سياسة

الهيمنة الخفية للإخوان على بعض المؤسسات الفنية تثير الجدل


لم تعد جماعة الإخوان المسلمين تقتصر على العمل السياسي والتنظيمي التقليدي، بل شرعت في توسيع نفوذها عبر الثقافة والفن والإعلام الرقمي كأدوات استراتيجية. فبدلاً من الشعارات السياسية المباشرة، أصبح التركيز على التأثير غير المباشر على الوعي الجمعي، من خلال الأعمال الدرامية والبرامج الثقافية والمهرجانات الفنية، وصولاً إلى توظيف مؤثرين على منصات التواصل لإعادة تشكيل الرواية حول الجماعة.

يشير تقرير لموقع”أخبار اليوم”، إلى أن هذا التحول لا ينطلق من فراغ، بل نتيجة إدراك الجماعة لفقدان تأثيرها المباشر في الميدان السياسي، ما دفعها إلى استثمار «الاختراق الثقافي» كوسيلة للحفاظ على الحضور وتوسيع قاعدة التأثير. 

ويشير التحليل إلى أن هذه الاستراتيجية تحمل خطورة مزدوجة؛ فهي لا تقتصر على نشر الأفكار فقط، بل تعمل على إعادة صياغة مفاهيم مثل «المنقذ» و«المظلوم» و«المجتمع البديل»، بما يعزز القدرة على التأثير في الثقافة الجماهيرية والفكر العام. وبذلك، تصبح المواجهة التقليدية مع الجماعة صعبة، إذ لم تعد المسألة تتعلق بالحشد أو التواجد الميداني، بل بالقدرة على التأثير في العقل والوجدان عبر الثقافة والفن والإعلام.

كما يُبرز التقرير أن سنة 2025 قد تشهد مرحلة جديدة يمكن تسميتها «ما بعد التنظيم»؛ إذ لم يعد الانتصار مقترناً بالحضور المباشر أو القوة العددية، بل بالقدرة على تثبيت رواية بديلة وإعادة إنتاج الأفكار داخل المجتمعات بطريقة ذكية وناعمة.

 وبناءً على ذلك، تصبح الأدوات التقليدية للمواجهة غير كافية، ما يستلزم استراتيجيات جديدة لمواجهة التأثير الثقافي والفني قبل أن يترسخ بشكل كامل.

في خلاصة التحليل، يظهر أن الجماعة، رغم ضعفها التنظيمي، لم تفقد قدرتها على التأثير الفكري، بل تسعى لتحويل المساحات الثقافية والفنية إلى ساحات هيمنة ناعمة، ما يجعل من الضروري أن تعيد الأنظمة والمجتمعات قراءة أساليب الصراع مع الإسلام السياسي، بعيداً عن المعادلات التقليدية، ليشمل مواجهة أعمق على مستوى الثقافة والوعي والفكر.

زر الذهاب إلى الأعلى