المغرب والناتو يعززان الشراكة بمناورات في غرب المتوسط
يكتسب المغرب يوما بعد آخر ثقة دولية عالية بصفته شريكا موثوقا ولتمتعه بصفة حليف من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) استنادا لما حققه من انجازات في مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة العابرة للحدود وما يقدمه من معلومات استخباراتية وازنة للشركاء الغربيين في إطار مكافحة التطرف والإرهاب.
وقد شاركت القوات المسلحة المغربية في هذا الإطار في عملية “حراسة البحر” وهي مناورات في غرب البحر الأبيض المتوسط وقرب مضيق جبل طارق نظمها حلف الناتو بمشاركة 8 أعضاء ضمن تعزيز القدرات العسكرية في مواجهة الأخطار الطارئة في المنطقة.
وشارك في التمرينات الميدانية كل من جيوش بريطانيا وإسبانيا والبرتغال والمغرب من خلال فرقاطة ‘السلطان مولاي إسماعيل’ التابعة للبحرية الملكية.
وذكرت مجلة الدفاع البريطانية أن المغرب الذي يتمتع بصفة حليف رئيسي من خارج حلف الناتو، يشارك أيضا في هذه الدورية السادسة من مناورات ‘حراسة البحر 2023’ من التمرينات البحرية باعتباره أحد دول مضيق جبل طارق.
وتسلط مشاركة البحرية الملكية المغربية في هذه المناورات الضوء على الأهمية التي يوليها حلف الأطلسي للمغرب كشريك موثوق ساهم إلى حد كبير في مهام حفظ الأمن في المنطقة ومواجهة الإرهاب البحري وموجة الهجرة غير الشرعية التي تمثل واحدة من التحديات الأمنية التي تواجهها الضفة الأخرى.
وقد حصلت المملكة المغربية على صفة حليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي منتصف العام 2004 كثاني بلد عربي وإفريقي بعد مصر يتحصل على هذه الصفة وراكم خلال العقدين الماضيين تجربة مهمة واكتسب خبرة كبيرة في التعاطي مع الظواهر التي تشكل خطرا على أمنه وأمن شركائه الإقليميين والدوليين.
وحين منحت الرباط صفة شريك للناتو من خارج الحلف قبل نحو 20 سنة، قال مجلس الأمن القومي الأميركي وقتها إن “القرار اتخذ بالنظر إلى العلاقات الوثيقة بين المغرب والولايات المتحدة وأن واشنطن تعتبر الملك محمد السادس زعيما صاحب رؤية في العالم العربي”.
وبحسب مجلة الدفاع البريطانية فإن المناورات في غرب المتوسط شملت أكثر من محور عملياتي بما في ذلك مراقبة حركة المرور البحري على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية إلى جانب جمع بيانات حول أنماط الحياة البحرية بحوض المتوسط وقد جرى دعم التمرينات بغواصات وسفن وطائرات تابعة للدول الأعضاء في حلف الناتو بما يعزز التعاون بين جميع الشركاء من داخل الحلف وخارجه.
وذكر حلف شمال الأطلسي أن العملية البحرية “شملت الاتصالات التكتيكية والمناورات الميدانية المتقدمة وتعزيز التعاون بين القوات البحرية إضافة إلى تقوية التنسيق وقابلية التشغيل البيني”.
وجاءت هذه المناورات لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب البحري بما يشمل التخطيط والتنفيذ لعدد من عمليات الردع والتعطيل والدفاع والحماية من الأنشطة الإرهابية البحرية، بينما يتركز الهدف الرئيسي منها على منع الإرهابيين من الوصول إلى مناطق بعينها واحتواء أي تهديد محتمل من خلال استخدام القوة.
وترسخ هذه المناورات الشراكة بين المغرب وحلف شمال الأطلسي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية، بينما تكتسب من عام إلى آخر زخما أكبر.
وسبق لكبار المسؤولين في حلف الناتو أن أكدوا في أكثر من مناسبة على علاقات الشراكة الوثيقة مع الرباط، معتبرين أن المغرب شريك استراتيجي في مواجهة التحديات التي تتهدد جنوب المتوسط.
كما أوضحوا أن المغرب والناتو يتقاسمان نفس الرؤى وتجمع بينهما علاقات متميزة على أكثر من صعيد وتعاون مثمر يغطي مجالات متعددة سواء في إطار الحوار المتوسطي أو التعاون الثنائي.
وأثنوا على ما تبذله المملكة من جهود لجهة تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي بما أهلها للاضطلاع بدور مميز ومحوري في الحوار متعدد الأطراف في حوض المتوسط.