السلام الشامل.. مشروع أمريكي لإعادة ترتيب المنطقة

قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إن واشنطن عرضت خطة سلام للشرق الأوسط من 21 نقطة خلال اجتماعات الأمم المتحدة هذا الأسبوع وتأمل في تحقيق تقدم بشأن غزة خلال الأيام المقبلة.
وذكر ويتكوف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدم مقترحات لمسؤولين من عدد من الدول الإسلامية -بما في ذلك السعودية وقطر ومصر-خلال اجتماع عُقد على هامش الجمعية العامة السنوية يوم الاثنين.
وقال “أعتقد أنها تعالج المخاوف الإسرائيلية، وكذلك مخاوف جميع الجيران بالمنطقة… نحن متفائلون، بل واثقون، من أننا سنتمكن خلال الأيام المقبلة من الإعلان عن انفراجة بصورة ما”.
ولاقت إسرائيل تنديدا عالميا بسبب حربها في غزة التي توشك أن تكمل عامها الثاني دون أن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار يلوح في الأفق.
وتسبب الصراع في دمار واسع وأودى بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية المحلية. ويقول مرصد عالمي لمراقبة الجوع إن جزءا من القطاع يعاني من مجاعة.
واندلعت الحرب الحالية عندما اقتحم مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى القطاع، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية. ولا يزال حوالي 48 رهينة، يُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة، محتجزين.
وندد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتراف قوى غربية، ومنها فرنسا وبريطانيا، بدولة فلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي غضون ذلك، واصلت إسرائيل حملتها العسكرية على مدينة غزة، رغم الدعوات المتكررة لها بالانسحاب.
وأبلغ الجناح العسكري لحماس الجيش الإسرائيلي بأن توسيع عملياته في مدينة غزة سيعرض الرهائن الإسرائيليين للخطر، في حين دعا الجيش الإسرائيلي سكان غزة إلى “التمرد والانفصال عن حماس” من أجل إنهاء الحرب.
وبالتوازي مع خطة ترامب، تعمل عدة قوى أوروبية ودول عربية أيضا على مبادرة لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب في غزة، بما في ذلك إنشاء قوة مؤلفة من دول أوروبية وإسلامية تكون مهمتها تحقيق الاستقرار.
ويأمل دبلوماسيون أوروبيون في أن يتوافق عملهم والإعلان الذي أقرته الجمعية العامة لدعم نشر بعثة استقرار دولية مؤقتة، مع الخطط الأمريكية.
ومع استمرار تعثر الجهود الدبلوماسية، غادر مئات الآلاف المدينة الواقعة في شمال القطاع، لكن عددا من السكان يخشى القيام بذلك بسبب انعدام الأمن وانتشار الجوع.
وتجاهلت القوات الإسرائيلية، التي تتوغل داخل المدينة التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة في أغسطس/آب، الدعوات لوقف هجوم تقول الحكومة الإسرائيلية إنه يهدف إلى تدمير آخر معاقل مقاتلي حماس.

وقال مسعفون إن ما لا يقل عن 50 شخصا قتلوا في أنحاء غزة يوم الأربعاء، معظمهم في مدينة غزة، حيث أصابت غارات جوية إسرائيلية ملجأ يؤوي عائلات نازحة قرب سوق في وسط المدينة. وأضافوا أن شخصين آخرين قُتلا في منزل قريب.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت اثنين من مقاتلي حماس، مضيفا أن قواته حاولت الحد من إلحاق أضرار بالمدنيين في المنطقة. وأظهرت لقطات أشخاصا ينبشون بين الأنقاض.
وفي ضاحية تل الهوا بالمدينة، دخلت الدبابات مناطق مأهولة فحبست الناس في منازلهم، بينما شوهدت دبابات أخرى متمركزة قرب مستشفى القدس. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن محطة الأكسجين التابعة للمستشفى تضررت.
وقال شهود ووسائل إعلام تابعة لحماس إن الدبابات تقدمت أيضا إلى مسافة أقرب من مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حماس أطلقوا النار من داخل المستشفى، وهو ما نفته الحركة.
وقال إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة والذي تديره حماس، في إشارة إلى عدة مداهمات سابقة شنتها القوات الإسرائيلية “نخشى أن تكون هذه الأكاذيب مقدمة لاقتحام جديد للمستشفى أو أي مستشفى آخر، وهو مرفوض تماما ومخالفة واضحة وصريحة لمبادئ القانون الدولي”.
ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات جوية مشوشة، تُظهر على ما يبدو إطلاق نار من نافذتين. ولم يرد الجيش بعد على استفسارات حول كيفية التأكد من أن مقاتلين من حماس هم من أطلقوا النار، ومن كانوا يستهدفون.
وقال مسؤول أمني في حماس إن “عصابات إجرامية” أطلقت النار على المستشفى من خارج المجمع.
وعلى صعيد منفصل، قُتل فلسطينيان في الضفة الغربية المحتلة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، أحدهما خلال مداهمة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لقرية عنزة قرب جنين، والآخر برصاص مستوطن إسرائيلي في قرية المغير، شمال شرق رام الله، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
واشتدت حدة العنف في الضفة الغربية خلال حرب غزة، مع تكثيف إسرائيل غاراتها على القطاع. ولم يُصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق فوري على الحادثتين.
وفي جنوب غزة، ذكر مسعفون أن 13 شخصا قُتلوا في النصيرات وقرب رفح بجنوب القطاع.
ولم يعلق بعد الجيش الإسرائيلي الذي يصر على أن هجماته تهدف إلى إنهاء حكم حركة حماس للقطاع.