المغرب يستعد بقوة لاحتضان كبرى التظاهرات الرياضية الدولية

يعوّل المغرب على الخبرة التي راكمها في تأمين التظاهرات الكبرى، فيما أكد حسن البوزيدي رئيس قسم الأمن الرياضي بمديرية الأمن العمومي أن البلاد على أتمّ الجاهزية لاستضافة الأحداث الرياضية ومن أبرزها بطولة كأس أمم أفريقيا المقبلة ومونديال 2030.
وأوضح المسؤول أن المغرب يتوفر على “كافة الإمكانيات للتصدي لكل الجرائم السيبرانية وباقي التهديدات المحتملة التي قد تهدد السير العادي لهذه التظاهرات الرياضية”.
وعزز المغرب مكانته كوجهة رائدة لاستضافة أكبر التظاهرات الرياضية العالمية بفضل الاستقرار السياسي والأمني الذي يتمتع به البلد، وهو ما يعكس فوزه بشرف استضافة جزء من كأس العالم 2030.
ولدى الرباط رؤية واضحة واستراتيجية متكاملة لتنظيم الفعاليات الرياضية، مدعومة ببنية تحتية متطورة وخبرة متراكمة وإرادة قوية لتحقيق المزيد من النجاحات في هذا المجال.
وقال البوزيدي إن “المملكة اكتسبت خبرة مهمة في مجال تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى”، مستعرضا نجاح البلاد في احتضان عدة تظاهرات دولية ككأس العالم للأندية سنوات 2013 و2014 و2022، إضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات العالمية في أصناف رياضية أخرى، وفق موقع “تليكسبريس” المغربي.
وكشف أن “الطائرات المسيرة توجد في صلب المراقبة الأمنية”، مشيرا إلى أهميتها في “تأمين الفضاء العام ورصد وتحليل تحركات الجمهور بدقة عالية وإحصاء المتجمهرين في حالات الشغب والتعرف على هوياتهم، وتعزيز الاستجابة الأمنية الميدانية عبر المراقبة المستمرة والتدخل الاستباقي”.
ويعكس النجاح في تأمين التظاهرات الكبرى قدرة المغرب على إدارة الأحداث الهامة وفق المعايير الدولية، مما يعزز من صورته كبلد آمن ومستقر وقادر على استضافة فعاليات عالمية المستوى.
وتساهم التظاهرات الكبرى في تنشيط السياحة والعديد من القطاعات الأخرى، وبالتالي فإن تأمينها بشكل فعال يضمن استمرار هذه الفوائد الاقتصادية.
وفي ما يتعلق بالتنسيق اللوجستي أفاد المراقب العام بأن قاعة القيادة تعد أساس التواصل الأمني، إضافة إلى أن استغلال كاميرات المراقبة المثبتة بالمحاور الطرقية والملاعب من شأنه إتاحة مراقبة أي نشاط مشبوه أو أحداث طارئة، وبالتالي الاستجابة السريعة مع إيفاد فرق الطوارئ والإنقاذ.
وتعتمد المملكة على استراتيجية شاملة ومتكاملة لتأمين التظاهرات، تشمل عدة جوانب من بينها التخطيط المسبق واليقظة الاستخباراتية، حيث تقوم الأجهزة الأمنية بتحديد وتقييم المخاطر المحتملة قبل وأثناء التظاهرات، ووضع خطط مفصلة تتضمن انتشارًا أمنيًا مكثفًا وتدابير وقائية استباقية.
كما تولي السلطات المغربية أهمية بالغة للتنسيق بشكل وثيق بين مختلف الأجهزة الأمنية (الأمن الوطني، الدرك الملكي، القوات المساعدة، الوقاية المدنية) لضمان تغطية أمنية شاملة وفعالة.
ويعتمد المغرب بشكل متزايد على التكنولوجيا الحديثة في تأمين التظاهرات، بما في ذلك كاميرات المراقبة التي تغطي المناطق الحيوية ومحيط التظاهرات والطائرات من دون طيار “الدرونات” التي تستخدم للمراقبة الجوية وتوجيه القوات الأمنية.
وتحرص الأجهزة الأمنية على تدريب عناصرها بشكل متخصص على التعامل مع مختلف السيناريوهات المحتملة خلال التظاهرات، بما في ذلك إدارة الحشود، مكافحة الشغب، والاستجابة للحالات الطارئة.
كما يتم العمل على توعية الجماهير بأهمية الالتزام بالقواعد والإرشادات الأمنية، وتسهيل عملية التواصل مع الأجهزة الأمنية في حال استدعى الأمر ذلك.
ويحرص المغرب على تبادل الخبرات والمعلومات مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية المتخصصة في مجال تأمين التظاهرات الكبرى، مثل الإنتربول، للاستفادة من أفضل الممارسات العالمية.