أمريكا

الانتخابات الأمريكية تقترب.. 4 أسابيع من المنافسة الشرسة دون حسم


4 أسابيع فقط تفصل أمريكا عن انتخابات صعبة مفتوحة على كل الاحتمالات، يغذيها استطلاعات رأي متقاربة لا تمنح تقدما فوق هامش الخطأ.

ويتوجه الناخبون في الولايات المتحدة الأمريكية إلى صناديق الاقتراع في 5 نوفمبر/تشرين الثاني لانتخاب رئيسهم المقبل، من بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس

وكانت الانتخابات في البداية بمثابة جولة إعادة لانتخابات عام 2020، ولكنها انقلبت في يوليو/تموز عندما أنهى الرئيس جو بايدن حملته الانتخابية وأيد نائبته هاريس كمرشحه للديمقراطيين.

وتتقدم هاريس على ترامب في متوسطات استطلاعات الرأي الوطنية منذ دخولها السباق في نهاية يوليو/تموز، فيما يتبادل المرشحان الاتهامات بشكل كبير مع دخول السباق أسابيعه الأخيرة. 

عاصفة اتهامات 

وخلال حلولها ضيفة على البودكاست الشهير “Call Her Daddy”، كررت نائبة الرئيس الديمقراطية، أمس، تنديدها بالعنف ضد المرأة ودافعت عن الحق في الإجهاض، مشيرة إلى “أكاذيب” ترامب الذي اتهمها بأنها تؤيد “إعدام أطفال” في الشهر الثامن أو التاسع من الحمل.

وقالت هاريس “إنه أمر غير دقيق ومهين بشكل فاضح أن يوحي بأن هذا يحدث وبأن نساءً يفعلن ذلك”، مشددة على أن تصريحات “هذا الرجل مليئة بالأكاذيب”.

وفيما حاول المرشح الجمهوري مرارا تصوير نفسه على أنه “حامي” النساء خلال حملته الانتخابية، أشارت هاريس إلى أن “هذا هو الرجل نفسه الذي قال إنه يجب معاقبة النساء لأنهن أجهضن”.

ويشكل الإجهاض إحدى القضايا الرئيسة في الحملة الانتخابية والتي يأمل الديمقراطيون في الاستفادة منها، بينما يحاول الرئيس السابق تجنب اتخاذ موقف واضح، مدافعا عن أن الأمر يجب أن يكون متروكا للولايات لاتخاذ القرار.

ويمثل هذا البودكاست المرحلة الأولى من ماراثون إعلامي سيشهد ظهور هاريس على مدار الأسبوع في مختلف البرامج التلفزيونية والإذاعية في أوقات الذروة، بخاصة البرامج المسائية مثل “ذا هوارد ستيرن شو” و”ذا ليت شو مع ستيفن كولبير”.

من جهته، توجه ترامب للمرة الرابعة إلى ويسكونسن (شمال)، إحدى الولايات الرئيسة، لعقد تجمع في مدينة جونو الصغيرة، وتطرق إلى مواضيع حملته المعتادة، من السيطرة على الهجرة إلى الحد من التضخم، متهما منافسته مجددا بأنها تريد اتباع سياسة “شيوعية”.

لكن الرئيس السابق ذهب أبعد من ذلك، واصفا هاريس بأنها “غير كفؤة بشكل صارخ”، وضرب مثالا على ذلك عدم استجابة الحكومة الفيدرالية، على حد قوله، لمساعدة سكان جنوب شرق الولايات المتحدة الذين تضرروا بشدة من إعصار هيلين.

وقال ترامب إن هاريس “تريد سرقة ثروتكم والتخلي عنكم وعن عائلاتكم”. وأمام مئات الأشخاص، ذكّر المرشح الجمهوري بأن باب التصويت المبكر مفتوح في ويسكونسن، قائلا “أطلب منكم شيئا واحدا فقط، اخرجوا وصوّتوا”.

ما الموقف في استطلاعات الرأي؟ 

تتقدم هاريس على ترامب في متوسطات استطلاعات الرأي الوطنية منذ دخولها السباق في نهاية يوليو/تموز.

وتناظر المرشحان وجهاً لوجه في مناظرة تلفزيونية في بنسلفانيا في 10 سبتمبر/أيلول تابعها أكثر من 67 مليون شخص بقليل، وأشارت غالبية استطلاعات الرأي في الأسبوع التالي إلى أن أداء هاريس ساعدها على تحقيق بعض المكاسب الصغيرة، حيث ارتفع تقدمها من 2.5 نقطة مئوية في يوم المناظرة إلى 3.3 نقطة بعد أسبوع واحد فقط.

لكن هذه الزيادة الهامشية كانت في الغالب بسبب أرقام ترامب. فقد كان معدله يرتفع قبل المناظرة، لكنه انخفض بمقدار نصف نقطة مئوية في الأسبوع الذي تلاها، وفق هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وفي مجموع استطلاعات الرأي الوطنية التي أجراها المحلل نيت سيلفر، ونشرت اليوم الإثنين، تتقدم هاريس على ترامب بنسبة 49.3-46.2، وهو ما يمثل تقدمًا طفيفًا لترامب منذ يوم الاثنين الماضي، عندما تقدمت هاريس على ترامب بنسبة 49.3-46.0.

وعلى الرغم من أن هذه الاستطلاعات الوطنية تُعد دليلاً مفيداً لمعرفة مدى شعبية المرشح في جميع أنحاء البلاد ككل، إلا أنها ليست بالضرورة وسيلة دقيقة للتنبؤ بنتيجة الانتخابات.

ويرجع ذلك إلى أن الولايات المتحدة تستخدم نظام المجمع الانتخابي، حيث تُمنح كل ولاية عدداً من الأصوات يتماشى تقريباً مع عدد سكانها. يبلغ إجمالي عدد أصوات المجمع الانتخابي 538 صوتاً، لذا يحتاج المرشح إلى الحصول على 270 صوتاً للفوز.

وهناك 50 ولاية في الولايات المتحدة، ولكن نظراً لأن معظمها يصوّت دائماً تقريباً لنفس الحزب، ففي الواقع هناك عدد قليل فقط من الولايات التي يتمتع فيها كلا المرشحين بفرصة الفوز، وتُعرف باسم ولايات ساحة المعركة أو الولايات المتأرجحة.

الولايات المتأرجحة 

في الوقت الراهن، تبدو استطلاعات الرأي متقاربة للغاية في الولايات السبع التي تُعتبر ساحات معركة في هذه الانتخابات حيث لا يفصل بين المرشحين سوى نقطة أو نقطتين مئويتين فقط.

ويشمل ذلك ولاية بنسلفانيا، وهي ولاية رئيسية لأنها تضم أكبر عدد من الأصوات الانتخابية من بين الولايات السبع، وبالتالي فإن الفوز بها يسهل الوصول إلى الـ 270 صوتًا المطلوبة.

وفي إشارة إلى كيفية تغير السباق منذ أن أصبحت هاريس المرشحة الديمقراطية، ففي اليوم الذي انسحب فيه بايدن من السباق كان متأخرًا عن ترامب بحوالي خمس نقاط مئوية في المتوسط في هذه الولايات السبع.

وتتقدم هاريس في ميشيغان (نقطتان) وبنسلفانيا (نقطة واحدة) وويسكونسن (نقطتين) وينفادا (نقطة واحدة) في متوسط الاستطلاعات منذ بداية شهر أغسطس/آب، لكن الهوامش لا تزال صغيرة، وفي إطار هامش الخطأ.

وكانت الولايات الثلاث الأولى جميعها معاقل للديمقراطيين قبل أن يحولها ترامب إلى اللون الأحمر في طريقه للفوز بالرئاسة في عام 2016. ثم استعاد بايدن السيطرة عليها في عام 2020.

وإذا تمكنت هاريس من فعل الشيء نفسه هذا العام، فستكون في طريقها للفوز بالانتخابات، على حد قول “بي بي سي”.

أما ترامب، فيتقدم في كارولينا الشمالية وأريزونا وجورجيا، بنقطة واحدة في أفضل التقديرات، أي أيضا في إطار هامش الخطأ. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى