انفتاح أمريكي تجاه سوريا.. قائد القيادة الوسطى يزور دمشق

بحث الرئيس السوري أحمد الشرع مع قائد القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” الأدميرال تشارلز برادلي كوبر اليوم الجمعة آفاق التعاون في المجالات السياسية والعسكرية، في أول زيارة لمسؤول عسكري أميركي بهذا المستوى الرفيع إلى سوريا، منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر عام 2024.
وتعتبر هذه الزيارة مؤشرًا قويًا على تغير في المناخ السياسي بين دمشق وواشنطن بعد سنوات من القطيعة، كما تعكس حرصًا متبادلًا على توسيع قنوات التواصل ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ولا يستبعد أن تكون الزيارة تمهيدًا لمرحلة جديدة من الوجود العسكري الأميركي في سوريا، فبعد أن كان التركيز على دعم قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ينتظر أن تشهد المرحلة القادمة توسيعًا للتعاون ليشمل الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب، مع إعادة النظر في حجم الدعم المقدم لـ”قسد” في ظل الأوضاع الجديدة.
وتولي واشنطن اهتماما كبيرا لملف الآلاف من معتقلي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لدى “قسد” وتعمل مع المجتمع الدولي لنقلهم إلى بلدانهم الأصلية لمحاكمتهم.
ورغم الدعوات المتزايدة لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في سوريا، فإن زيارة قائد “سنتكوم” تؤكد على أن واشنطن لن تتخلى عن مواقعها بسهولة، حيث يعتبر حضورها ضرورياً لتحقيق الاستقرار ومنع الفراغ الأمني الذي قد تستغله قوى أخرى مثل إيران أو روسيا
وذكرت الرئاسة السورية، عبر حسابها بمنصة “إكس” أن الشرع وعقيلته لطيفة الدروبي، استقبلا برادلي كوبر، وعقيلته سوزان كوبر، إلى جانب المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا توماس باراك، والوفد المرافق، بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
وأوضحت أن اللقاء “بحث آفاق التعاون في المجالات السياسية والعسكرية، بما يخدم المصالح المشتركة ويرسخ مقومات الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة”.
واعتبرت الرئاسة أن المباحثات “عكست الأجواء الإيجابية والحرص المشترك على تعزيز الشراكة الاستراتيجية، وتوسيع قنوات التواصل بين دمشق وواشنطن على مختلف المستويات”.
بدورها، ذكرت “سنتكوم”، في منشور عبر منصة “إكس” أن كوبر وباراك، شكرا خلال الاجتماع الرئيس الشرع، على دعمه في مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا.
وأكدا أن القضاء على تهديد التنظيم داخل سوريا سيساهم في تقليل خطر وقوع هجمات ضد الولايات المتحدة، ويأتي في إطار رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لمنطقة شرق أوسط مزدهرة ولدمشق مستقرة تنعم بالسلام داخليًا ومع جيرانها.
كما أشاد المسؤولان بجهود سوريا في عمليات استعادة المواطنين الأميركيين داخل البلاد، وأكدا التزامهما بمواصلة المساعي الرامية إلى دعم أهداف واشنطن في الشرق الأوسط، بما في ذلك المفاوضات المتعلقة بدمج مجموعات مسلحة سورية مختلفة في قوات الجيش التابع للحكومة السورية الجديدة.
واتفق القادة الثلاثة على عقد اجتماعات مستقبلية لضمان استمرار تركيز البلدين على مواجهة “داعش” داخل سوريا.
وتدل زيارة كوبر على أن النقاشات بين الولايات المتحدة والإدارة السورية الجديدة انتقلت من الجانب الدبلوماسي إلى الأمني والعسكري، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للعلاقة الجديدة بين واشنطن ودمشق.