سياسة

الحرب في السودان: خارطة النزاع بين الفرقاء السودانيين وموقع الإخوان


حرب بين قوات الدعم السريع وقوات الحيش السوداني قد تعصف بالبلاد الأفريقية إلى نحو قد يبدو للجميع متشابها مع ما حدث في سوريا والعراق وغيرها من البلدان التي تعرضت إلى اشتباكات أهلية.

وهناك من يحاول استغلال الأزمات للظهور على الساحة من جديد. وأزمات جديدة لإشعال فتيل الحرب بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان.

جماعة الإخوان الإرهابية تسعى للظهور واستغلال المواقف

وحدث ذلك جليًا في عدة بلدان، ومؤخرا بدأت الجماعة في الظهور والانضمام إلى الاشتباكات بشكل خفي. وكذلك سعت للسيطرة على الأسواق في ظل أزمات يعاني منها المواطن السوداني في احتياجاته الأساسية.

الثورة التي أطاحت بنظام البشير وبعض رموزه، لم تنتج قطيعة تامة مع النظام السابق، والتحالف الذي أبرمه البشير مع الإخوان المسلمين، والدكتور حسن الترابي ما زال قائماً في مفاصل الدولة السودانية.

في المؤسسة العسكرية التي لم يطلها التغيير بعد الثورة في السودان. لم يأتِ منها سوى أن الجيش رافض تمامًا العودة إلى ثكناته وحماية الحدود وإقامة دولة مدنية، وهو ما يفسر تواجد الإخوان في معسكر الجيش السوداني.

حيث بنيت علاقة منذ أكثر من 30 عامًا أنتجت نظاما متزاوجا بين أنصار البشير والترابي زعيم الإخوان، وهو ما فتح الباب وقتها إلى أن يكون بن لادن في السودان في التسعينيات من القرن الماضي. وتحالف مع إيران كادت الزوايا الصوفية في السودان  تتحول معه إلى حسينيات. وتحالف آخر مع القيادة التركية بعد انطلاق الربيع العربي، قدّم خلاله البشير امتيازات لتركيا بإقامة قاعدة عسكرية للجيش التركي على البحر الأحمر.

إعاقات التحول الديمقراطي

ومنذ إسقاط نظام البشير أعاقت الحركة الإسلامية في السودان أي تحول ديمقراطي. وتؤكد تطورات محطات الحوارات بين الجيش والقوى المدنية منذ عام 2019 أن الجماعة الإرهابية شكلت عقبة كأداء أمام المضي بالمسار الديمقراطي من خلال استمرار وجودهم وتأثيرهم في الجيش.

ومع هروب قيادات الحزب الحاكم في عهد البشير “أحمد هارون، نافع علي نافع، علي عثمان طه، عوض الجاز، إبراهيم السنوسي” من سجن كوبر في الخرطوم، هذه العملية قدمت دليلاً على اتهامات حميدتي للبرهان بعلاقته مع الإخوان المسلمين والنظام السابق في ظل أن هارون أكد دعمه وعمله مع قوات الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع.

مسار العملية

ويقول المحلل السياسي السوداني، محمد إلياس، إن الجيش السوداني مخترق من قِبل جماعة الإخوان، وإن فلول النظام السابق يتحكمون في مسار العملية الديمقراطية التي تسعى إليها قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.

وأشار إلى أن التطورات التي يشهدها السودان تؤكد وجود صراع ما بين مشروعين أحدهما مع دولة مدنية، والثاني هو إعادة إنتاج النظام السابق بصيغ تحالفية مع الإخوان الذين استغلوا حاجة البرهان والجيش إلى حليف. وأصبحت العلاقة معه تحالفية، وربما شكلت تحولات موقف الجيش من قبول مبدأ التفاوض مع الدعم السريع قبل أيام، وانتقالها إلى موقف جديد يرفض التفاوض.
وأضاف: أن الإخوان يستغلون حاجة الناس وجهلهم واستخدام عاطفة الدين من أجل دعمهم وإعادة النظام من جديد على الساحة السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى