سياسة

الإخوان وحروب المعلومات: كيف تستهدف حملات الأكاذيب مصر؟


في الآونة الأخيرة، انتشرت ظاهرة مقلقة تمثلت في تصاعد حملات الشائعات والأخبار الكاذبة التي تستهدف استقرار الدولة المصرية وهذه الحملة تقف خلفها جماعة الإخوان التي طالما استخدمت أساليب إعلامية غير شريفة كأداة لتحقيق أهداف سياسية. وذلك من خلال بث الأكاذيب التي تهدف إلى إحداث الفوضى وزعزعة ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة.

الأهداف الخبيثة وراء الشائعات

تكمن الأهداف الرئيسية للجماعة في تقويض استقرار الدولة المصرية من خلال نشر الشائعات والأخبار المغلوطة، والتي تتناول قضايا حساسة مثل الأوضاع الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية.

 الهدف الأول هو ضرب الثقة في مؤسسات الدولة الحكومية والخدمية. وإظهارها بمظهر العاجز عن تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

 هذا النوع من الشائعات يهدف إلى خلق حالة من الإحباط العام قد تدفع المواطنين إلى الشك في قدرة حكومتهم على مواجهة التحديات التي تواجه البلاد.

كما تسعى الجماعة إلى استغلال هذه الشائعات لخلق حالة من الاضطراب في الشارع المصري، من خلال نشر معلومات مغلوطة عن احتجاجات أو صراعات أو أزمات مزعومة. مما يؤدي إلى إشعال فتيل التوترات الاجتماعية.

المنصات الإلكترونية كأداة للتضليل

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت المنصات الإلكترونية أداة فعالة لتوزيع الشائعات، ما جعل جماعة الإخوان تستغل هذه القنوات لنشر الأخبار الزائفة بشكل أسرع وأوسع نطاقاً، من خلال فيديوهات ومقالات كاذبة تُنشر عبر حسابات ومجموعات على “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب”. يتم بث رسائل مغلوطة تهدف إلى التأثير على الرأي العام المصري. وبذلك، تساهم هذه الوسائل في نشر الفوضى وزرع الشكوك في قلوب المواطنين، وتغذي مشاعر الخوف والقلق.

التأثير على سمعة الدولة داخليًا وخارجيًا

لا تقتصر أهداف الجماعة على التأثير الداخلي فقط، بل تتجاوز ذلك إلى التشويه المتعمد لصورة مصر على الساحة الدولية. من خلال نشر الأكاذيب والادعاءات، تحاول جماعة الإخوان تصوير مصر على أنها دولة غير مستقرة، ويعاني شعبها من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. هذا النوع من الأخبار يساهم في التأثير على العلاقات الخارجية لمصر، خاصة مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية.

مواجهة الدولة لهذه المحاولات

على الرغم من خطورة هذه الحملات الإعلامية، فإن الدولة المصرية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الهجمات. فقد بادرت الحكومة بتكثيف جهودها لمكافحة الشائعات عبر إطلاق حملات توعية إعلامية تهدف إلى تعليم المواطنين كيفية التحقق من الأخبار ومصادرها. 

كما تم تعزيز الرقابة على وسائل الإعلام وفرض ضوابط على نشر المعلومات الكاذبة، وهو ما يساهم في الحد من تأثير هذه الشائعات.

في هذا الصدد، أكد إبراهيم ربيع، القيادي السابق في جماعة الإخوان والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية. أن جماعة الإخوان تواصل محاولاتها لزعزعة استقرار الدولة المصرية عبر نشر الشائعات والأخبار المغلوطة، في إطار مخطط ممنهج لاستهداف مؤسسات الدولة والشعب المصري.

وقال ربيع: “إن جماعة الإخوان تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كأداة رئيسية لنشر الأكاذيب التي تهدف إلى خلق حالة من الفوضى والاضطراب في المجتمع المصري. مستغلة بذلك تزايد التأثير الذي تتمتع به هذه الوسائل بين شرائح واسعة من المواطنين”.

وأضاف ربيع: أن الجماعة تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية من خلال نشر أخبار كاذبة عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر، لزعزعة الثقة في الحكومة ومؤسساتها. 

وأوضح، أن هذا النوع من الشائعات يستهدف بشكل خاص إثارة قلق المواطنين بشأن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يؤدي إلى إشعال التوترات في الشارع المصري.

وأشار أن الإخوان لا يقتصرون على التأثير الداخلي فقط، بل يحاولون أيضاً تشويه صورة مصر دولياً عبر بث شائعات تهدف إلى تصوير البلاد على أنها غير قادرة على التعامل مع تحدياتها. وأضاف: “إن هذه المحاولات ليست جديدة، بل هي جزء من استراتيجية طويلة الأمد للجماعة لتقويض النظام الحالي”.

وفي ختام تصريحاته، دعا “ربيع” إلى تكثيف الجهود لمكافحة الشائعات، من خلال تعزيز الوعي الإعلامي بين المواطنين وتعليمهم كيفية التحقق من المعلومات قبل تصديقها أو تداولها. 

كما أكد على ضرورة مواجهة جماعة الإخوان عبر تكثيف الرقابة على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

فيما أكد هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان تسعى منذ فترة طويلة إلى استهداف استقرار الدولة المصرية. حيث تعمد إلى نشر الشائعات والأخبار المغلوطة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة للتأثير على الرأي العام وإشاعة الفوضى في المجتمع.

وفي تصريحات أشار النجار، أن “الإخوان يعتمدون على استراتيجية الحرب النفسية في نشر الأكاذيب التي تستهدف مؤسسات الدولة المصرية. بغية خلق حالة من القلق والإحباط بين المواطنين، وتهيئة الأرضية لنشر الفوضى والتوترات في الشارع.

وأضاف: أن هذه الشائعات تركز بشكل خاص على الترويج لأخبار مغلوطة حول الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد، ما يؤدي إلى تقويض الثقة في الحكومة.

النجار لفت أن “الجماعة لا تقتصر على التأثير الداخلي فقط، بل تحاول أيضاً تشويه صورة مصر في الخارج، عبر ترويج أخبار كاذبة تهدف إلى تصوير الحكومة المصرية. بأنها غير قادرة على التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما قد يؤثر على العلاقات الدولية للبلاد”.

وأضاف النجار: “الهدف الأسمى لهذه الحملة هو تقويض استقرار الدولة وتشويه صورة النظام في الداخل والخارج، عبر خلق حالة من الفوضى الإعلامية التي تساهم في إضعاف الدولة.” مشيرًا أن الإخوان استفادوا من انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة لتوسيع دائرة تأثيرهم.

يُذكر، أن الحكومة المصرية قد أطلقت العديد من المبادرات لمكافحة الشائعات عبر الإنترنت، من خلال حملات توعية للحد من تأثير الأكاذيب المنتشرة، إلى جانب تحركات قانونية ضد مروجي الأخبار الكاذبة بهدف الحفاظ على الأمن القومي وحماية الوحدة الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى