الهزيمة العسكرية ليست النهاية: داعش يستثمر خيبات أتباعه للبقاء

برغم الخسائر التي تعرض لها في الباغوز القريبة من الحدود العراقية بريف دير الزور في مارس (آذار) 2019، ظل تنظيم داعش يشكل تهديداً جدياً لأمن سوريا .واستقرارها، عبر “مجموعات متنقلة” تنشط عبر البادية السورية.
-
مسؤولون أمريكيون يحذرون من عودة داعش في سوريا
-
ماذا تبقى من داعش في سوريا؟ تحليل مخاطر العودة والنفوذ
ومع سقوط النظام السوري في كانون الأول (ديسمبر) 2024 كان متوقعاً أن يعيد التنظيم رسم استراتيجياته والتكيّف مع الواقع الأمني الجديد. ولعل أحدث وأبرز تهديد للتنظيم هو البيان المصور الذي أصدره داعش في 20 نيسان (أبريل) 2025، مهدداً الرئيس أحمد الشرع. ومحذراً إياه من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب، بعد طلب رسمي أميركي لمشاركة سوريا الجديدة في جهود مكافحة التنظيم وتفرعات، وفقا لصحيفة “الشرق الأوسط”.
وقد رصدت الصحيفة تصاعداً لافتاً في خطاب داعش الإعلامي عبر مجلة “النبأ”. التي بدأت في شن حملات تحريضية ضد الإدارة السورية الجديدة ورئيسها أحمد الشرع.
-
واشنطن تعيد عائلة أميركية من معسكرات داعش في سوريا
-
فرنسا تواصل حربها ضد داعش في سوريا: ضربات دقيقة على أهداف محددة
وركزت هذه الحملات على مهاجمة سعي الحكومة الجديدة لبناء علاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي، عادّةً ذلك “خيانة” لتضحيات السوريين .وتنازلاً عن مبدأ “تحكيم الشريعة” الذي لطالما تحدثت به “جبهة النصرة” بقيادة أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) في مرحلة ما، وهو الشعار نفسه .الذي يرفعه التنظيم ذريعةً لوجوده، ولكسب المزيد من الأنصار والمؤيدين.
وعلى رغم هذا التصعيد الإعلامي، فقد شهد الميدان العسكري تغيراً ملحوظاً. إذ اختفى تقريباً النشاط المسلح للتنظيم في البادية، وهو ما أثار تساؤلات عن طبيعة المرحلة المقبلة في استراتيجية التنظيم. لكن لا يخفى أيضاً أن داعش، ومنذ كانون الأول / ديسمبر الماضي. تلقى سلسلة من الضربات الأمنية المؤثرة؛ ففي 11 من الشهر. ومباشرة بعد استلامها زمام الأمور في سوريا عقب سقوط نظم بشار الأسد، أعلنت الحكومة السورية الجديدة بقيادة الشرع إحباط مخطط لاستهداف مقام السيدة زينب جنوب دمشق واعتقال خلية تابعة للتنظيم.
-
تفشي داعش في سوريا مجدداً: أسباب وتداعيات
-
مقتل «أحد أخطر الإرهابيين بالعالم».. «والي داعش» في سوريا والعراق
وفي 16 من الشهر نفسه، نفذت القيادة المركزية الأميركية غارات جوية قتلت 12 عنصراً من داعش. وبعد هذا بثلاثة أيام فقط، قُتل قيادي آخر للتنظيم في دير الزور. فيما يعتقد أنه بتنسيق مع الإدارة الجديدة.
بعض المراقبين يرجعون السكون الذي يقابل به. التنظيم هذه العمليات النوعية، إلى استراتيجية جديدة يتبعها وتقوم على تخفيف الظهور العلني لتقليل الضغط الأمني عليه. وإعادة ترتيب صفوفه بعيداً من الأنظار.
كذلك، يبدو التنظيم حريصاً الآن على إعطاء انطباع بأنه غير نشط. ما يمنحه فرصة لإعادة بناء خلاياه بهدوء في المدن والقرى بعيداً من رقابة الأجهزة الأمنية المتمركزة في المدن، نقلا عن “الشرق الأوسط”.
ورجحت الصحيفة أن يستغل داعش حالة عدم الاستقرار والفراغ الأمني مع افتقار الحكومة الجديدة إلى قوات كافية لتأمين البادية السورية والمناطق النائية. ويوفّر العنف الطائفي المستمر والعداوات في أجزاء مختلفة من البلاد بيئة مواتية لعمل التنظيم خاصة مع تلكؤ الإجراءات الحكومية في تحقيق العدالة الانتقالية لإنصاف ذوي ضحايا النظام السابق. ما يدفع التنظيم إلى أن يقدم نفسه على أنه “البديل” الأفضل من الحكومة للقصاص من المتورطين بالدم السوري. وهذا ما تفصح عنه أدبيات التنظيم وخطابه الإعلامي في الأسابيع الأخيرة، بحسب أكثر من موقع إلكتروني تابع له.
وما يزيد المخاوف أكثر من التجنيد المحتمل بين صفوفه، هو التركيز على إطلاق سراح السجناء من قياداته ومقاتليه ويجاورون بضعة آلاف محتجزين لا يزالون تحت إشراف قوات قسد ومصيرهم يخضع لشد وجذب.
-
عودة داعش إلى سوريا: من يراهن على هذا التهديد الجديد؟
-
داعش يعود إلى الواجهة في سوريا.. التنظيم يترقب اللحظة المناسبة لاستعادة قوته عالميًا
-
شبح داعش في سماء سوريا.. “السواد العابر” يهدد أوروبا
-
إطلاق سراح عناصر داعش في تركيا: هل يرتبط بتغير النظام في سوريا؟
-
عودة التهديد: كيف يستغل تنظيم داعش الفراغ الأمني والسياسي في سوريا؟