المغرب العربي

بين الاحتجاج والمواجهة السياسية.. قيس سعيد يربط اضطرابات قابس بمؤامرات الإخوان


رغم أن احتجاجات قابس كانت مجرد رد فعل شعبي على الأوضاع البيئية، فإن جماعة الإخوان في تونس حركت أذرعها لتأجيج الأوضاع وتوظيف الأزمة كورقة ضغط لتحقيق أجندتها السياسية ضد الحكومة.

وقال الرئيس التونسي قيس سعيد إن “الدّولة لا تُدار بالتدوينات ولا بمن اختاروا الخيانة والعمالة وبثّ الأراجيف والأكاذيب وسيعلم قريبا الذين ظلموا مهما كانت مواقعهم أيّ منقلب ينقلبون”، في إشارة إلى لجان إلكترونية إخوانية تعمل على تضخيم الأحداث العفوية وتأجيجها.

جاء ذلك خلال إشرافه بقصر قرطاج بالعاصمة تونس، على اجتماع اللّجنة التي كلّفها بإيجاد حلول عاجلة للوضع البيئي بمدينة قابس، وفق بيان للرئاسة التونسية الأربعاء.

وشدّد سعيد على أن بلاده “تعيش اليوم حرب تحرير على كافة الجبهات وسيُسقط الشّعب التونسي بوعيه وإرادته الصّلبة كلّ ما يُحاك من مؤامرات”.

 

وأوضح سعيد أنه “يُتابع الوضع عن كثب في قابس”، مُشيدا بـ”موقف الأهالي وما أظهروه من وعي عميق بالحفاظ على السّلم الأهليّة ووقوفهم على نفس الجبهة مع قوات الأمن للتصدّي لكلّ من يحاول تأجيج الأوضاع بشتّى السّبل”.

وذكر، في هذا السّياق، بـ”إهدار المال العام عند اقتناء عدد من المعدّات عام 2018 وأُهملت وتآكلت وأصبح معظمها غير صالح للاستعمال، فضلا عن إشاعة المغالطات المفضوحة لأنّ النّيّة كانت تتّجه نحو التفويت (البيع) في العديد من المنشآت والمؤسّسات العموميّة ضاربين عرض الحائط بآلام ومعاناة أهلنا في قابس وفي سائر أنحاء البلاد”.

وقال سعيد إنه” من حقّ الشّعب التونسي أن يعرف الحقائق كلّها، ومن حقّه أن يُطالب بالمحاسبة وفق القانون ومن حقّه أن يعيش حرّا محفوظ الكرامة وسيتمّ وضع حدّ لمعاناته في كافّة المجالات وفي مختلف الجهات”.

كما تسلّم سعيد نسخة من التقرير الأوّلي الذي تمّ إعداده لحل مشاكل قابس، داعيا إلى مضاعفة الجهود لوضع تقرير نهائي في أقرب الآجال يتضمّن حلولا آنية عاجلة إلى جانب تصوّر استراتيجي شامل مع مزيد من إشراك الشباب لأن لهم من الوطنيّة والكفاءة والقدرة على استنباط الحلول علما وأنّ عديد الدّول استلهمت من الدّراسات التي قام بها التونسيّون  في هذا المجال.

وانطلقت احتجاجات أهالي قابس منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول وتتواصل حتى يوم غد الخميس حيث من المنتظر تنظيم مسيرة في قابس، وذلك إثر تكرر حالات الاختناق بسبب التلوث الناجم عن انبعاثات المصنع.

ويقع المجمع الكيميائي بمحافظة قابس (على بعد نحو 415 كيلومترا عن العاصمة) وتحديدا في منطقة «غنوش» ويوفر نحو 4 آلاف فرصة عمل.

ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أنه في ظل الانحسار السياسي المتواصل، يستمر الإخوان في تبني سياسة الركوب على الأحداث واستغلال أي احتجاجات عفوية كورقة ضغط في صراعهم مع الرئيس قيس سعيد الذي أطاح بهم من السلطة.

 

وتعمل قيادات الإخوان في المهجر على تأجيج الأوضاع مستغلة جماعتها الموجودة في الداخل لتأجيج الاحتجاجات، وفق مراقبين.

وتأسس المصنع الكيميائي عام 1972 وهو وحدة من وحدات المجمع الكيميائي التونسي (حكومي) مختص بتحويل مادة الفوسفات إلى حمض فسفوري.

وبين العامين 1979 و1985، أُنشئت وحدتان لإنتاج سماد الفوسفات ثنائي الأمونيوم، وفي 1983، أنشئ مصنع لإنتاج نترات الأمونيوم.

وفي هذا المجمع الصناعي الضخم، تتم معالجة الفوسفات المتأتي من مناجم محافظة قفصة المجاورة، لتصنيع الأسمدة وغيرها من المواد الكيميائية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى