السويداء على أعتاب مرحلة جديدة: خطة أردنية – أميركية تبدأ بالمحاسبة

أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الثلاثاء، عن خارطة طريق من 7 خطوات للحل في محافظة السويداء جنوب البلاد، برعاية أميركية أردنية. تبدأ بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات خلال الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة في يوليو/تموز الماضي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بالعاصمة دمشق، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي. والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، عقب ثالث اجتماع بين الأطراف الثلاثة منذ يوليو/ تموز الماضي.
-
تحقيقات موسعة في السويداء تشمل مسؤولين من وزارتي الدفاع والداخلية
-
دمشق تستعد لحوار مع دروز السويداء بضغط من مخرجات لقاء باريس
وقال الشيباني “وضعت الحكومة السورية خارطة طريق واضحة للعمل تكفل الحقوق .وتدعم العدالة وتعزز الصلح المجتمعي وتفتح الطريق أمام تضميد الجراح التي آن لها أن تلتئم”.
وأوضح الشيباني أن خريطة الطريق هذه تقوم على خطوات عملية بدعم الأردن والولايات المتحدة “أولها محاسبة كل من اعتدى على المدنيين .وممتلكاتهم وبالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي”.
-
اجتماع أردني سوري أميركي لتشكيل مجموعة عمل لدعم وقف إطلاق النار في السويداء ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات
-
دروز إسرائيل يكسرون الحدود لدعم إخوتهم في السويداء
وتأتي خارطة الطريق بعد ساعات من إعلان السلطات السورية استحداث منصب قائد الأمن الداخلي في مدينة السويداء. وعيّنت فيه قائدا محليا درزيا، في خطوة تندرج في إطار المساعي لتهدئة التوتر بالمحافظة.
وأفاد التلفزيون الرسمي نقلا عن مصدر في وزارة الداخلية عن تعيين سليمان عبدالباقي مديرا لمديرية الأمن في مدينة السويداء. وقال وزير الداخلية أنس خطاب في منشور على إكس، إن التعيينات الجديدة جرت “بمشاركة فاعلة من أبناء المحافظة ومن مختلف المكونات”. واعتبرها بداية لمسار “أكثر استقرارا” في المحافظة.
تعيينات جديدة اتخذناها في محافظة السويداء، بمشاركة فاعلة من أبناء المحافظة ومن مختلف المكونات، ضمن إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة المنظومة الأمنية والشرطية، وفق ما تتطلبه المرحلة، وبداية لمسار أكثر استقرارًا في المحافظة. pic.twitter.com/jhidOumyzQ
— أنس حسان خطاب (@Anas_Khatab_sy) September 15, 2025
من جانبه، قال عبدالباقي في تسجيل مصور نشره عبر موقع فيسبوك. إن وزير الداخلية كلفه بإدارة الملف الأمني داخل السويداء، مؤكدا متابعته لملف المختطفين من أبناء المدينة.
وطالب قائد الأمن الداخلي الجديد أهالي السويداء بإرسال قوائم تضم أسماء المختطفين أو المفقودين لمتابعة الملف.
وأشار الشيباني أن “ثاني هذه الخطوات ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع، وثالثها تعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين”. وأضاف “رابع الخطوات إعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف. لعودة الحياة الطبيعية وخامسها نشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة”.
-
اتفاق مع الدروز يمهّد لدخول القوات الحكومية إلى وسط السويداء
-
اشتباكات السويداء.. هل تنزلق المحافظة نحو فوضى شاملة؟
وأردف الشيباني “سادس الخطوات العمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف”. وتابع “وأخيراً إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء بجميع مكوناتهم”.
وأكد على أن “السويداء لجميع أبنائها، ونعمل على إعادة الحياة الطبيعية إليها بعيداً عن الخلافات والنعرات”.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأردني إن “وحدة سوريا وأمنها واستقرارها ركيزة أساسية من أمن واستقرار المنطقة”. وأضاف “نريد لسوريا أن تستقر وتنهض وتعيد البناء بعد سنوات من الدمار والمعاناة التي عاشها الشعب السوري والبدء بخطوات عملية نحو مستقبل مشرق لكل السوريين”.
-
السويداء تترنح تحت وطأة التوترات.. الأمن والطائفية في مشهد متفجر
-
هل تمثل احتجاجات السويداء بداية لثورة جديدة ضد نظام الأسد؟
ولفت إلى أن “الأحداث التي شهدتها السويداء مأساوية ولا بد من تجاوزها. ونؤكد على ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات الإنسانية وإيصال المساعدات الإنسانية”.
وأوضح الصفدي أن “أمن جنوب سوريا هو امتداد لأمن الأردن واستقراره ضرورة لاستقرارنا”. وأدان “الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية ونطالب بوقفها”.
ولم تشكل الإدارة السورية الجديدة، القائمة منذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2024، أي تهديد لتل أبيب، ورغم ذلك توغل الجيش الإسرائيلي مرارا داخل سوريا. وشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر للجيش السوري.
-
أزمة السويداء تتفاعل.. فهل تنجح لجنة دمشق في نزع فتيل الانفجار؟
-
السويداء تحت قبضة العشائر وسط تصاعد التوترات الأمنية
ومرارا أدانت دمشق الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لسيادتها على أراضيها. وأكدت التزامها باتفاقية فصل القوات المبرمة بين الجانبين عام 1974. بينما أعلنت تل أبيب انهيار تلك الاتفاقية بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024.
وأوضح الصفدي أنه “توصلنا إلى خطة سورية أردنية أميركية لتجاوز أحداث السويداء تحت سقف وحدة سوريا واستقرارها”.
واعتبر أن “إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي تريد تقسيم سوريا لأنها لا تريد لها أن تستقر”. مشددا بالقول “نرفض تقسيم سوريا وهذا ليس موقف الأردن وحده بل موقف عربي ودولي”. وتابع “سوريا الآمنة المستقرة هي ضمان لأمن واستقرار المنطقة”.
-
السويداء تعيش على وقع الاشتباكات وحظر التجول
-
الانسحاب العسكري الجزئي.. إعادة تموضع لا فراغ استراتيجي
أما المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، فقال إن “أميركا ملتزمة بمساعدة الحكومة السورية. وتدعم جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار”.
وأضاف “تعاونا مع سوريا والأردن في التوصل إلى خارطة طريق حول السويداء”. لافتا إلى أن “الحكومة السورية اتخذت خطوات عملية تاريخية وتضمن السلم الأهلي”.
وأكد على أن “الاستقرار في سوريا يتم بالتعاون والتنسيق بين أبناء الوطن. وهذا يتحقق ببناء الثقة والأمل والتسامح”.
-
دماء بلا عدالة منذ سنوات.. اتهامات رسمية في ملف مجازر الساحل السوري
-
احتجاجات السويداء تتوسع… والدروز يواجهون ضغوطًا أمنية متزايدة
وقال باراك “حريصون على دعم سوريا وفي مايو/ أيار الماضي اتخذ الرئيس ترامب قرارا برفع العقوبات عن سوريا. ونحن نريد مساعدتها لتستغل مواردها الخاصة لتتمكن من إعادة البناء اعتماداً على ذاتها”.
ورأى أن “خارطة الطريق التي توصلنا إليها بشأن السويداء مثال على الالتزام الأمريكي بدعم سوريا”.
وفي يوليو/تموز الماضي، شهدت السويداء اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى. أعقبها اتفاق لوقفا إطلاق النار بدأ سريانه في 19 من الشهر ذاته.