بوتين يتعهد بتقديم مساعدات غذائية مجانية لست دول أفريقية
قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب افتتاحه قمة بين روسيا وإفريقيا في سان بطرسبرغ في شمال غرب البلاد وعودا ست دول من هذه القارة بشحنات حبوب مجانية “في الأشهر المقبلة”. وذلك وسط مخاوف دول تعاني من أزمات غذاء ومجاعات وجفاف من تداعيات توقف اتفاق الحبوب بين كييف والغرب من جهة وموسكو من جهة أخرى.
وأكد بوتين في خطابه الافتتاحي الذي نقله التلفزيون الروسي خلال الجلسة العامة للقمة الروسية الأفريقية الخميس في مدينة بطرسبرغ “في الأشهر المقبلة سنتمكن من تأمين شحنات مجانية من 25 إلى 50 ألف طن من الحبوب لبوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا” على خلفية قلق دول أفريقية من توقف اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود قبل فترة قصيرة.
ويسعى بوتين لاستغلال مسالة الحبوب الحارقة بالنسبة لعدد من الدول الافريقية الفقيرة لضمها لصالحه في مواجهة جهود واشنطن لفرض العزلة الدولية على بلاده عقب اجتياح الاراضي الاوكرانية في فبراير 2021.
وردا على الانتقادات الغربية لقرار روسيا الانسحاب من اتفاق حبوب البحر الأسود الأسبوع الماضي، الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير حبوبها بأمان. أكد بوتين أن موسكو انسحبت من الاتفاق لأنه لم يتم الوفاء بأي من الوعود بشأن تسهيل صادراتها من الحبوب والأسمدة.
وقال بعض السياسيين الغربيين إن خروج روسيا من الاتفاق غير مسؤول وسيتسبب في معاناة الملايين في الدول الفقيرة.
غير أن بوتين أبلغ القمة أن أكثر من 70 بالمئة من الحبوب الأوكرانية التي صُدرت بموجب الاتفاق الذي انقضى الآن ذهبت لدول ذات دخل مرتفع أو أعلى من المتوسط، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، وأن دولا فقيرة مثل السودان تلقت أقل من ثلاثة بالمئة من الشحنات متهما الغرب بالنفاق.
كما أعرب الرئيس الروسي عن أمله أن تتخذ مجموعة العشرين قرار انضمام الاتحاد الإفريقي لها في القمة المقبلة.
نأمل أن تتخذ مجموعة العشرين قرار انضمام الاتحاد الإفريقي لها في القمة المقبلة بالهند”، حسب موقع “روسيا اليوم” المحلي.
ومن المقرر أن تعقد قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى يومي 9 و10 أيلول/سبتمبر المقبل في العاصمة الهندية نيودلهي.
وأضاف في القمة المنعقدة في بطرسبورغ الروسية، أن “بلاده هي شريك مهم لإفريقيا، وبالتالي فإنها منفتحة للتعاون مع دول الاتحاد الإفريقي بكافة المجالات”.
ونوّه الرئيس الروسي أن العلاقات التجارية مع إفريقيا شهدت نموا رغم تداعيات وباء كورونا والعقوبات.
وشدد على أهمية توسيع الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا والدول الإفريقية، وعلى أهمية ضمان ربط أوسع مع إفريقيا عن طريق الرحلات الجوية المباشرة.
من جهته، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، في كلمة خلال القمة ذاتها، عن “امتنانه لدعم روسيا القضايا الأفريقية في المنتديات الدولية، لاسيما مساندتها أمام مجلس الأمن”.
وأضاف “لا ننسى دور روسيا في دعم إفريقيا للتحرر من الاستعمار والفصل العنصري”.
وانطلقت، الخميس، النسخة الثانية من قمة “روسيا – إفريقيا” في مدينة بطرسبورغ الروسية، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين موسكو ودول القارة السمراء والارتقاء بها لمستوى جديد.
وتنعقد القمة يومي 27 و28 يوليو الجاري، حيث يشارك فيها عدد من قادة الدول الأفريقية، وفي مقدمتهم الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي ورئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا.
من جهته، أكد مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف، في تصريح صحفي، مشاركة 49 دولة إفريقية من أصل 54 في القمة، حسب المصدر نفسه.
وعبرت عدد من الدول الغربية عن مخاوفها من سعي روسيا للتأثير على الدول الأفريقية.
وحذرت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه دول أفريقيا من توطيد التعاون مع روسيا ورئيسها بوتين.
وقالت شولتسه لصحف مجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية في تصريحات تم نشرها اليوم الخميس “من يعد دولا أفريقية بقمح روسي رخيص ويقصف في الوقت ذاته موانئ حبوب أوكرانية، فإنه لا يريد مكافحة الجوع، ولكنه يسعى فقط لخلق تبعيات جديدة”.
وتابعت أن تصرف روسيا في أفريقيا يهدف في الواقع لإحداث التبعية والاستغلال، ووصفت القمة المنتظرة في مدينة سان بطرسبرغ بأنه “استعراض من بوتين للعلاقات العامة”. وقالت لمجموعة “فونكه” أيضا إن روسيا تصدر “أسلحة وأخبارا كاذبة ومرتزقة. ومن ناحية السياسة التنموية ليس لدى روسيا سوى القليل لتقديمه للدول الأفريقية”.
ولكن الوزيرة الألمانية أشارت إلى أن القمة مع بوتين تعد أيضا “فرصة لشركائنا الأفريقيين لمواجهة الرئيس الروسي بطلباتهم. إنهاء الحرب وعدم إعاقة تصدير الحبوب الأوكرانية يعد أمرا في صالح العالم بأسره”.