون بأنّهم في خطر داهم من جيرانهم الأردنيين. وهنا يظهر لنا بوضوح موقف تنظيم الإخوان المسلمين وهو يتاجر بالدماء والتضحيات بشكل فج، ويراهن الإخوان على هذه الحرب لزيادة شعبيتهم وعودتهم إلى الشارع،  بعد كلّ ما خسروه في كثير من البلدان العربية، كمصر وسوريا وتونس والكويت والمغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى