بورتسودان بين الانقسامات والفوضى.. أين تتجه السلطة الانتقالية؟

تشهد سلطة بورتسودان أزمة سياسية متصاعدة بعد فشل حكومة كامل إدريس في تشكيل الحكومة الجديدة، ما يعكس تدهور الوضع السياسي ويضع المدينة في حالة شلل سياسي غير مسبوقة. هذا الفشل لا يعد مجرد تأخر إداري. بل يرمز إلى عجز السلطة عن تقديم حلول لمطالب الشعب السوداني، ويزيد من حالة عدم الاستقرار التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
-
تحركات مشبوهة للإخوان داخل الجيش السوداني بكادوقلي.. مؤشرات على تمرد وشيك
-
الازدواجية الحكومية تُفاقم الفوضى.. السودان في مفترق طرق خطير
تُعد هذه الأزمة اختبارًا حقيقيًا لقدرة السلطة على الحكم. حيث أصبح الشلل السياسي عنوان المرحلة، وهو ما يضع علامات استفهام حول جدية الحكومة في إدارة شؤون المواطنين .وتحقيق تطلعاتهم في الأمن والتنمية والخدمات الأساسية.
في هذا السياق، تأتي إقالة وزير التربية والتعليم لتلقي الضوء على ما يبدو كـ”محاولة للتعتيم” على تورط الجيش في عمليات تجنيد الأطفال ضمن عملياته العسكرية. هذه الخطوة أثارت مخاوف حقوقية واسعة. إذ أن تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة يُصنف كجريمة حرب وفق القانون الدولي الإنساني، ويعرض مستقبل الأطفال للخطر. ويهدد بناء المجتمع ويقوض طموحات الأجيال القادمة.
-
مقتل أنس فيصل كرتي: ضربة قاصمة للحركة الإسلامية في السودان
-
صراع على النقابات.. الإخوان يتسللون من بوابة العمل النقابي في السودان
وتشير التقارير إلى أن الجيش يقوم بتفعيل سياسة تجنيد الأطفال ضمن عملياته ضد المدنيين في بورتسودان، وهو ما يمثل انتهاكًا صريحًا للحقوق الإنسانية الأساسية. استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة لا يهدد حياتهم فحسب. بل يعرض المدنيين للقتل والإصابات، ويخلق بيئة من الرعب وعدم الاستقرار في المدينة.
على الصعيد السياسي، لا يمكن فصل هذه التطورات عن الخلافات المتزايدة بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان وتنظيم الإخوان المسلمين، بعد توقف التمويل للحركات الإسلامية من قبل الجيش. فقد اتجه البرهان إلى عملية السلام وسعيه لإخراج القوى الإسلامية من المشهد السياسي. ما ألقى بظلاله على استقرار الحكومة في بورتسودان وزاد من صعوبة تشكيلها.
-
الإسلاميون والعسكر.. تفاهمات خفية لإعادة الحكم القديم في السودان
-
الإسلاميون والجيش: تحالف يعيد السودان إلى المربع الأول
إن الوضع في بورتسودان اليوم يُظهر تصدعات كبيرة داخل السلطة، بين محاولة السيطرة على المشهد السياسي من جهة. والتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان من جهة أخرى. فشل حكومة كامل إدريس ليس مجرد فشل إداري، بل هو رمز لعجز السلطة عن حماية الأطفال والمدنيين. وتقديم حكومة فعالة تحمي حقوق المواطنين وتضمن مستقبلهم.
يبقى المجتمع الدولي والأجهزة الحقوقية أمام تحدٍ كبير لضمان محاسبة المسؤولين عن تجنيد الأطفال والانتهاكات المرتكبة في بورتسودان. وضمان أن تتحرك السلطة المحلية لإيقاف هذه الممارسات التي تهدد الأطفال والمواطنين على حد سواء.
-
هزيمة الفاشر… ماذا يكشف الانهيار الميداني عن أزمة الجيش السوداني؟
-
تحذيرات دولية من مجازر وشيكة في السودان
-
السودان بين عودة الإسلاميين وتحالفات الجيش.. معركة النفوذ الإقليمي ومستقبل الانتقال المدني
-
تحذيرات من عودة الإسلاميين في السودان وسط تحالفات الجيش وتحديات الانتقال
-
مخطط الإخوان في السودان.. حرب وسلطة بأي ثمن
-
هل يشعل صدام الدعم السريع والإسلاميين جبهة سياسية جديدة في السودان؟
-
عودة المعارك إلى أم درمان تكشف مأزق الحل العسكري في السودان