الإخوان بين الثورة والسلطة: تحول الأدوار وتغيير الوجوه

لم يكن ما عُرف بـ “الربيع العربي” بالنسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين فرصة لتحقيق تطلعات الشعوب، بل كان بوابة لتحقيق طموحات الجماعة السلطوية، فقد أظهرت الجماعة براعة في تغيير خطابها وتكييف مواقفها لخدمة أجندتها، وطموحها الأزلي في الهيمنة على السلطة، ولو على أنقاض الدول التي نشطت فيها.
-
بعد إدراج الحوثي في قوائم الإرهاب، مطالب يمنية بإدراج حزب الإصلاح الإخواني في نفس القائمة
-
محمد اليدومي زعيم حزب الإصلاح الإخواني.. مَن هو؟
-
اليمن… مخططات حزب الإصلاح لمواجهة نجاحات “الرئاسي اليمني”
في اليمن، ظهرت هذه الازدواجية جليّة، فقد مثّل حزب (الإصلاح) ـ الواجهة السياسية للإخوان المسلمين ـ نموذجًا صارخًا في التحولات الخطابية والانتهازية السياسية.
في مرحلة ما قبل 2011 كانت الجماعة تصف الحراك الجنوبي بـ “الشرذمة” والانفصاليين، ولكن ما إن تغيّرت موازين القوى بعد تحرير الجنوب وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، حتى غيّرت الجماعة نغمتها لتتحدث عن “الوحدة الوطنية” و”التوافق”، وهو ما يكشف سلوكًا سياسيًا مبنيًا على المصلحة لا على المبدأ، وفق موقع (الأمناء نت).
-
إخوان اليمن تحت المساءلة: مطالب بتطهير أجهزة الشرعية من عناصر حزب الإصلاح
-
حزب الإصلاح الإخواني في حالة رعب: أسباب التوتر والقلق
المحلل السياسي اليمني الدكتور ياسر اليافعي أشار إلى أنّ خطاب جماعة الإخوان في اليمن ليس قائمًا على مشروع وطني، بل على ردود أفعال ظرفية. ومواقفهم تتغير بتغيّر المصالح، وأولويتهم ليست بناء الدولة، بل التموضع في مراكز القوة بأيّ وسيلة كانت.
ولعل أكثر التحولات إثارة للجدل تلك التي أعقبت تحرير المحافظات الجنوبية من ميليشيات الحوثي عام 2015، عندما خسرت الجماعة نفوذها هناك. حينها بدأت تظهر بوادر تنسيق غير مباشر بين الإخوان والحوثيين، شملت تغطيات إعلامية متقاربة ودعوات تضليلية، في محاولة للانقلاب على الشرعية والتحالف العربي.
الناشط الحقوقي علي ناصر العولقي وصف الجماعة بدقة، قائلًا: الإخوان ليسوا مشروع إصلاح، بل مشروع هدم ممنهج يختبئ خلف الشعارات الدينية لتمرير أطماعهم السلطوية.”
وأكد أنّ الجماعة تستخدم كل أدوات التأثير: الإعلام، والمؤسسات، وحتى الخطاب الديني، لفرض أجنداتها، مشددًا على أنّ استمرار هذا النهج يعمّق التطرف، ويضعف الثقة بين المواطن والدولة، ويهدد وحدة الصف العربي.
من جهته قال المفكر والكاتب والخبير الاستراتيجي الإماراتي أ.د. جمال سند السويدي في تغريده له على حسابه في (إكس): ظلت جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928 تسعى للوصول إلى الحكم أو السلطة، وتتخذ من حديثها عن إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية في مختلف نواحي الحياة وسيلة لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف السويدي: “في كل من تونس، ومصر، وليبيا، وسوريا، واليمن، كانت الجماعة تعيد إنتاج نفسها داخل الحراك الشعبي، متدثرة بشعارات التغيير، بينما تخفي أجندة سلطوية ضيقة تنظر إلى السلطة كغاية تبرر الوسيلة، حتى وإن تمثلت الوسيلة في إشعال الحروب الأهلية، أو تفكيك مؤسسات الدولة، أو التحالف مع قوى معادية للمصلحة الوطنية.