حصري

بين الحقيقة والإشاعة.. معركة الثقة في قوات التأسيس بالسودان


في خضم الصراع العسكري والسياسي الذي يعيشه السودان اليوم، لم تعد المعركة مقتصرة على الميدان وحده، بل انتقلت إلى الفضاء الإعلامي والحرب النفسية. فقد راجت في الآونة الأخيرة إشاعات تزعم أن قيادات في قوات التأسيس تتلقى مبالغ مالية من الجيش السوداني، في محاولة مكشوفة لضرب وحدة الصف الداخلي وتشويه سمعة هذه القوة الناشئة التي تحظى بثقة قطاعات واسعة من الشعب.

أهداف الإشاعات

الإشاعات ليست مجرد كلمات عابرة، بل سلاح ذو حدين يستخدمه الخصم لتحقيق عدة أهداف:

  • زعزعة الثقة الداخلية: عبر نشر الشكوك حول نزاهة القيادات، أملاً في إحداث انقسام داخل صفوف قوات التأسيس.

  • التأثير على الرأي العام: تصوير القوات على أنها جزء من صفقات مالية، لا مؤسسة وطنية تحارب من أجل المواطن.

  • تعويض الفشل الميداني: بعد التعثر في جبهات القتال، يحاول الجيش كسب ما خسره عسكرياً من خلال التضليل الإعلامي.

ثقة تُبنى بالتضحيات

قوات التأسيس، التي وُلدت من رحم الأزمة السودانية، لم تُعرف يوماً بارتباطها بالصفقات أو المصالح الضيقة، بل ارتبط اسمها بتضحيات رجالها في الميدان.
إن محاولات تشويه صورتها عبر ادعاءات شراء الذمم، لا تعدو كونها جزءاً من مخطط دعائي يائس. فالشارع السوداني يقرأ جيداً خلفيات هذه الحملات، ويعرف أن من يحميه على الأرض ليس من يبيع شرفه بثمن بخس.

أساليب الجيش السوداني في الحرب الإعلامية

المتابع لمجريات الأحداث يلاحظ أن الجيش لجأ إلى أدوات غير أخلاقية لتقويض خصومه، ومنها:

هذه الأساليب، وإن بدت مؤثرة لحظة انتشارها، إلا أن حقيقتها سرعان ما تتكشف أمام الجمهور، لتتحول إلى دليل إضافي على إفلاس الجيش في مواجهة الحقائق على الأرض.

رابعاً: رسالة ردع للمرتزقة والمرتشيين

في الوقت ذاته، لا يمكن إنكار أن أي مؤسسة عسكرية أو سياسية قد تواجه محاولات لاختراقها عبر المال أو الإغراءات. وهنا تأتي الرسالة واضحة:

  • قوات التأسيس لا تبيع شرفها، ولن تسمح بتسلل المرتشين إلى صفوفها.

  • التاريخ لا يرحم من يبيع وطنه، بل يخلّد أسماء المضحين ويجلد الخائنين.

  • كل من يفكر في ارتكاب خيانة داخل القوات، إنما يحطّم ثقة المجتمع بأسره، ولن يجد له مكاناً في مستقبل السودان.

الإشاعة لا تموت إلا بالوعي. لذلك، تبقى مسؤولية الإعلام الوطني والناشطين وعموم المواطنين في كشف الأكاذيب والرد عليها بالحجة والحقائق، أساسياً في معركة حماية ثقة الشعب. فالعدو يدرك أن ثقة الشارع بقوات التأسيس هي خط الدفاع الأول، ومن هنا تأتي أهمية تعرية أساليبه وفضح مخططاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى