السودان.. هل يلتزم الجيش بهدنة الـ7 أيام؟
اتفق قائدا الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) مبدئيا على هدنة من سبعة أيام.
تبدأ اعتبارا من بعد الغد الرابع من مايو ، وفق بيان صدر عن خارجية جنوب السودان. بينما يتردد أن جوبا من بين العواصم التي تبدي استعدادا قويا لاستضافة مفاوضات بين طرفي القتال.
بينما يبقى نجاح الهدنة في مدى صمودها وعدم خرقها في القوت الذي تتهم فيه قوات الدعم قوات البرهان بانتهاكها لكل الهدنات السابقة.
ولا يوجد أي تواصل بين الجنرالين منذ آخر محادثات دارت بينهما في مزرعة على مشارف الخرطوم في الثامن من أبريل اتفقا خلالها على تهدئة التوترات. لكن قوات الجيش بقيادة البرهان كانت تعد لهجمات مباغتة بالمدفعية ومن سلاح الجو تستهدف مقرات الدعم السريع في الخرطوم، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز مؤخرا، وانطلقت المواجهات في 15 أبريل.
ويأتي ذلك بينما تسبب المزيد من الضربات الجوية وإطلاق النار من قبل الجيش في منطقة الخرطوم في تعطيل أحدث هدنة قصيرة الأجل.
وقالت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان إن رئيس جنوب السودان سلفا كير شدد على أهمية وقف إطلاق النار لفترة أطول وتعيين ممثلين في محادثات سلام. وهو ما وافق عليه الطرفان. وسبق أن عرضت جوبا التوسط لإيجاد حل لهذا الصراع.
ولم يتضح بعد مدى تماسك هذا الاتفاق بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو نظرا لخرق اتفاقات سابقة بوقف إطلاق النار لمدد بين 24 و72 ساعة. ويسري الاتفاق الأحدث بدء من الرابع من مايو الجاري حتى 11 من ذات الشهر.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن الحرب في السودان أجبرت 100 ألف على الفرار عبر الحدود وإن القتال الذي دخل أسبوعه الثالث يتسبب في أزمة إنسانية.
وينذر الصراع بكارثة أوسع نطاقا في وقت تتعامل فيه دول الجوار الفقيرة مع أزمة لاجئين ويعوق القتال تسليم المساعدات في بلد يعتمد ثلثا سكانه بالفعل على مساعدات خارجية.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن القاهرة ستدعم الحوار بين طرفي الصراع السوداني لكنها أيضا حريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وحذر في مقابلة مع صحيفة يابانية الثلاثاء من أن المنطقة بأسرها قد تتأثر. وجاء ذلك في وقت التقى فيه مبعوث قائد الجيش السوداني مع مسؤولين مصريين في القاهرة (اليوم الثلاثاء).
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة، إن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للمنظمة مارتن غريفيث يعتزم زيارة السودان اليوم الثلاثاء، لكن لم يتأكد الموعد بعد.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أمس الاثنين أنه سيستأنف العمل في الأجزاء الأكثر أمانا في السودان بعد تعليق العمليات مؤقتا في وقت سابق من الصراع الذي قُتل فيه بعض موظفي البرنامج.
وقال مايكل دانفورد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق أفريقيا “الخطر هو أن هذه لن تكون أزمة سودانية فحسب، بل ستكون أزمة إقليمية”.
ولا يُظهر قائدا الجيش وقوات الدعم السريع أي مؤشر على التراجع ومع ذلك فإنهما ليسا قادرين على تحقيق نصر سريع في ما يبدو. وأثار ذلك مخاوف من نشوب صراع طويل الأمد قد يجتذب قوى خارجية.
وتقاسم الطرفان السلطة في السابق في إطار عملية انتقال بدعم دولي نحو انتخابات حرة وحكومة مدنية.
ودعت الأطراف الدولية إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والعودة إلى الحوار، لكن توجد مؤشرات قليلة على توصل طرفي الصراع لحل وسط. على الرغم من تراجع القتال بشكل سمح للدول الأجنبية بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها. وفي غضون ذلك، نزح السودانيون من منطقة العاصمة.
وصنّف الجيش قوات الدعم السريع على أنها قوة متمردة وطالب بحلها، بينما وصف حميدتي، البرهان بأنه مجرم واتهمه بتدمير البلاد.
وعلى الرغم من أن الجيش السوداني يتفوق من ناحية الموارد بما في ذلك القوة الجوية ولديه قوات يقدر قوامها بنحو 300 ألف جندي. فقد تطورت قوات الدعم السريع في السنوات الماضية لتصبح قوة مجهزة جيدا قوامها 100 ألف تقريبا منتشرة في البلاد. ويمكن لقوات الدعم السريع الاستفادة من الدعم والعلاقات القبلية في منطقة دارفور الغربية.
وتضرب الأزمة الإنسانية المتنامية دولة عالقة بالفعل في أزمة اقتصادية مستمرة لفترة طويلة. وكان حوالي ثلث السكان بحاجة إلى المساعدات قبل نشوب القتال.
كما يتسبب القتال في نزوح جماعي داخل السودان يمكن أن يمتد بشكل متزايد ليتجاوز الحدود. وفر بالفعل عشرات الآلاف إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد وجنوب السودان.