انشقاق إعلامية إخوانية يفضح «حرب الأخوات».. التفاصيل
“طفح الكيل.. وصدمتي كبيرة فيمن يصفون أنفسهم بأنهم إسلاميون”.. هكذا عبرت الإعلامية الموالية للإخوان عن انشقاق “غير صريح”، وسط حديث عن فساد وتهديدات بفضح قيادات قالت إنهم “تخلوا عنها ونصبوا لها شباك المؤامرات مع الأخوات“.
الرسالة تعكس حالة التدمير الذاتية التي تعيشها الإعلامية الإخوانية والحرب الداخلية المشتعلة داخل التنظيم التي دائما ما يكون محركها الأول الصراع على المال والمناصب والنفوذ.
الانشقاق والإعلان عنه وما صاحبه من تهديد بكشف المستور ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، فمنذ سقوط تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر. تشهد الجماعة خلافات داخلية على كافة المحاور والأصعدة تزامنا مع انشطار غير مسبوق يضرب التنظيم الإرهابي وانقسامه إلى عدة جبهات.
واللافت للنظر أن مع كل انشقاق، تخرج الأطراف الإخوانية ويتبادلون الاتهامات والتهديد بكشف ما لديهم من أسرار وبالأسماء، فيظهر للناس ما كان خفي عنهم. فهم يفضحون بعضهم للبعض. وبأيديهم ينزعوا الأقنعة التي يتخفون بها.
ماذا حدث؟
الانشقاق الجديد هذه المرة من داخل قسم الأخوات. حيث خرجت الإعلامية الإخوانية “هالة سمير” لتعلن أنها لم تعد تنتمي منذ لحظة نشر الفيديو لأي فئة بعينها ولا أيديولوجيا معينة. مؤكدة أنها “أصبحت داعية إسلامية تربوية فقط، بدون أي انتماءات”.
وهددت بأنها ستقاضي “كل من يستخدم اسمها للترويج لفكر معين أو لتجميع الفتيات لصالح جبهة أو فئة بعينها”.
ورغم عدم تصريح الإعلامية بانشقاقها عن الجماعة بشكل صريح، فإن التعليقات على المقطع المصور من أتباع التنظيم كانت تشير إلى ذلك، وأن المقصود بالفئة هي “جبهة إسطنبول”. حيث تتبعها قناة وطن التي بثت من خلالها برامجها. والأيديولوجيا التي تقصدها هي أفكار الإخوان.
فساد وسرقة وتشويه
وتحت عنوان “ما الذي تعرضت له الفترة الماضية؟ وما سبب غيابي؟. مهم جداً اسمع من د. هالة !، “كشفت الإعلامية الإخوانية حجم ما تعرضت له من مؤامرات. لم تسم من وراءها، لكنها ألمحت إليهم بوصفهم “الدوائر القريبة منها في إسطنبول”. وأنها تتعرض لمؤامرة منهم بعد أن تمكنوا من توريطها في قضية تهرب ضريبي مع الدولة التركية وصلت إلى مطالبتها بما يقارب 700 ألف ليرة تركية. وأنها تتعرض للحسد والغيرة من بعض الأخوات اللاتي لا تعرفهن ولكنهن يتعرضن لها بالإيذاء ويطلقن عليها شائعات. وأن أحد الإخوان خدعها وسرق حصتها من دور النشر التي نشرت بها كتبها.
وحسب قولها فإنها طلبت من الدوائر القريبة منها (تقصد جبهة إسطنبول) قرض حسن بدون فوائد لسداد الضرائب، لكنها صدمت في أن من يصفون أنفسهم بأنهم “إسلاميون” تخلوا عنها. لذا هددت الجميع بأن أي فئة سوف تستخدم اسمها، أو صورتها. للترويج لفكرة أو لفئة بعينها ستخرج تذكرهم بالأسماء وستستحضر المسودات التي طوتها ولا تريد أن تتحدث فيها.
وأضافت: “إن لم يتوقفوا عن إيذائها والإبلاغ عنها للضرائب فإنها ستفضحهم بالاسم وستذيع كل الأسرار التي كانت أغلقت فمها عنها لكنه قد طفح الكيل. ولم تعد تتحمل كل هذا الغدر وكل تلك المؤامرات”.
وفي عام 2013 وعقب الإطاحة الشعبية بجماعة الإخوان من الحكم في مصر. فرت الإعلامية هالة سمير إلى إسطنبول وهناك قدمت محاضراتها التربوية لزوجات وفتيات الإخوان الهاربين مع أسرهم بتركيا. ثم تطور الأمر لتقدم برنامج على قنوات الإخوان في إسطنبول تتواصل من خلالها مع النساء وتقدم رسالة الأخوات على لسانها للزوجات وللفتيات. ثم بدأت تلقي محاضراتها للنساء في دول أخرى غير تركيا.