الإخوان المسلمون: تحالفات انتخابية بالعراق وخلافات بين فرعي التنظيم بسوريا وفلسطين
خلدون الشرقاوي
في العراق يواصل الحزب الإسلامي التابع للإخوان المسلمين الاستعداد للانتخابات المقبلة، مدشناً تحالفات جديدة، ومتاجراً بالحراك الشعبي، بينما تصاعد الخلاف بين حركة حماس الفلسطينية وتنظيم الإخوان في سوريا، في حين واصلت الجماعة الإسلامية في لبنان خطابها السياسي المتناقض.
وفي الأردن تتواصل حملة الغضب والتشكيك الإخوانية، في ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة، بينما واصلت السلطات السعودية ملاحقة عناصر التنظيم، في حين واصل حزب التجمع اليمني للإصلاح مناوراته المكشوفة، أمّا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فما زال يواصل متاجرته بالقضية الفلسطينية.
الإخوان في العراق وتكوين تحالفات جديدة
ما زال الحزب الإسلامي العراقي، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، يراهن على الانتخابات المبكرة، في محاولة لاقتناص جملة الوعود التي حصل عليها من الميليشيات التابعة لإيران، وعلى رأسها حزب الله العراقي، فقد دشن الحزب الأسبوع الماضي حملة حثّ فيها مؤيديه على تحديث بياناتهم الانتخابية، بالتزامن مع الزيارات الميدانية التي يقوم بها رئيس الحزب رشيد العزاوي، وسط أنباء عن توجه الحكومة العراقية نحو تأجيل الانتخابات المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، في ظلّ مخاوف من قيام التيار الإسلامي، بشقّيه؛ السني والشيعي، باستغلال التنافس بين الأحزاب الأخرى على حق تمثيل الحراك الشعبي، لركوب موجة الغضب التي انطلقت في العام 2019، ومن ثم دعم فرص الهيمنة على الصناديق الانتخابية.
تصاعد الخلافات بين إخوان سوريا وحركة حماس
تحوّل الغضب المكتوم بين تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا، وحركة حماس الفلسطينية، إلى خلاف صريح، إثر توسط إيران وحزب الله اللبناني لعقد مصالحة بين الحركة ونظام الأسد، بعد أعوام من القطيعة، فقد حذّر المراقب العام لإخوان سوريا، محمد حكمت وليد، حماس من الإقدام على تلك الخطوة، كما دخلت أنقرة هي الأخرى على خط الأزمة، لتحذّر حماس من العواقب التي تنتظرها، في حال عودة العلاقات بينها وبين النظام السوري، وعلى رأسها افتقاد الدعم التركي.
وفي السياق نفسه، واصلت حركة حماس اتباع سياسة الصمت حيال ما يجري تداوله من أنباء، حيث نقل موقع “المونيتور” عن مقربين من حماس أنّ الحركة منعت مسؤوليها والمتحدثين الإعلاميين من التحدث إلى الصحافة حول طبيعة المفاوضات مع سوريا، مؤكّدة في الوقت نفسه على إحراز تقدم في المحادثات التي تقودها إيران وحزب الله، وأشارت إلى أنّ إسماعيل هنية اجتمع أكثر من مرّة مع حسن نصر الله، خلال الأشهر الماضية، لبحث انضمام حماس بشكل معلن إلى المحور الإقليمي بقيادة إيران، الذي يضمّ سوريا وحزب الله.
الإخوان المسلمون في لبنان خطاب سياسي متناقض
في لبنان، اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، علي أبو ياسين، في حديث لـ”إذاعة الفجر”، أنّ تعاطي السلطة السياسية مع أزمة “كورونا” يبدو مرتبكاً وغير رشيد، وحمّل أبو ياسين السلطة مسؤولية ما يجري وما يحلّ بالشعب اللبناني من هذه النتائج، وأشار إلى إمكانية وجود أهداف أخرى من وراء قرار الإقفال العام، وما وصفه بعملية ترويع المواطنين، ودبّ الرعب في قلوبهم، من أجل تسيير أمور لا أحد يعرفها، بحسب وصفه، كما شكّك في أعداد الإصابات والوفيات، وكل ما يتعلق بهذا الملف.
ثمّ عاد أبو ياسين ليناقض نفسه قائلاً: “وصلنا اليوم إلى الكارثة في الوضع الصحي، في ظل عدم وجود أماكن في طوارئ المستشفيات، لاستقبال مرضى كورونا”، مؤكداً على أنّ هذا الواقع يحتّم إقفالاً تاماً حقيقياً!
الإخوان في الأردن ومقاومة السقوط السياسي
بعد جملة من المخالفات السياسية، ومحاولات الهيمنة على مؤسسات الدولة، جاءت الانتخابات النيابية الأخيرة في الأردن، لتوجّه ضربة قوية لجماعة الإخوان، والتي باتت تواجه قراراً بحلّ جمعيتها، وتطهير المؤسسات الحكومية من مخالفاتها المتعددة، فمع إبعاد الجماعة عن نقابة المعلمين، التي هيمنت على مجلسها لفترات طويلة، حرّضت كوادر التنظيم على تنظيم وقفات احتجاجية وتظاهرات أمام مجلس النواب، شهدت محاولات من قبل المحسوبين على الجماعة لاقتحام المجلس، ما دفع قوات الأمن إلى التصدي لهم ومنع الوقفة، الأمر الذي استنكره حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي للجماعة، بزعم أنّ ما جرى يمثل اعتداءً صارخاً على الحرّيات العامة، وتكريساً لنهج الأحكام العرفية.
من جهة أخرى، استنكرت الدكتورة ديما طهبوب، عضو مجلس النواب السابق، وعضو المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي، قرار الجامعة العربية المفتوحة، بإنهاء التعاقد معها للتدريس في الجامعة، معتبرة أنّ هذا القرار “يمثل مرحلة تصفية الحسابات”.
يُذكر أنّ الجامعة تشترط في عضو هيئة التدريس الحياد السياسي وعدم الانخراط الحزبي، لكنّ طهبوب، التي اعتادت جماعتها مخالفة اللوائح، ما زالت تصرّ على الإنكار، وتتشبث بخطاب المظلوميّة.
ملاحقة الإخوان في السعودية
كشف الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند، قيام الهيئة بإبعاد مئات الموظفين المنتمين للفكر الإخواني، وقال السند: إنّ “القاعدة والإخوان والسرورية وداعش هم خوارج العصر”. لافتاً إلى أنّ “تنظيم الإخوان المسلمين تغلغل في المجتمعات الإسلامية، ومنها المجتمع السعودي”.
من جهة أخرى، أشاد تربويون ومتخصصون سعوديون بقرار وزارة التعليم، التحذير في مناهج التربية الدينيّة من خطر جماعة الإخوان المسلمين، واعتبار ذلك خطوة مهمّة وضرورية لمواجهة أفكارها الهدامة، مباركين في الوقت نفسه خطوة دمج المناهج الدينية لطلاب وطالبات التعليم العام، في مقرر واحد تحت مُسمّى الدراسات الإسلامية، كما خصصت دروساً لمواجهة فكر الإخوان المسلمين، لطلبة الصف الثالث المتوسط.
تواطؤ إخواني في اليمن
أكّدت مصادر ميدانية مطلعة أنّ تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن منح من خلال ذراعه السياسي، المتمثل في حزب التجمع اليمني للإصلاح، مهلة جديدة لميليشيات الحوثي من أجل التقاط الأنفاس، وتحريك القوات وإعادة انتشارها، كما اتفق على منح الحوثي ميناءً جديداً، ما يفتح الطريق أمام عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية، وعلق القيادي البارز بالمجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي على تلك الأنباء قائلاً: إنّه “كلما ضاق الخناق على جماعة الحوثي، هناك من يمنحها التنفس للبقاء”، لافتاً إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح.
الذراع الديني للإخوان في قطر يواجه المنع
يكثف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذراع الإخواني في قطر، من خلال حركة النهضة في تونس، ضغوطه واتصالاته، تحسباً لإغلاق فرع الاتحاد في تونس، إثر حملة يقودها الحزب الدستوري الحر، وعدد من القوى المدنية، وأوضحت كتلة الدستوري الحر في بيان لها أنّه “لا علم لوزارة الشؤون الدينية بما يتمّ تدريسه من طرف هذه الجمعية الأجنبية، وهي تخضع لتعليمات التنظيم الأم، الذي أسّسه يوسف القرضاوي، ولا علاقة لها بالمنظومة التونسية”.
من جهة أخرى، واصل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين استنكاره لإغلاق شركة فيسبوك صفحته على موقعها، زاعماً أنّ القرار جاء بسبب “مواقفه الداعمة للحق ولقضايا الأمّة، وخاصّة القضية الفلسطينية”، في إنكار صريح لخطاب الكراهية والتطرّف الذي يروّج له الاتحاد، ملوّحاً بورقة فلسطين، في متاجرة معتادة بالقضية.