المغرب وإسبانيا: تعزيز العلاقات والتعاون المشترك
أوضح الخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان، أن الحكومة الإسبانية اتخذت “موقفا شجاعا” بتأييد الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وأضاف بلوان في أن الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب، والتي تم استقباله فيها من طرف الملك محمد السادس، فتحت العديد من الآفاق المشتركة بين البلدين.
كما أبرز المتحدث أن هذا اللقاء وضع لبنات أسياسية وشروط جديدة للعلاقة بين المملكة المغربية ونظيرتها الإسبانية.
وأوضح، أن هذه اللبنات والشروط تستجيب لمتطلبات المرحلة وتتجاوز ما كان من فتور في العلاقة بينهما خلال الأشهر الماضية.
وأضاف بلوان أن موقف إسبانيا من الصحراء المغربية شكل قوة كبرى لإزالة العقبات أمام جميع الملفات الأخرى، ومنها الهجرة، والاقتصاد والحدود والتعاون الأمني.
ملفات متعددة
وأشار الخبير في العلاقات الدولية، إلى انعقاد لقاء اللجنة العليا المشتركة لوضع ضوابط جديدة على مستوى الهجرة، وذلك في إطار التعاون الثنائي بين البلدين.
وفي هذا السياق، أكد أن من شأن هذا الاجتماع تعزيز المراقبة الهجرة السرية على السواحل المغربية، ووضع مجموعة من التحفيزات بالنظر للدور المحوري للمغرب في “قضية الهجرة”.
لافتا إلى أن قضية الهجرة تكتسي طابعا خاصا بالنسبة لإسبانيا. وهو ملف عام لدى الاتحاد الأوروبي، “وكان من النقاط الخلافية بين الرباط ومدريد”.
من جهة أخرى، أبرز بلوان، أن هناك العديد من الملفات الاقتصادية التي يمكن أن تجد طريقها نحو الحل والتفعيل، خاصة بالنظر لكون إسبانيا شريكا مهما للمغرب.
وأضاف أن هناك العديد من الشركات الإسبانية تستثمر في المغرب، “مما يجعل التعاون الاقتصادي واعدا بين الطرفين“.
وأشار إلى أن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب جعل إسبانيا تتأثر بشكل كبير خصوصا الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين في العديد من المجالات.
وحول التعاون الأمني بين البلدين، أبرز الخبير في العلاقات الدولية، أنه من بين أهم التفاهمات “زيادة التعاون الأمني”.
وأوضح أن التعاون الأمني المغربي الإسباني يرتكز على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
وأضاف بلوان، أن من بين أهم نقاط التعاون الأمني، مكافحة التطرف والإرهاب في منطقة الساحل والصحراء بالتعاون مع مختلف الشركاء.
محاربة الإرهاب
وتجدر الإشارة، إلى أن إسبانيا ستشارك في في فعاليات الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد “داعش”. الذي تحتضنه المملكة.
وتم توجيه دعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن.
وسيشكل الاجتماع مرحلة أخرى ضمن مواصلة الانخراط والتنسيق الدولي في مكافحة “داعش”، مع التركيز على القارة الأفريقية، وتطور التهديد الإرهابي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.
وسينعقد الاجتماع بمدينة مراكش السياحية، بحسب ما أفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وخلال هذا الاجتماع، يستعرض وزراء التحالف المبادرات المتخذة، في ما يتعلق بجهود ضمان الاستقرار في المناطق التي تأثرت في السابق بهجمات “داعش”.
وحول هذا الاجتماع الدولي بمراكش لمحاربة “داعش”، وحضور إسبانيا فيه، قال بلوان، إن المغرب سيلعب فيه دورا بارزا في الاستقرار الأمني ومحاربة تمدد “داعش” بالمنطقة.
وأكد الخبير في العلاقات الدولية أن المؤتمر سيركز أشغاله على تمدد تنظيم “داعش” الإرهابي في القارة الأفريقية ومحاربة التطرف والفكر الداعشي.
وأشار إلى أن التنسيق الأمني المغربي الإسباني، جنب الأخيرة مجموعة كبيرة من العمليات التي كان يعتزم تنظيم داعش القيام بها في المملكة الإسبانية.