الساحة السياسية اللبنانية.. رفض مقترح حزب الله ودعوات للاستقالة من البرلمان
دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الأربعاء، إلى تشكيل حكومة حيادية، رافضا طرح مليشيا حزب الله وحلفائها بشأن حكومة وحدة وطنية تعتمد على مبدأ المحاصصة، ملمحا إلى رفض عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، داعيا إياه والحزب التقدمي الاشتراكي إلى الاستقالة معا من البرلمان.
وفي مؤتمر صحفي بعد اجتماع لكتلة الجمهورية القوية التي يرأسها، قال جعجع: نحن مع حكومة جديدة بوجوه جديدة ومع حكومة مستقلين وضد حكومة الوحدة الوطنية.
وردا على سؤال إمكانية تسميته الحريري لرئاسة الحكومة: أجاب، قائلا: نحن مع حكومة جديدة تماما ومستقلة تماما وحيادية تماما.
وبعدما كان حزب القوات يبحث مع الحزب التقدمي الاشتراكي (الذي يترأسه وليد جنبلاط) وتيار المستقبل (الذي يترأسه سعد الحريري) إمكانية الاستقالة من البرلمان، قال جعجع: نحن أول من طرحنا موضوع الاستقالة وهي حتى هذه اللحظة في جيبنا لكن لا يمكن أن نستقيل إذا كانت استقالتنا ستؤدي لتقوية قوى السلطة، مضيفا أنه بعد استقالة الحكومة تريث كل من المستقبل والاشتراكي في تقديم الاستقالة من المجلس النيابي وبقي حزب القوات وحده كالعادة.
وأضاف: استقالتنا بجيوبنا ولنفترض أننا استقلنا الآن هناك مجموعة مصالح كبيرة في البرلمان وستتوقف الأمور عند استقالة 25 نائبا، وسيدعو وزير الداخلية لانتخابات فرعية وعندها يفوز نواباً بـ200 أو 300 صوت، كما دعا مجددا الاشتراكي والقوات إلى الاستقالة من المجلس، وإلا سيدعو من استقالوا إلى الرجوع في استقالاتهم لأنها ستذهب سدى بينما من الداخل يمكن أن نواجه بالحد الأدنى.
وفي قضية انفجار مرفأ بيروت قال جعجع: نطالب بلجنة تحقيق دولية وإذا لم يتحقق هذا المطلب سنتوجه نحو تقديم عريضة للمطالبة بتحقيق دولي وتقصير ولاية مجلس النواب، معلنا أن كتلته لن تشارك في جلسة البرلمان، الخميس، لرفض كل التركيبة القائمة.
وتأتي مواقف جعجع بعدما انطلقت المشاورات السياسية، الثلاثاء، لتشكيل حكومة إثر استقالة حكومة حسان دياب على وقع غضب الشارع المنتفض نتيجة الانفجار الذي هز بيروت وأدى إلى سقوط حوالي 170 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح وحوالي 20 مفقودا.
وفيما لم تنتج مفاوضات اليوم الأول أي نتيجة حول صورة الحكومة المقبلة، كشفت الانقسام الواضح بين الفرقاء السياسيين ولا سيما بين المعارضة التي تدعو إلى حكومة حيادية والموالاة التي تدعم حكومة وحدة وطنية، مع إعادة طرح اسم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للعودة إلى ترؤس مجلس الوزراء إضافة إلى اسم السفير السابق نواف سلام الذي تشير المعلومات إلى أنه يلقى دعما فرنسيا وأمريكيا.
وكان الحريري قد اشترط، لعودته لترؤس الحكومة أن يشكل مجلس وزراء من شخصيات حيادية ومستقلة وهو ما رفضه حزب الله وحلفاؤه، إلى أن دعموا حسان دياب لتشكيل الحكومة قبل 7 أشهر.
وهذا الانقسام سيؤدي إلى التأخير في دعوة رئيس الجمهورية إلى الاستشارات النيابية التي تسمّي الكتل النيابية خلالها مرشحها ليكلف عندها الشخصية التي تحصل على أكبر عدد من الأصوات.
وغالبا يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان، الذي يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية ومنطق التسويات، أسابيع وحتى أشهر.