الشرق الأوسط

الأمم المتحدة: نفقد القدرة على مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة


عندما يقر مسؤول أممي رفيع بالعجز أمام “فظاعة” الوضع في غزة، فلك أن تتخيل ما يحدث في قطاع باتت مأساته عتية عن الوصف.

والأربعاء، أعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر عن شعوره بالعجز أمام “فظاعة” الوضع في غزة، معربا عن أسفه لعدم استجابة “من يستطيعون وضع حد لهذه الفظائع في القرن الحادي والعشرين”.

وتحدّث المسؤول الأممي الرفيع في اجتماع عن وضع الأطفال الفلسطينيين في القطاع المحاصر، نظمته بلجيكا والأردن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال فليتشر: “نجتمع مرة أخرى لنتشارك شهادتنا ونعبر عن عارنا، ولنحاول إيجاد كلمات تعكس هول الفظاعة (…) ولنؤكد مجددا ضرورة القيام بتحرك ما، وأخشى أن نقبل بأنه لن يتم فعل أي شيء”.

وأوضح أنه في غزة، “يُقتل طفل كل ساعة بمعدل وسطي منذ نحو عامين”، و”ينام أكثر المحظوظين في خيام”، وأصبحت المدارس “أماكن رعب، تحرم أكثر من 700 ألف طفل حقهم في التعليم”.

وأضاف “يُقال لنا باستمرار إن هذا هو الثمن الذي يجب أن يدفعه السكان، بطريقة أو بأخرى، ثمنا للحرب”.

وتابع فليتشر “سيُناقش المحامون والمؤرخون مُطوّلا تسمية ما يجري، ورغم حظر وصول الصحفيين الدوليين، سيتوفر لديهم كمّ هائل من الأدلة لتحقيق العدالة”.

وتابع أنه حتى ذلك الحين “لن تصل كلماتنا إلى الأطفال تحت الأنقاض، أولئك الذين يبحثون في الركام عن طعام، ويخضعون لعمليات بتر من دون تخدير”.

ولفت إلى أن الكلمات لا تجد صدى لدى “أولئك الذين يستطيعون وضع حدّ لهذه الفظائع التي لا تُنسى في القرن الحادي والعشرين”.

وختم حديثه قائلا أخشى أن نجتمع مجددا لنحصي عدد القتلى، ولنحاول إيجاد كلمات جديدة للتعبير عن الفظاعة، ولندعو أيضا إلى التحرّك. ولكن كم عدد الذين سيُقتلون بعد، وما الدمار الإضافي الذي سنُلحقه بإنسانيتنا المشتركة؟”.

القصف مستمر

وأودت الحرب المتواصلة منذ نحو عامين بأكثر من 65 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في غزة.

ويؤكد نائب المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف تيد شيبان أن من بينهم أكثر من 19 ألف طفل.

وفي وقت سابق اليوم، قال الدفاع المدني في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت العشرات في أنحاء متفرقة من القطاع فيما تواصل تل أبيب هجومها على مدينة غزة حيث اضطر مئات آلاف الأشخاص إلى الفرار.

وباشرت إسرائيل حملة برية وجوية في مدينة غزة، في إطار هدفها المعلن للسيطرة الكاملة عليها إذ تعتبرها آخر معاقل حركة حماس، بعد قرابة السنتين على اندلاع الحرب التي حولت القطاع إلى حقل أنقاض.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد نزوح نحو 550 ألف فلسطيني خلال الأيام الأخيرة، فيما أفاد الدفاع المدني في غزة وكالة فرانس برس الجمعة بأن 450 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة نحو جنوب القطاع منذ نهاية أغسطس/آب الماضي.

وتعدّ غزة كبرى مدن القطاع الذي دمرته الحرب المستمرة منذ نحو عامين، وأكثرها اكتظاظا بالسكان لا سيما بعدما تكدس فيها عدد كبير من النازحين إثر تدمير بلداتهم في الشمال.

وكانت الأمم المتحدة قد قدّرت في أغسطس/آب الماضي عدد سكان مدينة غزة ومحيطها بأكثر من مليون نسمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى