المعارضة تتسائل عن إصرار تقرب حكومة أردوغان من حركة طالبان
واصلت المعارضة التركية توجيه أسئلتها اللاذعة للرئيس رجب طيب أردوغان حول سر إصراره على التقرب من حركة طالبان وتشغيل مطار كابول.
وتساءل لطفي تورقان، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب “الخير” المعارض، عن أسباب إصرار حكومة العدالة والتنمية على تشغيل مطار العاصمة الأفغانية.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المعارض المذكور، الأربعاء، ونقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة “يني جاغ” التركية المعارضة، وتابعته “العين الإخبارية”.
وقال تورقان في تصريحاته، مخاطبًا أردوغان ونظامه: “لماذ تصرون على ذلك؟”، مضيفًا أن “الولايات المتحدة أكملت عملية الانسحاب من أفغانستان، غير أن حكومة العدالة والتنمية مصرة على البقاء في المستنقع”.
وأضاف: “مطار كابول مضمون بالمخدرات.. الطائرات الخاصة تقلع وتهبط هناك لأغراض خاصة. المطار في أيدي طالبان”.
وتابع: “الغرض ليس السياحة أو التصدير، بل المخدرات. في حين أن الوضع واضح، فإن استخدام وتشغيل مثل هذا المطار يجلب مشاكل أخرى”.
أردوغان لا يمكنه إدارة دولة
بدوره تساءل فائق أوزتراق، متحدث الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، عن الأسباب نفسها، قائلا: “الإرهاب والمخدرات هما الأكثر وفرة في الوقت الحالي في أفغانستان، ليخرجوا ويخبروا الأمة أسباب إصرارهم على حماية المطار، لكنهم لا يستطيعون”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المعارض المذكور، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر حزبه في العاصمة أنقرة، بحسب المصدر نفسه.
وأعرب أوزتراق عن استغرابه من تغير مواقف دولت باهتشه لي، زعيم حزب الحركة القومية حليف أردوغان، بخصوص بقاء وانسحاب الجنود الأتراك من أفغانستان.
وتابع قاصدًا باهتشه لي: “قبل 15 يومًا، قال الشريك الأصغر إن سحب جنودنا من أفغانستان شيء لا يمكن تصوره، واليوم يثني على قرار الانسحاب بقوله إنه صحيح. بعد ذلك يكذّب نفسه مرة أخرى، ويقول لا يمكن أن تكون أنقرة آمنة، إذا لم تكن كابول آمنة!”
واستطرد أوزتراق مخاطبًا زعيم حزب الحركة القومية: “إذا تمسكت بذيل أردوغان، فستعصف بك الرياح. هؤلاء لا يمكنهم إدارة الدولة. البلاد تتطاير كالورقة في عاصمة تحت حكم تحالف الجمهور”، وهو التحالف القائم بين حزبي باهتشه لي وأردوغان.
وأردف: “أردوغان حتى يوم أمس، كان يحاول وضع جنودنا في الخدمة بمطار أفغانستان. واليوم بالقرب من المطار، تنفجر القنابل كل يوم ويموت الناس”.
رفض مستمر
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية.
وفي 15 أغسطس/آب الماضي دخل مسلحو الحركة العاصمة كابل وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل الإمارات، قائلا إنه قام بذلك لـ”منع وقوع مذبحة”.
وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، طيلة 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
وبدأت القوات التركية المتواجدة في أفغانستان، مساء 25 أغسطس/آب المنصرم، تنفيذ عملية الانسحاب ضمن خروج القوات الأجنبية، عقب ساعات من تحذير طالبان.
وفي ذلك اليوم حذرت حركة طالبان أنقرة من تواجد القوات التركية بذريعة حماية مطار كابول بعد إنجاز انسحاب القوات الأجنبية.
كما قال مسؤولان تركيان، إن حركة “طالبان” الأفغانية تصر على انسحاب القوات التركية من كابل بحلول نهاية مهلة 31 أغسطس المحددة سلفا.
وقبل بدء انسحاب قوات بلاده بأسوع، قال أردوغان إن بلاده تنوي إجراء محادثات مع طالبان بشأن رفض الحركة السماح لأنقرة بإدارة مطار كابول بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.