حصري

الإخوان في “رمال الصمت” بعد زيارة أمير قطر إلى القاهرة


بعد الصدمة التي تعرضوا لها من زيارة أمير قطر إلى القاهرة لم يجد عناصر الإخوان أفضل من دفن رؤوسهم في “رمال الصمت”. 

و في زيارة رسمية وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى القاهرة، مساء الجمعة، حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

و بعد قطيعة التي استمرت لسنوات تعد تلك الزيارة الأولى قبل أن تنهيها قمة العلا بالسعودية، ثم تتوالى لقاءات الرئيس المصري وأمير قطر في مؤتمرات دولية عادت معها العلاقات بين القاهرة والدوحة.

ووسط غموض موقف معسكر الإخوان وصمتهم بعد وصول أمير قطر إلى القاهرة، تحدث خبراء عن أسباب الصمت والتجاهل الإخواني المتعمد للزيارة.

صدمة وخيبة 

الخبراء أكدوا أن الصمت الإخواني محاولة لاستغلال التقارب المصري القطري في الإفراج عن بعض قيادات التنظيم وسط مزاعم عن عدم مشاركتهم في أي أعمال عنف.

ورأى الكاتب والباحث في الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، أن تنظيم الإخوان يحاول الترويج لفكرة أن النظام في الدوحة جزء من كيانه الفكري والتنظيمي، والتقارب الحادث الآن تسبب في إزعاج كبير له.

وأضاف أن بعضهم يمني النفس ليكون التقارب المصري القطري والمصري التركي يخفف من الضغط الأمني عليهم، وكذلك الإفراج عن بعض ممن يزعمون عدم مشاركتهم في أعمال عنف مسلح بشكل مباشر.

ولفت إلى أن زيارة أمير قطر شكلت اعترافا رسميا بالنظام المصري الذي طالما شككوا في مشروعيته مما تسبب في صدمة كبرى لقيادات الجماعة الإرهابية.

وقف التمويل

 الكاتب والباحث في الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق أوضح أن التقارب القطري والتركي مع مصر يحد كثيرا من افتراء الجماعة الإرهابية على القاهرة ويكشف كذبهم للعالم أجمع.

وأكمل أن التقارب الحادث سيوقف تمويل التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أن قطر بزيارة أميرها أكدت هزيمة التنظيم.

واتفق مع فاروق الباحث في الإسلام السياسي، مصطفى حمزة، الذي أكد أن التقارب المصري القطري تسبب في صدمة كبيرة لعناصر جماعة الإخوان الهاربين، ألزمتهم الصمت المطبق، خاصة حينما تزامن هذا التقارب مع زيارة سابقة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتركيا مع استقبال حافل من الرئيس رجب طيب أردوغان.

مستقبل مظلم

وأضاف حمزة أن هذا التضييق الدولي المتزايد على التنظيم الإرهابي قد يدفعه إلى الدخول في مرحلة الموت الإكلينيكي إذا لم يجد من يمنحه قبلة الحياة من دول أوروبا.

وتابع: “إذا ما نظرنا من أعلى سنجد أن الحرب الروسية الأوكرانية رغم الضرر الذي خلفته على العالم إلا أنها كانت دمارًا للإخوان بشكل غير مباشر لأنها تسببت في أزمة طاقة وغاز دفعت أمريكا لتغيير سياستها تجاه المنطقة”.

وأكمل: “سيكون لمصر دور ريادي في هذا من خلال منتدى غاز شرق المتوسط، وهذا كله سيؤثر بالسلب على المستقبل المظلم لجماعة الإخوان”.

أما القيادي السابق والمنشق عن الإخوان، إسلام الكتاتني، رأى أن الصمت الإخواني جزء من أمل وترقب للقاء أمير قطر والإفراج عن بعض أعضاء التنظيم.

وكشف الكتاتني أن بعض شباب التنظيم والفاعلين على “السوشيال ميديا” بدأوا في الترويج للإفراج عن أعضاء التنظيم.

وأكد أن مصر ترفض تلك الفكرة أو الإفراج عن أعضاء الجماعة وشبابهم لإيمانهم بالعنف، مشيرا إلى أن موقف القاهرة ثابت بدليل عدم دعوتهم في الحوار الوطني وكذلك العفو الرئاسي.

وكان الرئيس المصري قد دعا في أبريل الماضي القوى السياسية المدنية إلى حوار وطني لكن الدعوة لم تشمل جماعة الإخوان التي تصنفها القاهرة كتنظيم إرهابي.

وشدد على أن مصر لن تقبل عودة التنظيم الإرهابي إلى السياسية نهائيا لارتكابه الكثير من الجرائم ضد الدولة والشعب.

وأوضح أن زيارة أمير قطر للتشاور مع مصر قبل القمة العربية الخليجية الأمريكية في جدة وليس من أجل أعضاء النظام الإرهابي.

ومن المقرر عقد قمة أمريكية خليجية بحضور مصر والأردن والعراق خلال زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي منتصف الشهر المقبل إلى السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى