السودان.. بصيص من الأمل هل تسكت البنادق؟
يلوح بصيص من الأمل في نفق الاشتباكات المظلم الذي دخله السودان قبل نحو الشهر.
ومساء الأربعاء قال مصدر من الوساطة الجارية حاليا لرويترز إن المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية أحرزت تقدما.
المصدر ذاته أضاف أنه من المتوقع التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار قريبا.
ومنذ 15 أبريل الماضي، يشهد السودان اشتباكات بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة. وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
الاشتباكات المستمرة منذ قرابة الشهر رغم الإعلان عن عدة هدن هشة، خلفت مئات القتلى وآلاف المصابين بحسب حصيلة رسمية. كما أدت إلى أزمة إنسانية واقتصادية طاحنة في الخرطوم التي تشهد نقصا حادا في المواد الغذائية ومواد الطاقة، مع ارتفاع أسعارها إن وجدت.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 700 ألف شخص شردتهم حتى الآن المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان.
اشتباكات متواصلة
وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء، انفجارات قوية في اليوم السادس والعشرين من الاشتباكات.
وقال أحد سكان أم درمان في ضاحية شمال غرب الخرطوم لوكالة فرانس برس “أيقظتنا الانفجارات ونيران المدفعية الثقيلة”. فيما استهدفت “غارات جوية” أحياء سكنية، ردت عليها “رشاشات مضادات جوية”.
وأفاد سكان في العاصمة السودانية عن وقوع اشتباكات قرب المدينة الرياضية جنوب الخرطوم واشتباكات في شارع “الـ60” شرق المدينة.
كما أفاد شهود عن تحليق مكثف للطيران الحربي فوق منطقة برى شرق القيادة العامة للجيش، وسماع أصوات مضادات أرضية.
كذلك أكد سكان في العبيد على مسافة 350 كلم غرب الخرطوم وقوع مواجهات وانفجارات في مدينتهم.
وتوقفت جميع المستشفيات تقريبا عن العمل في العاصمة حيث “يفترض أن تلد 24 ألف امرأة خلال الأسابيع المقبلة” بحسب الأمم المتحدة التي حذرت من وجود “أكثر من 80 ألف امرأة، 8 آلاف منهنّ حوامل” بين النازحين.
وقبل اندلاع النزاع، كان ثلث السودانيين يعانون من الجوع، وأشارت الأمم المتحدة إلى أن استمرار الحرب يمكن أن يدفع 2,5 مليون شخص إلى الجوع، ما يعني ارتفاع عدد من يعانون من “انعدام غذائي حاد” إلى 19 مليون شخص في غضون أشهر.