اليمن يطارد منابر الفتنة الحوثية في لبنان
تستمر منابر الفتنة الحوثية تتصدر محور الحراك اليمني في لبنان والذي يضغط لإغلاق قناتي “المسيرة” و”الساحات”، لدورهما بتسعير حرب البلاد.
وكثفت حكومة اليمن تحركاتها لمطاردة أبواق الإرهاب التي تبث من معقل حزب الله الإرهابي في لبنان وذلك بناء على قرار مجلس وزراء الإعلام العرب الذي ألزم الدول الأعضاء بمنع أو استضافة أي قنوات أو أنشطة إعلامية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في أي بلد عربي آخر.
حيث أجرى سفير اليمن في لبنان عبدالله الدعيس، الأربعاء، لقاء مع وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري، لبحث الخطاب الطائفي والتحريضي لقناتي “الساحات” و”المسيرة” التابعتين لمليشيات الحوثي.
كما تعد تلك المباحثات هي الثانية للدعيس منذ 13 أكتوبر الجاري، عندما التقى أمين عام وزارة الخارجية والمغتربين اللبناني هاني شميطلي. وجدد طلب اليمن من السلطات اللبنانية بإيقاف بث قنوات المليشيات الحوثية الإرهابية”.
ويأتي طلب اليمن الجديد من وزير الإعلام اللبناني عقب أيام من إدراج مجلس الدفاع الوطني في البلاد مليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب. وهو أمر دفع الحكومة المعترف بها دوليا لتكثيف حراكها الإقليمي لإغلاق فوهات الموت.
إساءة للعلاقات اليمنية – اللبنانية
وتحدث سفير اليمن في لبنان عبدالله الدعيس عن استمرار قناتي الساحات والمسيرة بثهما من بيروت وما تبثه من تحريض طائفي وتحشيد إلى جبهات القتال وبث المزيد من الأخبار والتقارير المضللة بالرغم من أن بلادنا خاطبت السلطات اللبنانية أكثر من مرة لوقف هذه القنوات.
وقال المسؤول اليمني إن “ما تقوم به القناتين من مقريهما في بيروت يمثل إساءة واضحة للعلاقات الأخوية بين البلدين بالرغم من مخاطبة اليمن للسلطات اللبنانية على أكثر من صعيد بإيقاف بثهما إلى جانب أن هذا يعتبر مخالفة صريحة لقرار مجلس وزراء الإعلام العرب”.
ولفت إلى قرار مجلس الدفاع الوطني بشأن تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية معددا جرائمها بما فيها الهجوم الأخير على ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت واستهداف المرافق الحيوية للاقتصاد اليمني.
وتلقى اليمن تعهدات من المسؤولين اللبنانين كان آخرها، الأربعاء، على لسان وزير الإعلام اللبناني الذي وعد بمتابعة الجهات المعنية لمعرفة ما تم بخصوص وقف قناتي الساحات والمسيرة لبثهما من بيروت حرصاً على العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين.
وكانت الخارجية اليمنية تقدمت في فبراير الماضي برسالة إلى الخارجية اللبنانية، حول قيام الحوثي بأعمال عدائية وتحريضية من داخل الأراضي اللبنانية من خلال بث قناتي “المسيرة” و”الساحات”، لتتحرك الداخلية اللبنانية بإجراء الاستقصاءات اللازمة.
إعلام الحوثي
وتمارس وسائل الإعلام الحوثية عملية غسيل دماغ جماهيري مخطط لها إيرانيا تعد هي الأكثر خطورة من خلال جرعات يومية متكررة في أشكال أدبية وثقافية ولوحات فنية كجزء من غزو ثقافي وتضليل إعلامي ودعاية وشائعات يصل تأثيرها حتى إلى فلاحي القرى النائية.
وتدير مليشيات الحوثي أكثر من 50 وسيلة إعلامية بين قنوات فضائية وصحف وإذاعات محلية، إضافة إلى عشرات المواقع الإلكترونية الإخبارية. وذلك بجانب قناة “المسيرة”، المنضوية ضمن “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإيراني” الذراع الدعائية لطهران.
وتخطت سيطرة مليشيات الحوثي من وسائل الإعلام إلى الهيمنة المطلقة على شركات ومؤسسات إنتاج إعلامية، أبرزها وفق مصادر إعلامية “”أفلاك” و”أنس بكت” و”ألوان ميديا” و”الهوية” و”الإمام الهادي” و”فكرة” و”يس ميديا” و”يمن ميديا” وهذه الأخيرة سيطرت عليها العام الماضي وكانت آخر شركات خاصة عاملة بصنعاء.
واستطاع الحوثيون من خلال هذه الشركات الاستحواذ على ميزة البث الفضائي وتمرير أجندتهم على أوسع نطاق في وكالات وفضائيات عالمية، فضلا عن مهمة مزدوجة لـ”المسيرة” كقناة وشركة بث لوسائل الإعلام المنضوية ضمن “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإيراني” في العراق وسوريا ولبنان وطهران، وفق المصادر.
وبحسب مصادر يمنية فإن ما يعرف بـ”المكتب الجهادي” ورجال الدين للحوثي لجأ لاستغلال هذه الشركات الإعلامية في إنتاج الأفلام والمسرحيات والمسلسلات وخارطة برامج إعلامية متنوعة خاصة في رمضان وتبث على قنواتها وإذاعاتها المحلية وكذا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحذر تقارير ودراسات دولية ويمنية من تنامي خطاب الكراهية مؤخرا خاصة على وسائل الإعلام الحوثية التي تروج للدعاية الحربية لما لها من انعكاسات كارثية على المجتمع وأخلاقيات أفراده وعلى المشهد السياسي برمته لتصبح شريك استراتيجي في تأجيج حدة الحرب.