المغرب العربي

الشارع الليبي يرفض وصاية الإخوان.. طرابلس تقود موجة الرفض


تتصاعد الأحداث بشكل لافت في ليبيا، فقد شهدت العاصمة طرابلس مظاهرات حاشدة تحت شعار “جمعة الحسم”، عبّر خلالها آلاف الليبيين عن سخطهم من الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية. مطالبين بإسقاط حكومة عبد الحميد الدبيبة وتشكيل سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء انتخابات عامة، في تحدٍ مباشر لتحذيرات وفتاوى أصدرها مفتي الإخوان المعزول الصادق الغرياني.

 وقد أصدر الغرياني – الذي يُعرف بدعمه الصريح للتنظيمات المتشددة وتحالفه مع الإخوان – فتوى تُحرِّم المشاركة في الاحتجاجات، عشية المظاهرات، واعتبرها “مشبوهة” و”مدعومة من انقلابيين”. محذرًا من أن من يخرج فيها “يؤثم شرعًا ويشارك في انتهاك الحرمات ونصرة الظالمين”، على حد وصفه.

الفتوى التي نشرتها دار الإفتاء على صفحاتها الرسمية، قوبلت بردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها نشطاء محاولة يائسة لترهيب المحتجين .وحماية منظومة الفساد القائم في طرابلس.

ورغم التهديدات، خرجت حشود ضخمة من مختلف مناطق العاصمة، شملت ميدان الشهداء وسوق الجمعة وتاجوراء، إلى جانب توافد متظاهرين من مدن مثل ورشفانة ومصراتة والزاوية. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط الحكومة، أبرزها: “الشعب الليبي فد (نفد صبره)”. و”لا شرعية للفاسدين”، وسط حضور واسع من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.

هذا وأعلن نائب رئيس الحكومة رمضان أبوجناح استقالته، متهمًا حكومة الوحدة الوطنية بـ”الفساد”، و”هدر المال العام”، و”إشعال الحرب بين الليبيين”. محذرًا من محاولات لاختزال الوطن في “زمرة فاسدة استمرأت السلطة”.

كما تقدم وزير الحكم المحلي بدرالدين التومي، ووزير الإسكان والتعمير أبوبكر الغاوي، باستقالتيهما، في موقف تضامني مع مطالب المحتجين. وأكدا فشل محاولاتهما للإصلاح من داخل الحكومة، واصطفافهما إلى جانب الشارع الليبي.

من جهتها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها من تصاعد التوتر. وذكّرت في بيان رسمي بحق الليبيين في التظاهر السلمي. محذرة من استخدام العنف ضد المحتجين، ومؤكدة أن ذلك قد يرقى إلى “جرائم يعاقب عليها القانون الدولي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى