سياسة

انتهاكات الحوثي تعمق مأساة اليمنيين وتعرقل آمال السلام


تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية جرائمها بحق الإنسانية في اليمن، ما بين قتل ونهب وخطف، وعرقلة آمال السلام في بلد يواجه ثلاثي الحرب والجوع والتشرد، حيث حذرت مراكز حقوقية يمنية ودولية من تصاعد وتيرة تلك الانتهاكات اليومية في مدن حضرية وقرى ريف شمال البلاد.

الجرائم اليومية الحوثية بحق فئات الشعب اليمني المختلفة، بما فيهم الأطباء ومرضى السرطان، تنوعت بين القتل العمد والنهب المنظم والاختطاف الجماعي، منذ مطلع أبريل وحتى منتصف مايو الجاري، 3 وهي محافظتا صنعاء والمحويت الخاضعتان كليا للمليشيات، وتعز (جنوب) الخاضعة جزئيا لكنها تقع في مرمى حصار حوثي قاس منذ 6 أعوام، محافظات فقط شملت، تقارير وبيانات منفصلة صادرة مؤخرا عن جهات معنية بانتهاكات حقوق الإنسان.

وخلال شهر أبريل الماضي، وثق مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، 394 انتهاكا حوثيا بتعز، فيما كشف المركز الأمريكي للعدالة عن اختطاف جماعي طال نحو 42 مدنيا في المحويت.

ومن جانبه، سجل مركز العاصمة الإعلامي نهب الحوثيين معونات مرضى السرطان بصنعاء، بينما أبرزت منظمة رايتس رادار الحقوقية، أحدث جرائم المليشيات الطائفية وتتمثل في قتل طبيب وشقيقه وإصابة آخرين في ريف تعز الغربي مدفوع بتطرف عقائدي.

ارتفاع مستوى الجرائم الحوثية التي تناقض كافة المواثيق والمعاهدات الدولية يشير إلى فجوة عميقة تتسع يوميا، واضعة البلد الفقير بقلب الكارثة الإنسانية، وتطيح للأبد بجهود المجتمع الدولي والأمم المتحدة وواشنطن، الرامية وقف حرب طاحنة تدخل عامها الـ7.

جرائم اختطاف

في 11 مايو الجاري، قامت عناصر وقيادات حوثية باختطاف نحو 42 مدنيا، عقب المداهمة بالدوريات المسلحة قرية العرة في عزلة الأهجر، بمديرية شبام في محافظة المحويت العريقة تاريخيا، (تبعد نحو 111 شمال غربي صنعاء).

ورغم مرور أسبوع لكن الجريمة ظلت غير مرئية في ريف المحافظة المعزولة عن العالم قبل أن يسلط عليها أحد المركز الحقوقية غير الحكومية، مبينا أن 3 دوريات حوثية اقتحمت القرية ومسجدها واختطفت الآباء وأبناءهم إثر طمس الأهالي شعارات طائفية للجماعة وتمزيق صور رموز الدم للنظام الإيراني أبرزهم قائد مليشيا فيلق القدس قاسم سليماني الذي قتلته أمريكا مطلع العام الماضي.

ونقل المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) ، شهادة أحد أقارب المختطفين قوله إن بعض النساء أصبن بالصدمة النفسية تحت ذعر شديد ضرب القرية، لدى مداهمة المسلحين المنازل وإشهار السلاح في وجوه الأطفال والنساء، والزج بأقاربنا في سجن سري بمركز المديرية.

وأعرب المركز في بيان له عن إدانته لما تعرض له أهالي قرية العرة، مشيرا إلى أن المختطفين يتعرضون لمعاملة غير إنسانية وتعذيب نفسي وجسدي بهدف الاعتراف بوقوفهم خلف عملية محو الشعارات وتمزيق صور خاصة بقيادات حوثية وأخرى إيرانية.

وأكد أن استمرار مليشيا الحوثي بارتكاب مثل هذه الانتهاكات، ينسف فرص السلام وخيارات إيقاف الحرب التي يحاول المجتمع الدولي والأمم المتحدة إحياءها باليمن، ويعمق مأساة بلد يواجه ثلاثي الحرب والجوع والتشرد منذ 21 سبتمبر 2014، كما طالب الحوثيين بالإطلاق الفوري للمختطفين، داعيا المنظمات الدولية والأممية لإدانة الجريمة ومساندة ذوي الضحايا للضغط على المليشيات لإيقاف مسلسل الانتهاكات اليومية بحق الشعب اليمني، وفقا للبيان.

آلة حوثية للقتل بتعز

والإثنين، قام القيادي الحوثي الميداني المدعو عزت العزي، بقتل أحمد الشميري، أخصائي القلب والأوعية الدموية، وشقيقه الأصغر ويدعى حمود، وأصيب 2 آخران عقب اعتراضهم على خطاباته المتطرفة في أحد مساجد مديرية مقبنة في ريف محافظة تعز، جنوبي البلاد، بحسب ما أفادت مصادر حقوقية ومحلية.

وأثارت الجريمة تنديدا حقوقيا وشعبيا واسعا، فيما اعتبرتها منظمة رايتس رادار الحقوقية في بيان لها، أنها ضمن مسلسل يومي من الجرائم لقيادات المليشيا الحوثية والتي تملك حصانة أمنية دون أي رادع لأعمال قادة وعناصر الجماعة الإرهابية ضد الأبرياء.

جريمة مقتل الطبيب الشميري تعد أحدث انتهاك لآلة قتل المليشيات الانقلابية، حيث شهد أبريل الماضي مقتل 17 مدنيا بينهم 5 أطفال بشظايا القذائف المدفعية، والقناصة والرصاص المباشر والألغام ودهسا بالدوريات وتحت التعذيب، كما أصيب 23 مدنيا بينهم 13 طفلا و3 نساء في ذات النوع من آلة القتل طبقا لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان اليمني.

ومن جهته، وثق تقرير للمركز الحقوقي، أكثر من 394 حالة انتهاك طالت مدنيين ارتكبت غالبيتها مليشيا الحوثي بشكل مباشر ومتعمد، مسجلا ارتكاب مليشيا الحوثي والإخوان لـ 9 حالات اختطاف وإخفاء قسري وحالتي اعتداءات وحالتي انتهاك لحرية الرأي والتعبير وتهجير 35 مدنيا قسريا وإجبار نحو 222 أسرة على النزوح وتدمير جزئي وكلي لنحو 24 مبنى ما بين خاص وحكومي.

نهب المعونات الإغاثية

في السياق، واصلت مليشيا الحوثي نهب المعونات الإغاثية الدولية وتوزيعها لأسر عناصرها المسلحة، كان أحدثها نهب مساعدات غذائية مقدمة لمرضى السرطان بصنعاء.

وذكر مركز العاصمة الإعلامي الحقوقي أن مليشيا الحوثي نهبت 300 سلة غذائية من بين 500 سلة قدمت كمعونات من مؤسسة خيرية بالكويت لمرضى السرطان بصنعاء عبر المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان.

وسبق لمليشيا الحوثي خلال شهر رمضان نهب كافة المعونات المخصصة للتربويين والتربويات في أمانة العاصمة المختطفة صنعاء بعيد تلاعبهم بكشوفات المستفيدين.

واستنكرت حكومة اليمن نهب مليشيا الحوثي بنهب المساعدات المخصصة لمرضى السرطان، داعية الجهات الدولية المانحة والمؤسسات الإنسانية الدولية والمحلية إلى عدم الخضوع لاشتراطات الانقلابيين أو التعامل معها في تنفيذ البرامج الإغاثية.

وأكدت الحكومة في بيان لمكتبها التنفيذي لأمانة العاصمة أن مليشيا الحوثي تستحوذ على المعونات غير عابئة بالمحتاجين والمتضررين جراء الحرب التي أشعلتها منذ أواخر 2014.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى