اليمن في انتظار خطة السلام الشاملة
كشف مصدر يمني مطلع لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، عن صياغة وثيقة سلام شامل لحل الأزمة اليمنية ، برعاية الأمم المتحدة، وجار العمل على وضع اللمسات الأخيرة على المشروع الذي يغطي عدة مراحل.
تفاصيل وثيقة السلام
أفادت الصحيفة اللندنية بأن المرحلة الأولى من السلام تشمل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وإعادة فتح جميع الطرق البرية والجوية والبحرية، واندماج البنوك المركزية وصفقات تبادل الأسرى الكاملة، في غضون ذلك، جدد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان دعم المملكة المستمر لليمن، وأجرى محادثات في الرياض مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، وأكد الوزير دعم السعودية لعمل المجلس التشريعي في سعيه لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.
ناقش الأمير خالد والعليمي آخر الجهود لإحياء عملية السلام بما يتماشى مع العملية السياسية الشاملة التي ترعاها الأمم المتحدة، وكان متحدث باسم ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران قد أعلن في وقت سابق هذا الأسبوع أن مسؤولي الحوثيين التقوا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج في عمان لإجراء محادثات بشأن الترتيبات السياسية والإنسانية للحل الشامل، فضلاً عن تبادل الأسرى.
ثلاث مراحل
وذكرت الصحيفة اللندنية، أن خطة السلام الأخيرة تتم لليمن على ثلاث مراحل، وستستغرق الأولى ستة أشهر، والثانية ثلاثة، والأخيرة عامين، وقالت المصادر المطلعة إن الجدول الزمني لم ينته بعد، ستبدأ الخطة بإعلان وقف إطلاق النار وتشكيل لجنة للإشراف على اندماج البنوك المركزية، وسيتم إجراء تبادل للأسرى وتنفيذ إجراءات بناء الثقة بين الأطراف المتحاربة، ثم تجري الأطراف مفاوضات مباشرة لتحديد كيف يتصور اليمنيون دولة. ثم تتبع ذلك فترة انتقالية.
كما تدعو الخطة إلى إعادة فتح جميع الطرق البرية والجوية والبحرية ورفع جميع القيود المفروضة على السفر حتى تعود الحياة إلى طبيعتها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والحوثيين، كما ستبدأ عملية إصلاح اقتصادي شامل بدعم من المملكة العربية السعودية. وكشف المصدر عن تشكيل لجنة من رئاسة المجلس التشريعي ورئيس الوزراء اليمني وخبراء سعوديين لمعالجة الإصلاحات. ومن المقرر أن تجتمع اللجنة في الأيام المقبلة.
كشف المصدر أن الحكومة قدمت ردها واقترحت تعديلات على خطة السلام، وطالبت بضمانات بأن الحوثيين لن يحاولوا تقويض الخطة أو التراجع عن تعهداتهم، وتوقع المصدر إعلان وقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة، لتوطيد الهدنة، ووقف القتال على جبهات القتال. الترتيبات الأخرى سوف تحتاج أسابيع ليتم تنفيذها، وأضاف أن الحوثيين يصعدون الموقف على كافة الجبهات العسكرية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل إعلان وقف إطلاق النار.
رد فعل حذر
يأمل الشعب اليمني أن تنهي جهود السلام الأخيرة الحرب في بلاده وانقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية، وقال أبو بكر باعبيد رئيس غرفة تجارة وصناعة عدن لـ”الشرق الأوسط”: إنه يأمل أن يحدث التغيير في اليمن نحو الأفضل.
وأضاف: أن هذا التغيير يتطلب من اليمنيين التخلي عن عقلية الثورة والتركيز على البناء والنمو.
حذر النشطاء والباحثون من المبالغة في التفاؤل بشأن الحديث الأخير عن السلام، وقالوا إن الحوثيين لا يزالون غير جديرين بالثقة، كما يتضح من فشلهم في احترام وقف إطلاق النار على مستوى البلاد العام الماضي ورفضهم إعادة فتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز، وهو أحد المطالب الرئيسية للهدنة.
وقال كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية أحمد ناجي: إن خطة السلام الأخيرة سيكون لها بلا شك تأثير إيجابي على حياة الشعب اليمني وستخفف من معاناته الإنسانية.
وقال أيضا: إن الخطة ستخفف على الأرجح التوترات العسكرية والسياسية وربما تؤدي إلى مزيد من التفاهمات بين الأطراف المتحاربة في المستقبل، مشيرا إلى أن الإعلان عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران سيكون له تأثير إيجابي أيضًا على اليمن.
وحذر من أن التفاؤل لا يعني أن تركة ثماني سنوات من الحرب ستمحو في أي وقت قريب. الحلول السريعة ستفشل في معالجة الوضع الكارثي في البلاد، حيث يتعين أن تركز الحلول على أسباب الصراع واحتواء عواقبه.