العراق ماضٍ في مفاوضات إنهاء دور «التحالف الدولي»
أعلن العراق، السبت، انتهاء الجولة الثالثة من مفاوضاته مع التحالف الدولي، لبحث إنهاء دوره في البلاد، رغم التحذيرات الأمريكية.
وقال نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق أول ركن قيس المحمداوي، إن “الجولة الثالثة من المباحثات الأمنية مع التحالف الدولي انتهت”، مشيرًا إلى أن “الجولة الرابعة ستكون خلال الأسبوعين المقبلين”.
وتشكلت لجنة في أغسطس/آب من العام الماضي، لبحث حاجة العراق إلى بقاء قوات التحالف الدولي في ضوء التجاذبات السياسية الداخلية، لكن عملها توقف.
لكن مع اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستهداف فصائل عراقية قواعد التحالف، والرد الأمريكي عليها سارعت الحكومة في بغداد لاستئناف المفاوضات.
وأوضح المحمداوي، الذي كان يتحدث إلى وسائل إعلام محلية، أن “هناك 3 لجان أمنية تعمل منذ أسابيع لمصلحة العراق”، موضحًا أن “هذه اللجان تعمل على تقييم ما تبقى من مخابئ داعش وبناء القدرات وتجهيز الأسلحة وتقييم وضع العمليات”.
وحول انسحاب قوات التحالف من العراق، أشار المحمداوي إلى أن “رؤية الحكومة هي إعادة النظر بمهمة التحالف الدولي”.
وتابع: “نحن لسنا بحاجة إلى قوات دولية كبيرة”.
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد قال إن “قدرات قوات الأمن العراقية تنامت بصورة كبيرة تظهر في مستويات الاستقرار والأمن التي يشهدها العراق في الوقت الحالي”.
ولفت السوداني إلى أن “الوضع الأمني في العراق يؤكد أن بغداد حققت تقدما في ملف إنهاء وجود التحالف الدولي بالبلاد”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية “واع”.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي أن بلاده، تتجه في الوقت الحالي، نحو إقامة علاقات ثنائية مع الدول الأعضاء في التحالف الدولي بعد إنهاء مهامه.
وألمحت الوكالة إلى أن محمد شياع السوداني، استقبل وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني توبياس ليندنر، في بغداد، وتناولا دور الاستثمارات الألمانية ومشاركتها في مشروعات التنمية بالبلاد.
من جانبه، قال ليندنر، إن بلاده تؤيد مساعي الحكومة العراقية لإنهاء وجود التحالف الدولي واستعدادها لتوقيع اتفاق تعاون ثنائي مع بغداد في المجالات الأمنية والعسكرية.
وأصبح موقف بغداد أكثر وضوحا بالنسبة لإنهاء مهمة التحالف الدولي بالبلاد منذ تنفيذ واشنطن ضربات جوية على مواقع في سوريا والعراق، قالت إنها كانت مصدرا لاستهداف جنودها في قاعدة عسكرية بالأردن.
وأعلنت بغداد رفضها للقصف الأمريكي، وقالت إن استمرار وجود التحالف الدولي في العراق يزعزع استقرار المنطقة، كما أكد رئيس الوزراء العراقي أن “القوات الأجنبية لم يعد لها دور في البلاد بعدما أصبح العراق يمتلك قدرات أمنية متطورة”.
حينما طالبت بغداد بالعودة إلى المفاوضات قالت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر دبلوماسية إن واشنطن فرضت شروطاً «صعبة» حتى تعود إلى الطاولة، منها أن “تضمن الحكومة العراقية عدم عرض القوات الأمريكية إلى هجوم جديد لاحقاً”.
وبالفعل أعلنت فصائل عراقية توقفها عن استهداف القواعد الأمريكية منذ ذلك الحين مع انطلاق الجولة الأولى من المفاوضات.
تحذير أمريكي
وفي 24 مارس/آذار الجاري حذرت الولايات المتحدة من أن داعش لا يزال يشكل خطرا على العراق، في خضم النقاشات حول جدوى بقاء قوات التحالف تقوده واشنطن ضد التنظيم.
وقالت السفيرة الأمريكية في بغداد ألينا رومانوفسكي إن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدا في العراق.
وأضافت في مقابلة مع “رويترز” أن عمل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة مع العراق لهزيمة التنظيم بشكل كامل لم ينته بعد.
وجاءت التصريحات الأمريكية في أعقاب شن تنظيم داعش هجوما داميا في موسكو خلف أكثر من 130 قتيلا وعشرات الجرحى.
وفي وقت سابق وغداة انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات مع العراق قال المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي إيان مكاري في مقابلة لقناة “الحرة”، إنه “لا وجود لخطط وشيكة للانسحاب”، مشيراً إلى أن “العراق دولة مؤسسة للتحالف الدولي، وتلعب دوراً قيادياً فيه”.
وأكد المسؤول الأمريكي أن “هناك مباحثات ثنائية مع العراق من أجل وضع إطار دائم لتعاون أمني بين الدولتين”، دون الإشارة إلى الانسحاب.
وكشف مكاري عن أن “هناك مباحثات مستمرة لإقناع العراق بضرورة استمرار التحالف”، مضيفاً أنه “بشكل عام هناك رؤية مشتركة بين الطرفين لضرورة استمرار الحملة ضد تنظيم داعش“.
ما يجب معرفته
– اللجنة العراقية الأمريكية التي تتفاوض لإنهاء مهمة التحالف الدولي بدأت في أغسطس 2023.
– هدفها وضع مسار لجدول زمني يتم على أساسه إنهاء مهام التحالف الدولي في العراق.
– توقفت أعمال هذه اللجنة لفترة ثم عادت للاجتماع بناءً على طلب الحكومة العراقية في 27 يناير/كانون الثاني.
– الجولة الثانية من عمل اللجنة انطلق في 10 فبراير/شباط.
– الجولة الثالثة انطلقت الشهر الجاري.
– من المتوقع بدء الجولة الرابعة خلال أسبوعين.
– العراق أعلن نهاية تنظيم داعش في عام 2017.
التحالف الدولي
وفي سبتمبر/أيلول عام 2014 تشكل تحالف يضم مجموعة من الدول والمنظمات لمحاربة تنظيم داعش والتصدي لتهديداته الأمنية، وكانت مهمته توفير الدعم العسكري والإنساني والاستخباراتي للقوات المحلية في المناطق التي ينشط فيها.
واجتاح داعش مناطق واسعة في سوريا والعراق في 2014، وأعلن تأسيس دولته المزعومة، ما دفع الولايات المتحدة للتدخل وتشكيل تحالف دولي لمحاربته.
ورغم هزيمة التنظيم في العراق ولاحقا في سوريا لا يزال داعش يشن بين وقت وآخر هجمات في البلدين، إلى جانب انتشاره في غرب أفريقيا ومحاولة تمدده في وسط آسيا، وعملياته في أوروبا.
