بعد العزلة… تركيا تعود لمسارها الدبلوماسي الصحيح بجهود إماراتية سعودية
تشهد الساحة السياسية الدولية تغييرات في ظل التنسيق الإماراتي السعودي في مختلف القضايا، والتي كان ضمنها الملف التركي.
وهذا بعد التحولات التي تشهدها أنقرة، ومساعيها لفتح العلاقات المتبادلة مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات، بعد عزلة عاشتها لمدة سنوات عديدة.
جهود سعودية إماراتية
وجاءت جهود السعودية والإمارات مع تركيا لعودتها إلى المسار المناسب والصحيح من خلال فتح عصر جديد من التعاون المشترك بين تركيا والإمارات والسعودية.
والتي بدأت باللقاءات والاتصالات المتبادلة بين الرئيس التركي والشيخ محمد بن زايد، والزيارات التي تبادلها الطرفان للبلدين، وهي كانت البداية في فتح العلاقات مجددا بين تركيا والدول الأخرى.
وأتت هذه الجهود الحثيثة من الإمارات في البداية بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإمارات، وسبقتها زيارة قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشكلت نقطة مهمة في مسيرة تعزيز العلاقا.، وفتحت آفاقاً أرحب في حلحلة الأزمات بالمنطقة واستقرارها.
وأصبحت هذه العلاقات تسير اليوم نحو نقلة نوعية غير مسبوقة، تطلعاً للعمل لخلق فرص جديدة للنمو والازدهار، بعد المساعي التي بدأت بها تركيا للعودة مجددا إلى فتح العلاقات بين تركيا والدول العربية.
وتأتي هذه التحركات الإماراتية السعودية لما نجحت فيه البلدان في بناء علاقات إيجابية مع العالم، ولاسيما في الجوانب الاقتصادية والتنموية، تمثل اليوم وجهة اقتصادية حيوية وفاعلة على خريطة الاقتصاد والتجارة والاستثمار دولياً.
مساعٍ تركية
وجاءت سلسلة التواصل والجهد العربي من الإمارات والسعودية بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية في زيارة رسمية منذ 5 سنوات بعد جهود مكثفة من البلدين لإصلاح علاقاتهما التي شابها التوتر في السنوات القليلة الماضية، تلك الزيارة التي استعرضت مباحثات العلاقات الثنائية من جميع جوانبها ومناقشة فرص تطوير التعاون، ووجهات النظر حيال قضايا إقليمية ودولية.
وجاءت زيارة أردوغان لتنقية الأجواء مع السعودية، ضمن إطار جهود أوسع بذلها الرئيس التركي في الفترة الأخيرة لتحسين العلاقة مع عدد من خصومه الإقليميين، في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة أدت إلى تراجع كبير في الاستثمارات الأجنبية، خصوصا من الغرب.
مرحلة جديدة من العلاقات
يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات السياسية والدولية، إن التنسيق الإماراتي السعودي يسعى إلى إعادة تركيا لمسارها الصحيح، من خلال فتح العلاقات بين الدول العربية، وإنهاء حالة العزلة التي عاشتها تركيا طوال السنوات الماضية، وخاصة في ظل المطالب التركية إلى فتح العلاقات مع الدول بعد سنوات عديدة من العزلة.
وتابع أستاذ العلاقات الدولية : أن فتح العلاقات بين تركيا والسعودية والإمارات وأيضا في ظل المحادثات مع مصر ستفتح مجالا كبيرا للاقتصاد بين الدول، وخاصة أن الفترة الحالية الملف الاقتصادي هو الرئيسي في العلاقات بين الدول في ظل حالة الاضطرابات السياسية والاقتصادية بين الدول. والتي جاءت ضمن الجهود الحثيثة التي تقوم بها السعودية والإمارات بعد مساعي تركيا لفتح خطوط التواصل معهم، وهو ما يؤكد أن الإمارات والسعودية يسعيان جاهدين إلى إنهاء أي خلافات. وأن تكون تركيا على مسارها المناسب بعد الصفحة السوداء التي عاشتها في ظل خلافاتها المستمرة مع الدول في المنطقة.
وتابع فهمي: إن نجاح الجهود الإماراتية السعودية لعودة تركيا إلى مسارها الصحيح ستأتي بخطوات إيجابية لأنقرة، وهو ما سيفتح مرحلة مقبلة جديدة بين تركيا ومختلف الدول اقتصاديا وسياسيا.