الخليج العربي

السعودية تسعى لدعوة الأسد للقمة العربية


صرحت ثلاثة مصادر مطلعة إن السعودية تعتزم دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية التي تستضيفها الرياض في 19 مايو القادم وهي خطوة من شأنها إنهاء عزلة سوريا الإقليمية رسميا.

ومن المتوقع أيضا أن يتوجه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق في الأسابيع المقبلة لتسليم الأسد دعوة رسمية لحضور القمة.

ولن تكون هذه الخطوة مفاجئة في خضم زخم دبلوماسي عربي لاستئناف العلاقات السورية العربية وعودة دمشق لمحيطها العربي بعد أكثر من 10 سنوات من القطيعة والعداء بسبب تعامل النظام السوري مع مظاهرات سلمية سرعان ما تحولت إلى ثورة تطالب برحيل النظام.

وشقت الأزمة السورية وقبلها العراقية وأزمات أخرى وحدة الصف العربي منذ عقود، بينما تسعى عدة دول عربية اليوم لترميم الشروخ في العلاقات بين سوريا ومحيطها العربي من خلال خطوات دبلوماسية مهمة.

وستكون القمة العربية أفضل فرصة لإحداث اختراقات مهمة في الملف السوري على أن يُصار لاحقا إلى تفكيك تعقيداته بما يشمل التسوية السياسية مع المعارضة وإنهاء الاحتلال التركي لشمال سوريا.

بشار الأسد

وستسبق القمة العربية في الرياض عدة اجتماعات تحضيرية على مستويي كبار المسؤولين والوزراء تمهيدا لانعقادها على مدار 5 أيام. واستضافت الجزائر آخر قمة عربية في نوفمبر/تشرين الثاني السابق لم يحضرها إلا عدد قليل من القادة العرب.

وكانت القمة الأخيرة على مستوى الزعماء العرب للجامعة التي تضم 22 دولة. الأولى بعد توقف دام ثلاث سنوات بسبب أزمة جائحة كوفيد-19.

وبحث القادة العرب في قمة الجزائر النزاعات الإقليمية، خصوصا في سوريا وليبيا وكذلك تطبيع بعض الدول العربية في الأعوام الأخيرة علاقاتها مع إسرائيل.

وستكون قمة الرياض المقبلة هي القمة رقم 50 في تاريخ قمم الجامعة العربية على مدار 77 عاما، وستؤسس لمصالحات وتعزز جهود.

ومنذ تم الاتفاق بين الرياض ودمشق على إعادة فتح سفارتيهما وعودة العلاقات الدبلوماسية بعد قطعها منذ أكثر من عقد. كان واضحا أن السعودية ستلعب دورا محوريا في كسر طوق العزلة المفروضة على سوريا.

وساعد الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الثنائية بعد سنوات من القطيعة على حلحلة عدة أزمات أو سرّع جهود حلها. بينما اتجهت المملكة التي تطمح للتحول إلى مركز مالي عالمي، إلى سياسة تصفير المشاكل وتخفيف جبهات المواجهة الخارجية من أجل التركيز على النمو الاقتصادي وتنفيذ مشاريع طموحة وضخمة يُتوقع أن تحدث نقلة نوعية وتحولات عميقة.

في تطوّر شكل خطوة كبيرة على طريق إنهاء عزلة سوريا بعد أن بدأت تتفكك تدريجيا، كان التضامن العربي الواسع مع دمشق. التي تعرضت إلى زلزال مدمر في 6 فبراير الماضي، أوضح علامة.

وستكون عودة العلاقات بين الرياض ودمشق بمثابة أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الأسد. الذي قاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، فيما يستعد البلدان لإعادة فتح السفارتين بعد عيد الفطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى