اليمن: تصاعُد حالات الانتحار في تعز
تصاعدت وتيرة الانتحار في صفوف الأطفال في اليمن، فقد أعلنت الأجهزة الأمنية في مدينة تعز جنوب اليمن والتي تحاصرها ميليشيات الحوثي، أن طفلين انتحرا في حدثين منفصلين، مما ترك السكان المحاصرين في حالة من الصدمة واليأس.
سوابق تنذر بالخطر
وقالت شرطة تعز، في بيان لها: إنها أُبلغت بضحايا انتحاريين اثنين في المدينة، ووصفت الوفيات بأنها “سوابق خطيرة”.
وذكرت الشرطة أن الطفل الأول هو كريم عبد الكريم البالغ من العمر 12 عاماً من حي الجمهورية الذي شنق نفسه داخل غرفته بعد ظهر يوم السبت بربط وشاح حول رقبته.
والضحية الثانية هي عمار خالد، 16 عاماً، الذي انتحر مساء السبت بلف حبل حول رقبته وربطه بباب خارج منزل عائلته، وجمع محققو الطب الشرعي صورًا وأدلة، وطلبت عائلته دفنه في نفس اليوم.
فتح تحقيق موسع
وتعهدت شرطة تعز بالتحقيق في الظروف المحيطة بوفاة الضحايا وطلبت من المجتمع والمهنيين المساعدة في تحديد أسباب الانتحار، وحثت الشرطة كلا من السلطات وأفراد الجمهور على “التعاون … من أجل تقديم الإجابات المناسبة”.
الحصار الحوثي
وألقى محمد علوي، المحقق في الشرطة في تعز، لصحيفة “آراب نيوز” اللوم في حالات الانتحار على المعاناة النفسية التي سببتها الحرب والحصار الذي تضربه ميليشيات الحوثي الإرهابية على المدينة، الذي سبب حالة من اليأس للمواطنين خاصة المراهقين والأطفال.
وأضاف: إن النساء والأطفال في اليمن، وخاصة في تعز المحاصرة، عانوا نفسياً بسبب الحرب، ولم تحدث مثل هذه الجرائم قبل الحرب.
وقال ناشطون يمنيون: إن حوادث الانتحار هي نتيجة طبيعية للوضع المعيشي الذي يعيشه المواطنون بسبب حصار الحوثي.
ويعد الأطفال ثاني شريحة بعد الفتيات يتم استهدافهم من قِبل العصابات المسلحة تحت حماية الحوثي وكذلك بسبب غياب القانون وسلطة القضاء.
ألعاب الفيديو العنيفة
وقال علوي: إن فريقًا يضم متخصصين اجتماعيين ونفسيين، كان يبحث في القضايا وسيصدر نتائجه هذا الأسبوع، واستبعد علوي احتمال تعرضه للتنمر عبر الإنترنت أو حتى التحرش الجنسي، واتهم لعبة بابجي العنيفة بأنها وراء انتحار الطفلين: “هذه ألعاب محفوفة بالخاطر، وننصح الآباء بمراقبة أجهزة أطفالهم المحمولة لمعرفة ما يرونه أو يلعبونه”.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ، أثارت تصريحات الشرطة وصور الطفلين المتوفييْنِ تعازي أسرتيهما ودعوات إلى إجراء تحقيق في الدوافع وراء الانتحار وحماية الأطفال.
قال عدنان طه على فيسبوك: “يجب عليك التحقيق مع العائلة بشأن الألعاب الإلكترونية التي يمارسونها ، مثل PUBG ، وما إذا كان لديهم حسابات على Facebook أو WhatsApp”.
قال طه: “يجب مراجعة جميع الاتصالات ، لأن (الأطفال) قد يكونون عرضة للمضايقة والابتزاز”.
وحثّ مستخدم آخر على مواقع التواصل الاجتماعي هو منير القيسي، أجهزة الأمن المحلية على عدم دفن الضحايا قبل إجراء تشريح الجثث لتحديد ما إذا كانوا قد استهلكوا أي شيء سامّ.
قال القيسي: “نأمل ألا تتسرعوا في دفنهم وأن تفحصوا جثثهم”.
قال القيسي “من المتصور ألا يكون الوالدان على دراية بتقاسم المشروبات أو الوجبات بين الأطفال”.
ورد المحقق علوي على اتهامات التسرع في الدفن بالقول إن أحد الصبية دفن بناء على طلب عائلته وفقط بعد أن فحص المحققون الجثة والمكان، وفحصت فِرَق الطب الشرعي مكان الحادث وصورته وأجرت تحقيقات.